في خطوة أثارت
تفسيرات عديدة، فإنه أخلى
حزب الله اللبناني عددا من مقراته ونقاطه العسكرية في ريف دمشق
الغربي، في الوقت الذي تتواصل فيه المناوشات بين الحزب والاحتلال عند الجبهة الشمالية.
وأوضحت تقارير
إخبارية ومصادر لـ"عربي21" أن حزب الله أخلى مقرين وثلاث نقاط عسكرية بالمنطقة
الواصلة بين مزرعة بيت جن بريف دمشق الغربي ومنطقة حضر بريف القنيطرة.
وقال موقع
"زمان الوصل" السوري المعارض إن عملية الإخلاء شملت إخلاء كاملا لكافة محتويات
المقرات والنقاط ونقلهم باتجاه منطقة حدودية مع لبنان، مؤكداً أن الإخلاء جاء بأوامر
مباشرة من قيادة الحزب عقب سقوط قذيفة بالقرب من بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي والمحاذية
للحدود الإدارية مع ريف دمشق الغربي.
وتابع بأن سيارات
شحن كبيرة وسيارات دفع رباعي تم استخدامها للإخلاء، وسط استنفار كبير بمناطق ريف دمشق
للمليشيات الإيرانية، مشيراً إلى أنه جرى سحب أكثر من 40 عنصرا من المواقع التي انسحب
منها، إضافة إلى سيارتي شحن مليئتين بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية واللوجستية.
من جهته، أكد مدير
مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية، العميد عبد الله الأسعد لـ"عربي21"،
أن حزب الله سحب قواته من مناطق عسكرية عديدة؛ من حوش عرب بريف دمشق، والقصير ومحيط
الديابية بريف حمص، إلى مناطق الانتشار العسكري في لبنان.
وقال: "عسكرياً
يسمى ذلك بـ"الانسحاب التعبوي" أي القتالي الخاص بالمرحلة التحضيرية لأي
طارئ قد يحدث في المنطقة".
وتابع الأسعد بأن
"من الضروري" أن يسحب الحزب عناصره من مناطق الانتشار في
سوريا إلى لبنان،
مع تزايد التوتر على جبهة الاحتلال الشمالية.
"مؤشر على
اقتراب اندلاع المواجهات"
أما المستشار في
القانون الدولي هادي عيسى دلول، المقرب من إيران، فعدّ ما يجري عمليات "إعادة
انتشار" في إطار التحضير لاقتراب المعركة من
الجولان المحتل عند الحدود السورية
مع الاحتلال.
وتابع في حديثه
لـ"عربي21"، بأن جبهة الجولان السوري مرشحة للاشتعال، لأن المقاومة من هذه
الجبهة تعد "قانونية"، وتأتي كذلك في إطار الرد على الهجمات الإسرائيلية
المتواصلة من العام 2019 وحتى الآن.
وتابع دلول بأن
كل هذه التحركات تدل على اقتراب توقيت اندلاع المواجهات مع الاحتلال عند الجبهة الشمالية.
والجمعة، جرى إطلاق
قذائف صاروخية من الأراضي السورية نحو الجولان السوري المحتل، وأوضحت مصادر أن ثلاث قذائف
صاروخية انطلقت من قرب مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في ريف درعا الغربي نحو الجولان
السوري المحتل.
وفي حين لم يُعلن
جيش الاحتلال عن تفاصيل الاستهداف، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الإسرائيلية
في الجولان استنفرت جراء إطلاق قذائف صاروخية من الأراضي السورية، مبيناً أن
"الجيش الإسرائيلي حاول التصدي للقذائف، لكن لم يتضح ما إذ كانت وصلت إلى هدفها
أم لا".