طالبت عائلات
جنود الاحتلال بوقف اقتحام
المستوطنين لقبر يوسف في
نابلس ومناطق أخرى، وذلك في أعقاب تعرض أبنائهم الذين يحرسون هذه الاقتحامات للخطر بفعل اشتباكات مسلحة تندلع بين الفينة والأخرى مع مقاومين فلسطينيين.
ودأب المستوطنون اليهود على اقتحام مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بحجة زيارة
قبر يوسف، فيما يتصدى الفلسطينيون لهم، آخر هذه الحوادث ما شهدته الليلة الماضية حين وقع تبادل لإطلاق النار بين جنود الاحتلال ومقاومين فلسطينيين قرب الموقع، مما جعل المكان أكثر خطورة.
وقالت "
القناة 12" إن "منطقة قبر يوسف تتحول مع مرور الوقت لتصبح أكثر خطورة، مع تكرار الاشتباكات المسلحة بين جنود الجيش ومقاومين فلسطينيين يتصدون لاقتحام المستوطنين للمنطقة، لا سيما وأن بينهم عدد من أعضاء الكنيست اليمينيين، مما حذا بعائلات الجنود في وحدات النخبة لتوجيه انتقادات حادة لزيادة عدد اقتحامات منطقة قبر يوسف بمدينة نابلس، لأن كل اقتحام يتطلب من جنود الجيش من أبنائهم الاستعداد لتأمينهم وحفظ سلامتهم، وهذا يعني تعريض حياتهم للخطر، ويزيد من الاحتكاك مع الفلسطينيين القريبين".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في تموز/ يوليو أصيب ثلاثة إسرائيليين بجروح في هجوم إطلاق نار استهدف مئات المستوطنين الذين وصلوا إلى منطقة القبر، بينهم ضباط كبار، مما دفع الأهالي لعدم التردد بالقول إن هناك من يهتم بإحداث احتكاك وإشعال النار في المنطقة، قاصدين قادة المستوطنين، لأن الأمر أصبح أكثر خطورة على أبنائهم الجنود، فقبل شهرين واجهوا كمينًا مسلحا فلسطينيا، لكنهم هربوا بصعوبة، ومع ذلك فقد أصيبوا بصدمة، معربين عن خوفهم على حياة أبنائهم، خاصة وأن الجيش يأخذهم في أبرد الليالي من العام لأعمال الصيانة داخل القبر، وهذا لا يمكن تصوره".
وأكدت عائلات الجنود أنه "في الشهرين الماضيين تورطت قوات الاحتلال أثناء قيامها بتأمين مئات المستوطنين الذين دخلوا قبر يوسف، في ثلاث حوادث تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين، وبات من الصعب التخلص من هذه الحوادث، وبالتالي فإن الشعور بأن تواتر هذه الحوادث المشكوك فيها آخذ في الازدياد، مما يعرض الجنود لخطر لا داعي له، وربما حتى الرغبة في إثارة استفزاز، في إشارة للمستوطنين اليهود، دون أن يسموهم".
ورغم أن المتحدث باسم جيش الاحتلال زعم أن الجنود يقومون بتأمين المستوطنين الذين يقتحمون قبر يوسف بطريقة منسقة روتينية، وفقًا لتقييم الوضع من أجل السماح لهم بالوصول إليه، لكن هذه الشكوى من عائلات الجنود تضاف إلى سلسلة الاحتجاجات الإسرائيلية الأخيرة الرافضة للخدمة في جيش الاحتلال رفضا لممارساته العدوانية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وقد زادت هذه الاحتجاجات بعد الانتخابات الأخيرة، وشعور الإسرائيليين بأن الجيش بات في خدمة اليمين المتطرف.