صحافة إسرائيلية

معاريف: هل نشاط حزب الله مجرد كلام أم أنه يُنوّم إسرائيل لاستغلال الفرصة؟

حسن نصرالله
تتساءلت صحيفة معاريف العبرية، حول نشاط حزب الله اللبناني على الحدود الشمالية، وهل هو مجرد كلام يجب عليه قوله، أم أنه ينوي جعل إسرائيل تنام من أجل استغلال الفرصة لتوسيع الصراع إلى حرب شاملة؟

وجاء ذلك في تحليل للبروفيسور إيلي فودة، عضو مجلس إدارة معهد ميتفيم بالجامعة العبرية، أشار فيه إلى أن في "الحقيقة من الصعب معرفة ما ينوي حسن نصرالله فعله بالضبط، وذلك لسبب بسيط هو أنه هو نفسه لا يعرفه على ما يبدو".

وقال فودة إنه "في الواقع، تشير كل الدلائل إلى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فاجأ نصر الله وإيران وميليشياتها".




ورأى أن حزب الله بدأ في تبني سياسة وطنية لبنانية الهوية، شملت اندماجه في النظام السياسي ويشكل عاملاً سياسياً قوياً قادراً على نقض أي قرار حكومي.

وفي إطار عملية "اللبننة"، يؤكد حزب الله على دوره "كالمدافع عن لبنان" في مواجهة من المخاطر المحدقة بالبلاد، وخاصة من إسرائيل،  لكن "لبننته" تتلقى دائماً نظرات مريبة، تهدف إلى إخفاء النوايا الحقيقية للمنظمة، بحسب فودة.

وأضاف أنه "علاوة على ذلك، يعاني حزب الله من صورة سلبية للغاية على الساحة اللبنانية الداخلية، لأنه يُنظر إليه على أنه المسؤول الرئيسي عن الأزمة الاقتصادية والركود السياسي، ولذلك فإن حزب الله يقف بين المطرقة والسندان: بين كونه فرعاً إيرانياً وبين كونه منظمة وطنية لبنانية؛ وبين أن تكون حركة مقاومة تعمل ضمن محور المقاومة وملتزمة بتصدير الثورة وتحرير فلسطين، وبين أن تكون "المدافع عن لبنان".

وقال فودة إن "نصر الله يواجه معضلة صعبة: فمن ناحية، تشكل المواجهة المستمرة مع إسرائيل مصدراً لتبرير وجود المنظمة، ومن ناحية أخرى، فإن اتخاذ إجراءات تتعارض مع مصلحة الدولة من شأنه أن يقوض مقولة "المدافع عن لبنان".


واستدرك أن "هذه المعضلات دفعت نصر الله إلى البقاء، على الأقل حتى الآن، خارج الحرب، ويبدو أن الاعتبار الداخلي اللبناني يغلب على الاعتبارات الأخرى لديه".

وتابع "وبعيداً عن حقيقة أنه فقد عنصر المفاجأة، فإن غالبية الساحة اللبنانية الداخلية تعارض بشدة جر البلاد إلى الحرب، كون لبنان على مدى السنوات الأربع الماضية، يعاني من أشد أزمة اقتصادية في تاريخه، وذلك في وقت تسير فيه البلاد دون رئيس حالي ومع حكومة انتقالية لا تؤدي وظيفتها".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه "في هذه الأثناء، فإن عشرات الآلاف من اللبنانيين في الجنوب لا ينتظرون، وقد بدأوا بالفعل في إخلاء قراهم".

وأوضح أن "الاعتبار الداخلي اللبناني انعكس في الخطابين اللذين ألقاهما نصر الله وحاول فيهما الافتخار بموقف تنظيمه إلى جانب الفلسطينيين، لكن يمكن أن يفهم من السطور أنه غير مهتم بتوسيع الصراع".

واستدرك "ولهذا تلقى انتقادات لاذعة من مختلف الأطراف في العالم العربي، واتهم بأنه من يتفاخر في كثير من الأحيان في حديثه عن المقاومة والنضال في إسرائيل، لكنه في لحظة الحقيقة ترك الفلسطينيين لمصيرهم".



ورأى أنه ما دام القتال في غزة مستمراً، فسوف تستمر أيضاً جهود الاستنزاف التي يبذلها المحور الإيراني في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وفي مقدمتها جهود الاستنزاف التي يبذلها حزب الله على الحدود اللبنانية، ولكن من دون أن تتحول إلى حرب.

 وأضاف أن "من المعقول الافتراض أنه سيبذل كل جهد ممكن لجعل إسرائيل هي التي تهاجم أولاً"، لافتا إلى "نصر الله يولي أهمية لصورته كشخص يتخذ قراراته بعقلانية ومحسوبة، ومن الصعب أن نتصور أي حجة عقلانية يمكن أن يقدمها للجمهور اللبناني لو كان هو من بدأ حربا مدمرة".


وتابع أن "الرواية التي سيحاول ترسيخها هي أن إسرائيل هي التي بدأت الحرب، وكان عليه، باعتباره المدافع عن لبنان، أن يهب للدفاع عنها والرد".   

وختم فودة بقوله "إسرائيل من جهتها قررت التركيز على الساحة الجنوبية وتجنب توسيع الصراع في الشمال، لكن الحرب في غزة، وخاصة نتائجها، قد تحتوي على فرصة لإسرائيل لتغيير المعادلة أيضاً في مواجهة حزب الله في الشمال، سواء بالوسائل العسكرية أو السياسية" على حد تعبيره.