تسعى حكومات
الاحتلال الإسرائيلي بطرق شتى للسيطرة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، لذا تعتمد الكثير من الخطط والبرامج
الاستيطانية التي تتيح لها تحقيق ما تريد.
وكشفت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير من إعداد هاجر شيزاف، أن "الصندوق القومي الإسرائيلي" (الكيرن كييمت)، استثمر في السنتين الأخيرتين 4 ملايين شيكل (حوالي مليون دولار) في مشروع لتأهيل "
الشبيبة في خطر" التي تعيش في بؤر استيطانية في الضفة الغربية.
مزارع استيطانية
وذكرت الصحيفة أن "الأموال التي تم تخصيصها لتمويل تأهيل مهني لأبناء الشبيبة اليهود، تنقل لمنظمات وجهات تشجع على إقامة البؤر الاستيطانية، حتى أن إحدى المنظمات تشجع على التطوع في مزارع الرعي التي وجهت شكاوى متكررة ضد سكانها من نشطاء يساريين بسبب العنف والتنمر".
وأكد مصدر في الصندوق للصحيفة، أن "عدد بعض المزارع الاستيطانية المدعومة في الضفة، في إطار خطة "شبيبة في خطر"، أكبر من عدد المزارع التي توجد في النقب والجليل".
وأفادت "هآرتس"، بأن إحدى المنظمات التي حصلت على الدعم في إطار البرنامج الاستيطاني، هي "عودة صهيون إلى تراب أرضها"، التي حصلت في السابق على نصف مليون شيكل، ويتوقع أن تحصل خلال هذه السنة على 1.75 مليون شيكل إضافي.
وذكرت أن "الكيرن كييمت" رفض طلب الكشف عن معلومات حول "مزارع الرعي" الاستيطانية في المنطقة.
رغم ذلك، وبحسب منشورات لمنظمة "بلادنا" التي تعمل في رعاية هذه المنظمة، فقد "جندت متطوعين، ضمن أمور أخرى، لمزارع "عيمق ترتسا" المعروفة باسم "مزرعة موشيه"، وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، أرسل نشطاء من اليسار رسالة بواسطة المحامي ايتي ماك للاتحاد الأوروبي، طلبوا فيها بفرض عقوبات على صاحب المزرعة موشيه شربيت بسبب الاعتداء على الفلسطينيين".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية ، إلى أن "مشروع "بلادنا" يشجع متطوعين للعمل في المزارع الاستيطانية، التي تهدف إلى الحفاظ على نهبها عشرات آلاف الدونمات من الأراضي، مضيفة أن "منظمة "بلادنا" تعمل أيضا في "حفوت دوروت" الموجودة قرب مستوطنة "معاليه شومرون"، وفي "أرض الشمس" قرب مستوطنة "مشخيوت".
ولفتت إلى أن دعم الصندوق لهذه المنظمة الاستيطانية، "دفعها للعمل على هدف آخر لدى مسجل الجمعيات، وهو معالجة "شبيبة التلال"، موضحة أن "الإدارة المدنية نقلت نحو 800 ألف شيكل للجمعية لمعالجة "شبيبة التلال" من خلال هيئة الرفاه التابعة للإدارة، التي مهمتها الاهتمام بالفلسطينيين".
دعم المتطرفين
وحصلت جمعية "لعوفدا وشومرا" الاستيطانية على الدعم أيضا في إطار البرنامج، بواقع 750 ألف شيكل لصالح تنفيذ البرنامج الاستبطاني في مزرعة، مخصصة لشبيبة الحريديم اسمها "مهتحلاه" في شمال أريحا.
كما حصل المجلس الإقليمي "بنيامين" من الصندوق في السابق على نصف مليون شيكل، ويتوقع أن يحصل في هذه السنة على مليون شيكل آخر في إطار البرنامج، علما أن المجلس لا ينفي دعمه الأيديولوجي للبؤر الزراعية الاستيطانية التي توجد في منطقة نفوذه، لكنه أوضح أن "الخطة المذكورة تتعامل بمجال التعليم والمجتمع فقط".
وذكرت الصحيفة أنه "في العشر سنوات الأخيرة، تحولت مزارع الرعي لبؤر استيطانية، هي الأكثر انتشارا في الضفة الغربية، وهي تقام قرب مناطق التدريب أو محميات طبيعية أو على أراض خاصة بها سكان فلسطينيون، تأثيرها أكبر من مساحتها، لأن القطعان التي تتم تربيتها فيها تحتاج لمساحات واسعة للرعي، وبالتالي تطور أسلوب البؤر الاستيطانية تلك، وأصبحت تسيطر على أكبر قدر من الأراضي مع أقل قدر من السكان".
وبينت أن "البؤر الاستيطانية تشكل مركز جذب الشباب والفتيان الذين يعيشون فيها، بينما ينظر أصحاب المزارع لها على أنها أطر لإعادة تأهيل الشباب المتسربين، رغم أن الحديث يدور فعليا عن بؤر استيطانية استهدفت تقليص مساحة الرعي للفلسطينيين، والأموال التي ينقلها الصندوق القومي لهذه الجمعيات استهدفت ضمن أمور أخرى، تمويل تعليم السياقة والحدادة".
وأوضح "الكيرن كييمت"، أن برنامج "شبيبة في خطر" التابع له، هو "برنامج يجري في مستوطنات الهوامش الاجتماعية والجغرافية وفي مزارع زراعية في أرجاء البلاد، ليعطي الفتيان والمستوطنين فرصة للعودة لمسار حياة طبيعية وإعادة الاندماج في أطر، وهذا البرنامج هو جزء من النشاطات التعليمية للصندوق القومي".
وذكر الصندوق أن البرنامج يأتي أيضا "من أجل معالجة أبناء الشبيبة الذين يعتبرون "شبيبة في خطر"، أو الذين لديهم احتمالية عالية للتسرب، وفي هذا المشروع هؤلاء الشباب يحصلون على تعليم صهيوني ومعاملة شخصية وتأهيل تشغيلي ومنحهم مهارات وتدريبات أساسية، إضافة إلى التشجيع على الخدمة في الجيش أو على الخدمة المدنية، وحتى الآن سنحت الفرصة لكثير من الشباب للمشاركة في هذا المشروع والاندماج في المجتمع".
وأشار إلى أنه "يعمل في هذا المشروع بالتعاون مع مجالس استيطانية كثيرة في أرجاء البلاد، لينفذ في 34 سلطة محلية (استيطانية) من الهوامش الاجتماعية والجغرافية، لأن جزءا كبيرا من هؤلاء المستوطنين الشباب، يأتون بمبادرة منهم لنشاطات في المزارع التي توجد في أماكن مختلفة".