أقدم عدد من المسؤولين الإسرائيليين على تقديم استقالاتهم، والإعلان أنهم لن يستمروا في مواقعهم الدبلوماسية والأمنية والعسكرية، لأنهم غير متفقين في المواقف السياسية مع الحكومة اليمينية المقبلة، ما يشكل سابقة سياسية في دولة الاحتلال.
آخر الذين أعلنوا نيتهم
الاستقالة من موقعهم الدبلوماسي الحساس، سفيرة الاحتلال في العاصمة الفرنسية باريس،
ياعيل غيرمان، التي صرحت بأنها "غير مهتمة بتمثيل حكومة يمينية متطرفة، يكون إيتمار
بن غفير أحد وزرائها الأساسيين".
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، أكد أنه "بعد فوز أحزاب اليمين الإسرائيلي في الانتخابات الأخيرة، فإن أحد الأسئلة التي ظلت مفتوحة هو ماذا سيحدث للتعيينات السياسية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد، وسلفه نفتالي بينيت، خاصة في وزارة الخارجية، سواء من حيث السفراء أو القناصل، والمبعوثين الدبلوماسيين، لاسيما عشية تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "كلما اقترب إعلان تشكيل الحكومة المقبلة، تتضح الصورة أكثر فأكثر، من خلال إعلان سفيرة الاحتلال في فرنسا ياعيل غيرمان في محادثات مغلقة مؤخرًا أنها ستستقيل مع تشكيل الحكومة، وتعود إلى إسرائيل، لأنها غير مهتمة بتمثيل حكومة يمينية متطرفة، يكون ابن غفير أحد وزرائها، وقد تحدثت مع لابيد حول نيتها ترك منصبها في باريس، لكنه طلب منها الانتظار حتى تشكيل الحكومة، وعندها فقط تتخذ قرارًا رسميًا".
وأشار إلى أن "غيرمان شغلت سابقًا منصب وزيرة الصحة نيابة عن حزب "يوجد مستقبل" برئاسة لابيد، وتم تعيينها من قبله سفيرة لـ"إسرائيل" في باريس في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وعيّن لابيد وبينيت سبعة سفراء آخرين في السلك الدبلوماسي خلال فترة عملهما، أهمهم مايك هرتسوغ شقيق الرئيس يتسحاق هرتسوغ سفيرا لدى الولايات المتحدة، وأمير حايك سفيرا في أبو ظبي، ورون بروشار سفيرا في ألمانيا، وإيلي أدامسو سفيرا في إثيوبيا، وشمعون سولومون سفيرا في أنغولا، وآساف زامير قنصلا عاما في نيويورك، ورونان هوفمان سفيرا في كندا".
وتطرح التغيرات المتلاحقة في دولة الاحتلال علامات استفهام حول استمرار هؤلاء في شغل مناصبهم، رغم أنهم لم يعلنوا أنهم ينوون الاستقالة، لكن تمثيلهم لحكومة بتوجهات سياسية جديدة مختلفة كلياً عن قناعاتهم يضع أمامهم تحديات جديدة، لاسيما أنهم قادمون من أحزاب معارضة كلياً لتوجهات اليمين واليمين المتطرف، مع العلم أن المرشح الرئيسي ليحل محل غيرمان هو مساعد نتنياهو، يوسي شيلي السفير في البرازيل، وخدمه في الانتخابات الأخيرة رئيسا للحملة الميدانية لحزب الليكود.
ولم تقتصر الاستقالات الإسرائيلية على السلك الدبلوماسي، فقبل غيرمان، أعلن آيال خولتا مستشار الأمن القومي استقالته فور إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، وكذلك فعل أمير إيشيل مدير عام وزارة الحرب، مع العلم أن الحكومات الجديدة لا تكون بالعادة في عجلة من أمرها لإبعاد السفراء السياسيين الممثلين للحكومات السابقة، بحيث يمكنهم البقاء في مناصبهم حتى نهاية عقدهم الموقع لمدة ثلاث سنوات، شرط أن يمتثلوا لتوجهات الحكومة الجديدة، وهو ما ليس مضمونا حتى اللحظة.