صحافة إسرائيلية

عقب التصعيد في جنوب لبنان.. هل يقترب الاحتلال من حرب مفتوحة ضد حزب الله؟

قواعد اشتباك محددة تحكم التصعيد جنوب لبنان- الأناضول
استعرض مقال للكاتب الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم"، التصعيد شمال الأراضي المحتلة في ضوء القصف المتبادل يوم أمس.

وقال ليمور "إن التصعيد استمر في الشمال أمس أيضا في الإصابة الدقيقة لموقع عسكري قتلت فيه مجندة وأصيب ثمانية، وفي رد حاد نسبيا تمثل بقصف بضعة أهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان حيث بلغوا عن بضعة قتلى ينضمون إلى أكثر من 220 نشيطا من حزب الله قتلوا في المعارك حتى الآن".

وأضاف ليمور، "أن عدد الخسائر العالي بين رجاله دفع حسن نصر الله لأن يلقي خطابا متشددا أول أمس وأن يأمر بالهجوم أمس، ويحتمل أن يكون استخدم هنا سلاحا دقيقا دخل الآن المعركة منعا لإصابة عشوائية للمدنيين وبهدف ضمان الإصابة للهدف العسكري".


وتابع، "ذلك يبدو جزءا من سياسة المعادلات التي يحرص نصر الله على إبقائها الآن أيضا، وفي إطارها يسعى لأن يركز الإصابات على منشآت عسكرية وجنود".

وأردف، "لقد أوضح نصر الله في خطابه بأنه سيواصل القتال طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة هو يتصرف على هذا النحو منذ 7 أكتوبر، كجزء من مساهمته في المحور الذي تقوده إيران بمشاركة حماس، وفي نفس الوقت حرص على ألا ينجر مع إسرائيل إلى حرب شاملة ليست مريحة في هذا الوقت له ولأسياده الإيرانيين".

واستدرك ليمور، "نصر الله لا يخشى فقط من ضربة شديدة تلحق بمنظمته بل أساسا من ضربة على نمط غزة لمدن لبنان ومواطنيه مما سيوجه له انتقادا داخليا شديدا في بلاده، وهو يفهم بأن إصابة مقصودة لأهداف مدنية في إسرائيل ستؤدي بالضرورة إلى إصابة موازية في المدن اللبنانية، ويسعى لأن يمتنع عن ذلك وإن كان (أصاب أول أمس بجراح مواطنين إسرائيليين اثنين في كريات شمونه)".

في خدمة إسرائيل

ووفقا للكاتب، "فإن سياسة حزب الله تخدم في الوقت الحالي إسرائيل"، متسائلا هل تسمح لها بالإبقاء على لبنان كساحة فرعية ومواصلة تركيز الجهود على غزة لأجل هزيمة حماس؟

وبين، "أن الخوف الدائم من التصعيد في الشمال يلزم الجيش الإسرائيلي بالإبقاء على تأهب ذروة دائم له تداعيات فورية على المعركة في غزة أيضا".

وأشار إلى أن "اثنين من مثل هذه التداعيات برزا في الأسابيع الأخيرة هما تخفيف عدد القوات في القطاع بما في ذلك نقل فرقة 36 إلى الشمال والتي بعض من قواتها حلت منذ الآن محل قوات الاحتياط في الحدود اللبنانية و"تقنين الذخيرة"، والذي في إطاره يمتنع الجيش من استخدام مبالغ فيه للقذائف والقنابل من أنواع مختلفة لأجل الإبقاء على الذخيرة لاحتمال حرب في لبنان".


وأوضح، "أن الضرر الأساس الذي لحق بإسرائيل هو في الجانب المدني، فصحيح أن لبنان يدفع ثمنا موازيا حين فرغت الكثير من قرى الجنوب من سكانها الذين فروا إلى الشمال لكن ليس في هذا مواساة، فحقيقة أن عشرات آلاف الإسرائيليين يسكنون منذ أربعة أشهر خارج بيوتهم إضافة إلى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية، بالأعمال التجارية والزراعية تعطي حزب الله إنجازا هاما حتى بدون معركة شاملة".

