يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار
بن غفير إثارة الانتقادات بين حين وآخر، في ضوء فشله بوقف العمليات الفدائية
الفلسطينية، وآخرها مطالبته للجيش والشرطة بالاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في شرقي القدس على غرار
السور الواقي التي نفذها في الضفة الغربية في 2002، وشملت اجتياحا واسعا للضفة الغربية واستهدافا كاملا للسلطة الفلسطينية، وتخللها سقوط آلاف الشهداء الفلسطينيين، مما أثار عليه انتقادات إسرائيلية حادّة.
ليران تمري مراسل صحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل عن بن غفير أنه "طلب من قائد الشرطة تشكيل فريق من الضباط لمساعدته بالسيطرة على الوضع، وأصدر تعليماته بنشر حواجز على الطرق حول العيسوية، ووقف كل مركبة واحدة تلو الأخرى، وفرض حصار على القدس المحتلة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "دعوة بن غفير استجلبت انتقادات واسعة النطاق في الحلبة السياسية الإسرائيلية، فقد سخر زعيم المعارضة يائير لابيد منه، واصفا إياه بأنه وزير التيكتوك، لكن من الناحية العملية لا توجد حكومة، ولا تقييم للوضع، ولا تنسيق بين قوات الأمن، وإذا لم يكن الأمر خطيرًا فستكون دعوته سخيفة مثله، أما يانكي درعي، نجل رئيس حركة شاس، فأكد أن الردع يكون في الأفعال وليس في الأقوال".
وأشار إلى أن "وزير المالية وعضو مجلس الوزراء بتسلئيل سموتريتش، زعم أننا "نتعامل مع من يذكروننا مرارًا وتكرارًا بمن هو العدو الحقيقي، ويجب أن نواصل الحرب ضده"، دون أن يوضح بالتفصيل كيف ينبغي القضاء على المقاومة حسب رأيه، زاعما أن هناك حاجة لحرب لا هوادة فيها، واتخاذ إجراءات قاسية ضد مؤيدي العمليات، مما سيجعل من الواضح للعدو أنه لن يحقق هدفه في طردنا من هذه الأرض.
أما وزير الحرب يوآف غالانت فأعلن "أنه أمر بفرض عقوبات اقتصادية على 87 فلسطينيا وعائلاتهم من سكان شرقي القدس بعد الهجوم الأخير، ووقع أوامر مصادرة بملايين الشواقل من أموال أسرى فلسطينيين مقدسيين"، فيما زعمت وزيرة الإعلام غاليت ديستال أن "منفذي العمليات الأخيرة ليسوا محبطين، بل تم هندستهم من الصفر، وتعمّد تنفيذ هذا الفعل بالذات، وفي مواجهة هذه القوى المعادية لا بد من العمل بقبضة من حديد".
وأكد رئيس المعسكر الوطني بيني غانتس، أننا "لا نمنع العمليات بشعارات وعناوين، بل بنشاط حازم ومسؤول"، فيما قال رئيس حزب يسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إن "الردع والشعور بالأمن يجب أن يعود لكل جزء من الدولة، وألا نستمر في الاستسلام".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل عن مسؤول سياسي كبير ردّا على بن غفير أن "مثل هذه القرارات لا تتخذ في محطة حافلات عند وقوع هجوم، فضلا عن عدم تقديم إيضاحات، ودون التنسيق مع العناصر الأخرى في منظومة الأمن، خاصة وأنه لا يتفق مع رئيس الوزراء أو وزير الحرب، ويمكن لابن غفير إحضار مقترحاته لمجلس الوزراء إذا لزم الأمر، ويمكن لرئيس الوزراء اتخاذ أي قرار، ولكن فقط بعد إجراء مناقشة منظمة، هذه هي الطريقة التي تدار بها الدولة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "عملية السور الواقي الأصلية في 2022 حصلت بعد مقتل 131 إسرائيليا في عمليات فلسطينية، وجاءت عقب صدور قرار حكومي"، مشددا على الفروق بين الوضع آنذاك والوضع اليوم، والعمليات حينها نفذتها التنظيمات المسلحة، وليس من التهديدات الفردية مثل اليوم، نحن بحاجة للتصرف بشكل حاسم، ولكن بطريقة متوازنة، لا أقول إنه لن يكون هناك قرار، لكننا سنجري تقييمات دورية للأوضاع، وسنستمع لآراء جميع الهيئات، ولن نتحرك من أجل إخراجها من الرصيف.
نينا فوكس مراسلة صحيفة
يديعوت أحرونوت، نقلت عن "ضباط شرطة سابقين أنهم هاجموا بن غفير باتهامه أنه ليس لديه أدنى فكرة عن عملية السور الواقي، لأنه لا توجد إمكانية لشن مثل هذه العملية في غضون يومين، فقد أكد القائد السابق لشرطة القدس المحتلة أرييه عاميت، أنه لم يكن هناك وزير للأمن الداخلي يتحدث كثيرًا ولا يفعل شيئًا ولا يفهم شيئًا عن الأمن الداخلي، إنه أكثر الرجال غير اللائقين لهذا المنصب، وجاء في الوقت الخطأ، ليس لديه أي فكرة عن إدارة الأنظمة الكبيرة، أو القضايا التشغيلية، وليس لديه فكرة عن كيفية التعامل مع العمليات المسلحة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بن غفير لم يرتد زيًا رسميًا مطلقًا من الناحية العسكرية، لقد كان فقط على الجانب الآخر، وعرف كيف يتشاجر مع الشرطة وأجهزة القانون، ويكون في منظمة إرهابية يهودية، يعرف فقط كيف يصرخ، ويصدر الريح والأجراس، هذا كل شيء، كل أقواله خالية من المضمون، وتسبب ضررا كبيرا، لأنه لا توجد إمكانية تقنية لإطلاق عملية "السور الواقي 2" في شرقي القدس".
موشيه كرادي القائد السابق لشرطة
الاحتلال أكد أنه "بينما تم تنفيذ عملية السور الواقي ضد المنظمات المسلحة في الأراضي الفلسطينية، فإن شرقي القدس منطقة خاضعة للاحتلال، وفي المؤسسة الأمنية هناك انتقادات كبيرة لبيان بن غفير، دون استبعاد إمكانية حدوث عملية أمنية في القريب العاجل، لكن مقارنتها بالسور الواقي تؤكد أنه لا يفهم ما هي العملية، والشرطة تقوم بعملياتها بشكل روتيني، ولا تحتاج لتصريحات تثبت أنه لا يمتلك المهارات أو المعرفة أو الخبرة، لا في الجيش ولا في الشرطة، ولذلك فإن الأمر ليس جدّياً".