نشر موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن نفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزاعم جهاز المخابرات الخارجية الروسية، التي تفيد بأن الوكالة على غير علم بقرار كييف إرسال دفعة من الوقود النووي المشع إلى محطة تشيرنوبيل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الوكالة أكدت تتبعها الشحنة منذ مغادرتها محطة ريفني للطاقة النووية إلى حين وصولها محطة تشيرنوبيل. ومع ذلك، ما زالت
روسيا تشتبه في عمل السلطات الأوكرانية على صنع "قنبلة إشعاعية".
لماذا يتم جمع الوقود المشع في محطة تشيرنوبيل؟
ويضيف الموقع أنه بحسب التقرير الصادر عن جهاز المخابرات الخارجية الروسية، فإن كييف تحاول الحصول على ذخيرة من المتفجرات والمواد المشعة، والذي يؤدي انفجارها إلى تلوث إشعاعي يغطي مساحة شاسعة. ووفقًا لجهاز المخابرات الروسية، فإن نقل دفعة من الوقود المشع من محطة ريفني للطاقة النووية، التي تحتوي على كمية كبيرة من المواد شديدة النشاط الإشعاعي، من المؤشرات التي تبعث على تكوين مثل هذه الذخيرة.
وفي هذا الصدد، صرح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، بأن الوقود سُلم إلى موقع منشأة التخزين المركزية للوقود النووي المستهلك في تشيرنوبيل في حاويتين خاصتين للشحن استنادًا إلى قرار هيئة التفتيش الحكومية للرقابة النووية في أوكرانيا.
وبين الموقع أنه بحسب ناريشكين، فإن تداعيات "القنبلة الإشعاعية" ستكون وخيمة على الحياة والنظام البيئي في كامل أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أن الجانب الأوكراني لم يحط الوكالة الدولية للطاقة الذرية علمًا بتصرفاته، وهو ما نفته الوكالة لاحقًا.
وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التفتيش تم عند تسليم الوقود إلى الحاوية، وكانت المواد تحت مراقبتها على طول الطريق إلى تشيرنوبيل. ومن المرجح أن السلطات الأوكرانية قررت جمع النفايات المشعة في تشيرنوبيل كون المنطقة هناك ملوثة بالفعل.
صنع قنبلة يحتاج مفاعل يعود إلى عام 1970
وينقل الموقع عن الخبير في مجال الطاقة النووية، أليكسي أنبيلوغوف: "يصعب على أوكرانيا إنتاج
قنبلة نووية؛ بسبب افتقارها إلى مفاعل إنتاج جيد. تؤمن المفاعل المتخصصة إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة والضروري لصنع لأبسط قنبلة نووية".
ويضيف أنبيلوغوف: "أوكرانيا تمتلك مفاعلًا واحدًا من هذا النوع، وهو مفاعل أبحاث في كييف، يعود لعام عام 1970. من حيث المبدأ، يمكن تشعيع كميات صغيرة من اليورانيوم هناك للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة".
ومع ذلك، وفق الموقع، تتطلب أصغر قنبلة ذرية عشرات الكيلوغرامات من البلوتونيوم. ويرى أنبيلوغوف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتقد أن هذا المفاعل غير صالح للاستخدام، وأن أوكرانيا لم تعلن عن استخدامه.
كم عدد المفاعلات المطلوبة في كييف؟
في هذا السياق، نسب الموقع إلى ناريشكين قوله: "بالنسبة للقنبلة النووية الإشعاعية، لا يدخل الرأس الحربي النووي في تفاعل متسلسل مع انفجار نووي كلاسيكي. بدلاً من ذلك، يتم استخدام النفايات النووية عالية النشاط الإشعاعي. داخل الأراضي الأوكرانية، بقيت فقط مفاعل القدرة المائي المائي مهمة". مع العلم أن أوكرانيا تحتضن تسعة مفاعلات من هذا القبيل نتوزع كالآتي، أربعة مفاعلات في محطة ريفني للطاقة النووية، واثنان في محطة خميلنيتسكي للطاقة النووية، وثلاثة في محطة الطاقة النووية جنوب أوكرانيا.
