نشر موقع "إي إس بي إن" الأمريكي تقريرًا، تطرق فيه لقضية استحواذ العديد من المستثمرين الأمريكيين على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وتأثيرهم على هذه المسابقة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن الأمريكي بيل فولي مالك فريق في دوري الهوكي استحوذ مؤخرًا على نادي بورنموث، ليصبح عدد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي على ملكية أمريكيين ثمانية من أصل 20، بما في ذلك أربعة من "الستة الكبار"، وهي مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول وتشيلسي. وفي كل مرة يُعرض فيها نادٍ من الدوري الإنجليزي للبيع، تظهر مجموعة أمريكيين من أصحاب المليارات وحاملي الأسهم الخاصة للظفر بالصفقة، ما يثير تساؤلات حول تأثيرهم على كرة القدم الإنجليزية.
يعد نادي
تشيلسي أحدث مثال على ذلك، إذ انتقلت ملكيته في الربيع الماضي إلى ائتلاف تجاري بقيادة
تود بويلي ومارك والتر، مالكي "لوس أنجلوس دودجرز" للبيسبول، وعائلة ريكيتس التي تمتلك "شيكاغو كابس" للبيسبول أيضًا، ومجموعة أخرى من ملّاك أندية رياضية في الولايات المتحدة.
وأشار الموقع إلى أن معظم المالكين الأمريكيين -الذين يمثلون 75 بالمئة من الملّاك الأجانب لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز- لم يحدثوا حتى الآن أي تغيير جذري على آليات عمل الدوري. لكن مع تغير المشهد الرياضي والإعلامي وتحقيق الدوري أرباحًا تشغيلية في سنتين فقط خلال عقد، فإن التساؤل المطروح الآن هو: متى سيبدأ ذلك التأثير؟ وبالنظر إلى أن مساهمي الدوري الإنجليزي الممتاز هم الأندية الأعضاء العشرين نفسها، فإنه لا شك أن لديهم النفوذ لإجراء تغييرات جذرية، مثل تسقيف الرواتب أو تغيير قوانين الهبوط أو توزيع الإيرادات، إن أرادوا ذلك.
ورجّح الموقع إمكانية إحداث هؤلاء الملّاك تغييرات على الدوري مع تغيّر الظروف واختلاف عقلية الملاّك الحاليين (ليس الأمريكيين فقط) عن من كانوا يمتلكون الأندية الأوروبية في الماضي. تاريخيًا، كانت الأندية تموّل من قبل أفراد أو شركات لم يكونوا بالضرورة يتطلعون إلى تحقيق عائدات وأرباح، وفي بعض الأحيان كانوا رجال أعمال يهدفون إلى تحسين صورتهم أو اكتساب نفوذ سياسي.
وأشار الموقع إلى أن مجموعات الملكية الحالية في الولايات المتحدة اتجهوا للاستثمار في الأندية الأوروبية لأن الظروف بدت مواتية، ذلك أن الحصول على نادٍ من الدوري الإنجليزي الممتاز سيمنحهم موطئ قدم في الدوري الأكثر شعبية في الرياضة الأكثر شعبية في العالم. ومع بعض المعرفة بالخبايا التجارية في الرياضة الأمريكية، يمكنهم تحقيق أرباح أكبر مع تزايد شعبية الدوري أكثر. كما أن الحصول على أصول فريدة مثل فريق رياضي يعتبر تحوطًا طبيعيًا ضد التضخم الذي يشهده العالم.
وتطرّق الموقع إلى ثلاثة معايير أساسية قد تقود مجموعة ملكية للاستحواذ على أحد الأصول الكروية. أولا، العامل الشخصي أو التاريخي، إذ يسعى البعض إلى امتلاك أندية تاريخية في كرة القدم من باب المتعة. وثانيا، عامل الربحية والتدفق النقدي، وأخيرا عامل تقدير رأس المال الذي يركز على العائد الذي ستجنيه عند بيع هذا الأصل. ويبدو أن العامل الأخير هو الأكثر ترجيحًا في هذه الحالة، وربما يكون السبب وراء هذا الإقبال على شراء الأندية الأوروبية رغبة "مجموعة فينواي الرياضية" وعائلة "غلازر" في بيع كل أو جزء من حصصها في ليفربول ومانشستر يونايتد. وتشير التقديرات إلى أن العائد قد يصل إلى 3 و5 وحتى 7 مليارات دولار، وهو ما يمثل عدة أضعاف مما دفعوه.
ووجود العديد من المالكين الأمريكيين في الدوري الإنجليزي قد يؤدي إلى نقل تجاربهم مع الرياضة في بلادهم. ويكمن الفرق بين الدوريين في أنه على عكس اتحاد كرة القدم الأمريكي، يفرض الدوري الإنجليزي الممتاز دفع "رسوم الانتقال" عند التعاقد مع لاعب من نادٍ آخر.
وفي موسم 2018-2019 مثلا كان صافي الإنفاق في الدوري الإنجليزي الممتاز -الفرق بين التكاليف المدفوعة للتعاقد مع اللاعبين والإيرادات المكتسبة من بيع اللاعبين- خسارة بـ 1.15 مليار دولار، وهو أكثر بكثير من رقم اتحاد كرة القدم الأميركي.
وأكد الموقع أن أسرع طريقة لتحقيق الربحية هي التحكم في هذه التكاليف، وهو مفهوم مألوف جدًا لمالكي الأندية الرياضية الأمريكية الذين يعمل جميعهم وفق الحد الأقصى للراتب وما يعرف بـ"ضريبة الرفاهية". لذلك، من المنطقي أن يسعوا لجعل الدوري الإنجليزي يسير وفق هذه اللوائح والقوانين، كأن يربطوا نفقات النادي بنسبة مئوية من الإيرادات.
في الواقع، يوجد نظام مشابه بالفعل في الدوري الإسباني لكرة القدم، كما أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" في طريقه لتطبيق لوائح جديدة مشابهة على الفرق المتنافسة في البطولات القارية مثل دوري أبطال أوروبا، التي تهدف إلى الحد من نفقات الفريق إلى 70 بالمئة من الإيرادات بحلول موسم 2025-26.
ومن المتوقع أن تنسج أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على هذا المنوال طالما أن الرغبة موجودة لدى المالكين. ويمكن أن نشهد تقاسم الإيرادات كما هو الحال في اتحاد كرة القدم الأمريكي، حيث يتم تقسيم جميع الإيرادات تقريبًا، ما عدا عائدات الرعاية ومبيعات التذاكر.
ولكن العائق الوحيد الذي قد يواجهه النموذج الأمريكي -حسب الموقع- هو عدم التوافق مع اللوائح الجديدة للاتحاد الأوروبي. ونظرًا لنجاح وربحية اتحاد كرة القدم الأمريكي، من غير المستبعد أن يحدث تغيير جذري، فكل مالك يعرف كيفية إدارة الأعمال التجارية، وليس من اللازم التقيد بالنموذج القديم للكرة الأوروبية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)