لا
تتردد حكومة الاحتلال في تنفيذ مخططاتها
الاستيطانية رغم المواقف الدولية المندّدة
بها، وجاءت آخرها فيما تعرف بخطة المليون مستوطن بمنطقة "السامرة"،
المسمى اليهودي لمنطقة جبال
نابلس، القسم الشمالي الجبلي من الضفة الغربية، وتقع
قرب قرية سبسطية، وسط إعراب العديد من الوزراء اليمينيين عن دعمهم لها، وبموجبها
سيرتفع عدد المستوطنين اليهود فيها إلى مليون نسمة.
إليشع
بن كيمون مراسل صحيفة "
يديعوت أحرونوت" لشؤون الاستيطان، كشف أن "عددا
من وزراء الليكود أيدوا ما تسمى "خطة المليونية للسامرة"، وهدفها
المعلن زيادة عدد المستوطنين اليهود من 170 ألف نسمة اليوم إلى مليون نسمة بحلول عام
2050، وبناء مدن جديدة ومطار، ومن الوزراء الداعمين للخطة الاقتصاد نير بركات، والثقافة
والرياضة ميكي زوهار، والسياحة حاييم كاتس، والهجرة والاستيعاب أوفير سوفير".
ونقل
في تقرير ترجمته "عربي21" عن بركات أن
"من واجب الدولة استثمار وبناء وتطوير المنطقة من أجل الاستيطان للأجيال
القادمة، لأن فيها مناطق صناعية مثل "بركان وأريئيل"، فيها عشرات الآلاف
من فرص العمل، وبناء وتوسيع المستوطنات القائمة، مع العلم أن الخطة لا تشير للفلسطينيين،
بزعم أن الخطة تتعلق فقط بأراضي الدولة والأراضي المصادرة في المنطقة (ج)، وقد
اتصل رئيس المجلس الاستيطاني يوسي داغان برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل
الترويج للخطة، والآن جاء دور وزراء الليكود لنشر رسائل الدعم لها".
وذكر
زوهار أنه "من الواضح في الآونة الأخيرة أن العديد من المستوطنين بدأوا
يفهمون أن الحرب على المقاومة تجري في توسيع المستوطنات دون خوف، فيما دعم كاتس
الخطة التي تحمل أخبارًا جيدة ليس فقط لمستوطني السامرة، بل لدولة الاحتلال
بأكملها، بزعم أن السامرة كانت وستظل دائمًا جزءًا لا يتجزأ منها، ومن خلال هذه
الخطة الاستيطانية سنجد مفتاحا للحلول الحقيقية والفعالة للتحديات القائمة، وأعرب سوفير
عن دعمه للخط بزعم أنها رؤية لاستمرار الاستيطان في منطقة مهمة تمهيدا لجلب مليون مستوطن".
وكشف
التقرير أنه "لأكثر من سنة، ومن أمام الرادار الأمني، عملت فرق واسعة من
المهندسين والمعماريين والجغرافيين والمستشارين المحترفين الذين أعدوا خطة عملية
للوصول لمليون مستوطن خلال 27 عامًا من الآن، وتمّ صياغتها من مختصين في المجلس
الاستيطاني وخبراء خارجيين، وعلى رأسهم إبراهام شابوت وابنه شومرون، وهو أحد مؤسسي
مستوطنة آلون موريه، وسعى مع آخرين لإقامة مستوطنة إضافية، ويتم الترويج للخطة على
خلفية التوترات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات، والتغيير
في إجراءات التنفيذ، ونقل الصلاحيات من وزير الحرب يوآف غالانت إلى الوزير في
الوزارة بيتسلئيل سموتريش".
وأوضح
أن "الخطة تتضمن توسيع بعض المستوطنات إلى مدن، وبناء مدن جديدة، ومن بين
المستوطنات التي يتوقع أن تنمو: إيتمار، سكوفوس، سالايت، أفني حيفتس، وشوماش، التي
ستكون قادرة على استيعاب 15 ألف مستوطن، وكذلك المستوطنات التي تم إخلاؤها في خطة
الانفصال، مثل جانيم وكديم وستكون قادرة على استيعاب 30 ألفاً من المستوطنات، وكذلك
بناء مدينة "شمير" في جنوب غرب السامرة، قرب مدينة رأس العين، وستكون
قادرة على استيعاب أكثر من 100 ألف مستوطن".
وختم
بالقول إن "الخطة الاستيطانية الجديدة تزعم أنها حلّ لأزمة السكن في المدن
الاسرائيلية داخل الخط الأخضر، وتقوم على فرضية أن السامرة هي مفتاح الحل، فهي
عبارة عن ملايين الدونمات الفارغة والمحمية الوحيدة من أراضي المدن القريبة من
المركز، على بعد عشرين كيلومترا من تل أبيب".
تضاف
هذه الخطة الاستيطانية الجديدة إلى عشرات البؤر الأخرى، وعندما تضاف لكل هذا رؤية
المستوطنين، فيبدو واضحا تفهم أين يتجه نشطاء اليمين الفاشي لما وراء الخط الأخضر،
مع العلم أنه تمت صياغة الخطوط الأساسية للخطة في نقاش موسع خلال المؤتمر السنوي
لوجهاء المحليات الذي عقده المجلس الاستيطاني قبل عشرة أشهر، بمشاركة مئات من
رؤساء الهيئات الاستيطانية في السامرة، دون الكشف عن فريق التخطيط الذي قام بصياغة
الخطة الكاملة.