ويتابع ناريشكين قائلًا: "تنتج هذه المفاعل كميات كبيرة من نظائر الانشطار شديدة النشاط الإشعاعي. وتكمن المشكلة في عدم تحكم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع مواقع تخزين النفايات. لصنع قنبلة نووية "إشعاعية"، هناك حاجة إلى مئات من الكيلوجرامات من النظائر شديدة الإشعاع".
موسكو تحذر من "خطط كييف النووية"
ولفت الموقع إلى أن موسكو نبهت في العديد من المناسبات من احتمال ظهور "أسلحة نووية إشعاعية" في كييف. وقد ذكرت وكالة الأمن الفيدرالية مؤخرًا أن كييف أنشأت خدمة خاصة للتحضير لتخريب منشآت الطاقة الروسية. وبحسبه تمتلك أوكرانيا مواد لصنع قنبلة في ثلاث محطات طاقة نووية ما زالت قيد العمل، وفي مواقع التخلص من النفايات المشعة في تشيرنوبيل.
لماذا احتاجت إلى صاروخ إسكندر مزيف مزود بمعدات نووية؟
تعليقًا على هذا، يقول الخبير العسكري ألكسندر خرولينكو إن القنبلة الإشعاعية مشروع مشترك بين الناتو وأوكرانيا، مضيفًا: "يُعتقد أن كييف خططت لتفجيرها العام الماضي في المنطقة المحظورة لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، لتعتبرها بعد ذلك هجومًا صاروخيًا روسيًا. لقد أرادوا تقديم كل شيء بطريقة تظهر كما لو أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط صاروخ اسكندر الروسي بأسلحة نووية. للقيام بذلك، أعد متخصصون من مؤسسة "يوجماش" الأوكرانية صاروخًا مزيفًا يشبه نموذج صاروخ روسي، وقرروا ملئه بمواد مشعة".
ويشير خرولينكو إلى أن تنفيذ هذه الخطة كان يمكن أن يثير احتجاج دولي كبير يبعد العديد من الدول عن روسيا، وربما يستخدم كذريعة لإدخال وحدة الناتو إلى أوكرانيا. لكن بعد ذلك تمكنت المخابرات العسكرية الروسية من فضح هذه الخطط، وأجبرت الناتو على التخلي عن هذا المشروع.
لماذا قد تضم خميلنيتسكي عناصر من "القنبلة الإشعاعية"؟
ويعتقد خرولينكو أن القيادة الأوكرانية لا تزال تدرس فكرة استخدام هذه الأسلحة كملاذ أخير، مرجحًا وجود عناصر "القنبلة الإشعاعية" في مستودعات الجيش في مناطق مختلفة من البلاد.
ويضيف خرولينكو: "في منتصف مايو/ أيار الماضي، نفذت سلسلة من الانفجارات في مستودعات بأسلحة غربية في منطقة خميلنيتسكي تسببت في حدوث زلزال وتسرب إشعاعي وإشعاع غاما. كما أنه من المرجح وجود الأسلحة النووية التكتيكية لحلف شمال الأطلسي مخزنة هناك".
تأثير "القنبلة الإشعاعية" ليس فوريًّا
وفي ختام التقرير، نقل الموقع عن الخبراء قولهم إن أوكرانيا غير قادرة في الوقت الراهن على صنع قنبلة نووية كاملة، لكنها قادرة على صنع قنبلة "إشعاعية" غير مطابقة للمواصفات التقليدية، أقل خطورة من القنبلة النووية التقليدية. وفي حال أدى تفجير قنبلة عادية إلى تدمير عشرات الكيلومترات، فإن أضرار تفجير "القنبلة الإشعاعية" ذات القوة المماثلة قد يشمل كيلومترا واحدا، ويظهر الخطر الإشعاعي فقط بعد عشرة أيام من التفجير.