سياسة عربية

صحيفة: واشنطن تعمل على مخطط لتهجير أبناء غزة مقابل إغراءات لمصر

يدفع الاحتلال لتهجير سكان غزة- الأناضول
بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة، التي تشمل إسرائيل إضافة إلى الأردن ومصر ودول الخليج، ذكرت صحيفة لبنانية أن الإدارة الأمريكية تعمل على تنفيذ مخطط لتهجير سكان غزة إلى مصر، مقابل إغراءات مالية.

ويأتي هذا بينما تتزايد التكهنات بشأن بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا في قطاع غزة، حيث طلب الاحتلال من سكان مدينة غزة إخلاءها والتوجه إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة، بالتزامن مع حشد الدبابات قرب حدود القطاع.

ويأتي الطلب الذي قالت الأمم المتحدة إنه من المستحيل تنفيذه "دون عواقب إنسانية مدمرة"، بعد يوم من زيارة بلينكن لإسرائيل وإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الصراع.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن "مصادر متعدّدة" في الأمم المتحدة والقاهرة، أن "الولايات المتحدة تقود بالتعاون مع دول أوروبية ومسؤولين نافذين في الأمم المتحدة معركة كبيرة، تستهدف أكبر عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تحت غطاء نقل المدنيين من القطاع إلى أماكن آمنة. وقالت المصادر؛ إن "المشروع الأمريكي يتساوق مع تحضيرات جيش الاحتلال لشنّ عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع في الأيام القليلة المقبلة".

وأضافت أن "الضغوط تبلغ مستوى جديدا من الذروة، مع الطلب إلى مصر الاستعداد لإقامة منطقة لجوء في العريش وعلى الحدود مع قطاع غزة، والموافقة على فتح ممر إنساني آمن، ليس بهدف نقل المساعدات إلى القطاع، بل لانتقال نحو ربع مليون فلسطيني يواجهون مشكلة الإيواء؛ نتيجة تدمير منازلهم إلى تلك المنطقة".

وقد انتقل البحث من الجانب الأمريكي "إلى مستوى التنسيق مع فريق في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومع منظمات دولية تحظى بتمويل أوروبي، للضغط من أجل إقناع القاهرة بفتح الممرات. وتحدّثت المصادر عن إبداء الولايات المتحدة الاستعداد لتوفير تمويل كبير لمصر يتجاوز عشرين مليار دولار في حال وافقت على العملية"، وأنه تم الطلب "من القاهرة تسهيل انتقال فرق كبيرة لمنظمات تعمل في الحقل الإغاثي إلى الحدود مع رفح، من دون الدخول إلى غزة".

وكانت شاحنات مصرية محمّلة بمساعدات إنسانية قد غادرت منطقة المعبر مع غزة، بعد تحذير إسرائيل بقصفها إذا حاولت العبور إلى القطاع.


ونسبت الصحيفة إلى المصادر ذاتها قولها؛ إن ما يجري البحث فيه الآن يشتمل على توفير "وضع ميداني أفضل لقوات الاحتلال"، بالتزامن مع "توفير الغطاء السياسي والإعلامي للجرائم المفتوحة". وقالت المصادر؛ إن الأمريكيين، بالتعاون مع بريطانيا ودول أخرى، يريدون منح إسرائيل "الإذن بالقيام بكل ما يلزم لمنع تكرار ما حصل، ولو تطلّب ذلك تعديل الصورة في قطاع غزة ومناطق أخرى من فلسطين".

من جانبهم، ذكر دبلوماسيون مصريون أن "القاهرة تلمس خطورة ما يحصل، وأن الحكومة المصرية تلقّت معلومات مفصّلة حول الخطة الأمريكية- الإسرائيلية، وأن المغريات التي تُقدم لمصر تستغل حاجة الأخيرة إلى تمويل ضخم جراء العجز الكبير الذي تواجهه اقتصاديا وماليا".

وكان رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي قد قال؛ إن مصر "لا ولن تتأخر عن مساعدة الفلسطينيين، لكن خروجهم من بلادهم يعني تصفية القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب جميعا".

وأضاف خلال حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية مساء الخميس: "سعي مصر للسلام واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني".

وبينما قال إن بلاده تستضيف 9 ملايين شخص نزحوا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدائرة فيها، أكد أن "الوضع مختلف مع الفلسطينيين الذين يجب أن يبقوا في بلادهم ومواصلة الصمود؛ حفاظا على قضيتهم وأرضهم، ويتحتم على مصر ألّا تتركهم".

وكان المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي قد قال؛ إن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الإسرائيليين والمصريين حول فتح ممر إنساني في قطاع غزة، مضيفا أن إسرائيل ومصر هما اللاعبان الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بذلك.

كما دعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى فتح "ممرات إنسانية لتسهيل مرور الأشخاص الذين يريدون الفرار من قصف غزة" إلى مصر.

ومثله فعل الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، حيث دعا في بيان إلى "إنشاء ممرات إنسانية، ووقف مؤقّت لإطلاق النار لإنقاذ الأرواح على الفور".