باتت
السعودية لاعبا محوريا في رياضة
كرة القدم، مع سعي المملكة لجعل الدوري المحلي لكرة القدم إلى وجهة لأفضل المواهب الكروية في العالم، وذلك بخطة ممولة من صندوق الثروة السيادية، ومدعومة من أعلى المستويات في البلاد.
وضمن هذا المسعى، جذبت الأندية السعودية عددا من أبرز نجوم الساحرة المستديرة حول العالم، بصفقات وصفت بالاستثنائية، بدأت مع ضم النجم البرتغالي كريستيانو
رونالدو إلى صفوف نادي النصر السعودي في كانون الثاني/ يناير الماضي، قادما من نادي مانشستر يونايتد.
واهتمت صحيفة الغارديان البريطانية بالضجة التي أحدثتها صفقات الدوري السعودي في كرة القدم العالمية، حيث أشار مقال نُشر فيها، للكاتب إليوت روس، إلى أن المبالغ الضخمة المعروضة للاعبين مثل رونالدو ليست سوى أحدث تدفق نقدي للعبة نحبها، لكن يمتلكها الآخرون.
وقال الكاتب في مقاله تحت عنوان: "كرة القدم تبيع نفسها لأموال وليس للسعودية فقط"، إن كرة القدم هي "لغة مشتركة"، خاصة للأشخاص من مختلف الأجيال أو الخلفيات الثقافية الذين قد يكافحون للوصول إلى أمر مشترك بينهم، مؤكدا أن أحد الأطفال في
أوروبا أخبره أنه ما زال يتابع رونالدو في الدوري السعودي، ومنبهر بأدائه مع فريق النصر. والنتيجة التي خرج بها أنه لا يهم في أي دوري يلعب رونالدو أو المكان المتواجد فيه، لكن ما يهم أنه ما زال يحرز الأهداف ويحطم الأرقام القياسية.
وأشار الكاتب إلى أن البعض يعتبر كرة القدم خرجت عن تقاليدها العزيزة، وأن "اللعبة انتهت"، عندما نجد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يضخ أموالا هائلة في اللعبة الجميلة، لكن هذا كان يحدث من زمن طويل أيضا.
وأضاف: "في البداية، أخذ الدوري السعودي رونالدو من مانشستر يونايتد، ثم كريم بنزيمة من ريال مدريد، ونغولو كانتي من تشيلسي. والآن هناك عرض ضخم لكيليان مبابي، وهو ما زال نجما ساطعا في أوج قوته.
وفيما يستفسر الكاتب في مقاله حول الأهداف الاستراتيجية للسعودية وراء استقطابها نجوم كرة القدم بمبالغ مروعة، ذكر روس أن معظم الناس يشكون في أنها تهدف في النهاية إلى "شراء" كرة القدم، واستدل بسيطرة المملكة على نخبة المحترفين في رياضة الغولف، وزيادة الاستثمارات في الملاكمة وركوب الدراجات وسباقات الفورمولا 1.
كما تساءل المقال عما إذا كان ما تفعله السعودية حاليا هو خطة استثمارية جادة تهدف إلى تنويع وتنمية أصول دولة غنية بالنفط، أم مجرد علاقات عامة؟
وتابع: هل الأمر "غسيل سمعة رياضي" عن طريق الإلهاء، لجعل السعودية تصبح مرادفا لكلمة كرة القدم في العالم، أم أن الأمر يهدف ببساطة إلى جعل المملكة حاضرة بقوة على المسرح العالمي فقط؟
ويختتم الكاتب المقال بقوله إنه مع تحول مركز القوة في صناعة كرة القدم (نحو السعودية)، فإن العالم سيظل يتابع كرة القدم بنفس الشغف، موضحا أن ارتباط المال بكرة القدم ليس حديثا، فمنذ أوائل التسعينيات، أدى نجاح عدد قليل من الاتحادات القوية في التسويق والترويج الناجح من خلال جمهور التلفزيون إلى زيادة تركيز المواهب في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وكان هذا على حساب الدوريات "الأصغر"، والتي تحولت إلى مياه راكدة.
وفي السياق، حذر المدرب الألماني لنادي ليفربول الإنجليزي، يورغن كلوب، من تأثير السعودية "الضخم" على الكرة الأوروبية بعد إعلان نادي النصر السعودي تعاقده مع النجم السنغالي ساديو ماني قادماً من نادي بايرن ميونخ الألماني.
وكان نادي النصر السعودي لكرة القدم، أعلن رسميا الثلاثاء، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، "تويتر" سابقا، التعاقد مع ماني بعقد لمدة ثلاث سنوات يمتد حتى 30 حزيران/ يونيو 2026.
وتشهد السعودية تغييرا رياضيا غير مسبوق، بعد إعلان تحوّل أندية رياضية إلى شركات أبرزها الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، حيث نُقلت ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات السعودي، ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية وفق رؤية المملكة 2030.