في تصعيد غير مسبوق ضد
المدنيين الفلسطينيين وضد كل ما هو إنساني ومحرم دوليا، واصل جيش
الاحتلال
الإسرائيلي مسلسل إبادة العائلات الفلسطينية خلال عدوانه الواسع على قطاع
غزة
المحاصر للعام الـ17 على التوالي، وتسببت صواريخه في تدمير المنازل على من فيها من
الأطفال والنساء والشيوخ.
ومن بين تلك العائلات
المبادة التي بلغ عددها قرابة الـ22، هناك عائلة "أبو دقة" التي كانت تقيم قبل قتل
الاحتلال لأفرادها في منطقة عبسان شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1100 والمصابين إلى 5339، منذ فجر السبت، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع.
وقالت الوزارة في بيان: "بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس إلى 1100 شهيد، و5339 مصابا بجراح مختلفة".
جنون إسرائيلي في غزة
وتسبب
قصف طائرات
الاحتلال لمنزل "أبو دقة" بعدة صواريخ، بارتقاء قرابة الـ22 شهيدا؛ بينهم
أطفال رضع ونساء ورجال، وجميعهم من ذات العائلة.
وأكد أحد أقرباء
العائلة الحاج "أبو أحمد"، أن "ما قام به الاحتلال، هو جريمة بشعة
جدا بكل المعايير، حتى تظهر كم أن هذا الاحتلال المجرم مجرد من الإنسانية والأخلاق،
عائلة تبخرت بأطفالها الرضع وبقيت منها طفلة واحدة، لقد محيت العائلة من السجل
المدني".
وأضاف في حديثه
لـ"عربي21": "أطفال لم يتجاوز عمر بعضهم الأربعة أشهر، يتم ضربهم
بأطنان من المتفجرات، هذا لا يحدث في أي مكان في العالم سوى في غزة من قبل هذا
الاحتلال"، منوها إلى أن "ما يجري في غزة، هو أمر غير طبيعي يعبر عن مدى
الجنون والغطرسة الإسرائيلية والحقد والكراهية لشعبنا".
وشدد "أبو
أحمد"، على وجوب أن "تستيقظ المؤسسات الدولية من غفلتها، وتقوم على وجه
السرعة بوقف هذا العدوان الهمجي، وتبدأ بمحاكمة قادة الاحتلال المجرم على ما
ارتكبوه من مجازر بشعة بحق العائلات والأطفال الفلسطينيين"، منوها إلى أهمية
"إرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى قطاع غزة، من أجل توثيق جرائم الاحتلال على
الأرض، وجثامين وأشلاء الأطفال التي يتم انتشالها من تحت الأنقاض".
بدوره، أوضح فوزي أبو
دقه (72 عاما)، وهو جد لخمسة من الأطفال
الشهداء، أن "قصف المنزل المكون من خمسة طوابق حصل بشكل مفاجئ، الجميع تناول طعام العشاء ونام، بعد وقت قليل، دمر البيت
بالكامل".
وأضاف في حديثه
لـ"عربي21": "إلى الآن أنا غير مصدق ما حدث، كلما تذكرت ما حدث أبكي، لا أستطع أن أتمالك أعصابي"، منوها إلى أن "جيش الاحتلال هدد رجال
الإنقاذ بوقف أعمال انتشال جثامين الشهداء، وإلا فإنه سيعيد قصف المكان مرة أخرى بالصواريخ"،
وعلمت "عربي21" أن طواقم البلدية رجعت إلى المكان وقامت بعد جهود كبيرة، بانتشال من تبقوا تحت الأنقاض".
وختم جد الأطفال
المتعب؛ جسديا ونفسيا، بقوله: "جيش الاحتلال، هو عبار ة عن مجموعة من
اللقطاء، لا أصل ولا فصل لهم ولا دين".
إبادة العائلات متواصل
وتواصل طائرات
الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما
يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف والمساجد والصحفيين، في
سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب
عليها القانون الدولي.
وفجر السبت الماضي،
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، عن بدء عملية
عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا
على اعتداءات قوات الشرطة والجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني
وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال
عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".