مناوشات حسب القواعد
وقال ليمور، "لقد سبق لإسرائيل أن أوضحت بأنها لن تعود إلى الواقع الذي ساد في الحدود الشمالية حتى 7 أكتوبر، والهدف المعلن هو إبعاد قوة الرضوان وراء نهر الليطاني وتفكيك قدرات حزب الله في قرى جنوب لبنان".

"وتعمل محافل دولية مختلفة بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا على بلورة اتفاق بهذه الروح يتضمن مرابطة قوة دولية معززة في جنوب لبنان مع محاولة لأن تنهي في إطاره الخلاف الذي لم يسو بعد بين الطرفين على خط الحدود بين إسرائيل ولبنان"، وقفا للكاتب.

وأكد، "يخيل أنه رغم تصعيد الأيام الأخيرة فإن فرصا مثل هذه التسوية لا تزال بعيدة عن فرص فتح معركة واسعة، كما أسلفنا، فإن إسرائيل معنية بالتركيز على غزة حتى هزيمة حماس وإعادة المخطوفين، وحزب الله معني بمساعدة الجهد الفلسطيني دون أن يدفع على ذلك ثمنا باهظا".

وأضاف، "أن هذا يسمح للطرفين بمواصلة المناوشات وفقا لقواعد لعب محددة، جنود نعم، مدنيين لا؛ جنوب لبنان والجليل الأعلى والغربي نعم، عمق لبنان وعمق إسرائيل لا، دون التدهور إلى مطارح خطيرة أكثر وتحت السيطرة أقل".

وكلما طالت الحرب في غزة والثمن تصاعد، من شأن الطرفين أن يغريهما رفع مبلغ الرهان وفقدان السيطرة.

إدارة مخاطر حاليا
أوضح رئيس الأركان هرتسي هليفي في لقائه مع رؤساء السلطات في الشمال بأنه سيستغرق وقتا حتى تحقيق هدف إبعاد حزب الله عن الجدار وإعادة الهدوء إلى الحدود، وأن الطريق إلى هناك كفيلة بأن تمر أيضا بحرب شاملة يستعد الجيش لها.

وبالتوازي "يعنى الجيش أيضا ببلورة مقترح إطار للنشاط والدفاع المستقبليين على الحدود الشمالية يتيح عودة السكان إلى بيوتهم، ويتضمن هذا تغييرات كثيرة في عدد القوات وشكل النشاط مقارنة بالوضع الذي كان سائدا في الجبهة عشية الحرب" وفقا لكاتب المقال.

ويرى ليمور، "أن الاختبار الأساس لمثل هذا الترتيب لن يكون في لحظة التوقيع عليه بل في اليوم التالي، فحزب الله كفيل بأن يوافق عليه كي يمتنع عن الحرب ويسمح لسكان جنوب لبنان بالعودة إلى بيوتهم، لكن تجربة الماضي تدل على أن احترام الاتفاقات ليس الجانب القوي لديه".


وتابع، "أن قرار 1701 من الأمم المتحدة، والذي يمنع تسليحه أو تواجده في جنوب لبنان، خرقه بقدم فظة، دون رد من جانب إسرائيل، كما أن الاختبار الإسرائيلي الآن سيكون في منع تدهور مشابه في المستقبل. أي، في جباية ثمن من حزب الله على كل خرق للاتفاق حتى بثمن استئناف القتال المحدود".

وبحسب ليمور، "فإن الأمر سيتطلب وقتا إلى أن يكون الطرفان ناضجين للتسوية، وحزب الله لا يمكنه على أي حال أن يوقع على تسوية كهذه طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة بقوى عالية ما يعني أن في الأسابيع القادمة أيضا وربما في الأشهر القادمة، ستتواصل الأمور على شفا الحرب فيما أن الطرفين يسعيان للامتناع عنها".

وختم، "بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفع أمس، فإن إسرائيل تفعل هذا حتى الآن بنجاح في الشمال، وإن كان الاختبار الأساس إبعاد التهديد عن الحدود بشكل دائم لا يزال أمامها".