تواصل
الطاولة السداسية للمعارضة التركية، اجتماعاتها، فيما لم تتغلب على معضلة "المرشح الرئاسي المشترك" وسط حديث عن انقسامات بداخلها، وعدم تجاوز قضايا جوهرية أخرى.
ورغم اللقاءات التي بدأت في شباط/ فبراير الماضي، بين أحزاب الطاولة السداسية، فإنه لم يتفق قادتها بشأن ثلاث قضايا حاسمة منها "المرشح الرئاسي".
الطاولة السداسية التي اجتمعت بهدف تحديد مرشح ينافس الرئيس رجب طيب أردوغان، والانتقال إلى "النظام البرلماني المعزز"، لم تبين للناخب التركي خطة الانتقال، وشكل الائتلاف الحكومي الذي ستشكله، إذا وصلت إلى سدة الحكم.
ويعقد قادة الطاولة السداسية اجتماعهم التاسع الاثنين، وسيقدمون مقترحا بشأن تعديلات الدستور.
ورغم الصورة التي يصدرها قادة أحزاب الطاولة السداسية بشأن التوافق بينهم، فقد برزت الخلافات بشكل علني ما بين حزبي "الجيد" و"الشعب الجمهوري" بشأن ترشح كمال كليتشدار أوغلو للرئاسة.
انقسامات داخل الطاولة السداسية
وذكر الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في
تقرير على "حرييت"، أن طاولة
المعارضة السداسية منقسمة إلى قسمين، ناهيك عن تفاقم الصراعات ما بين فريقي كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول الطامح للرئاسة أكرم إمام أوغلو داخل حزب الشعب الجمهوري.
وكشفت دعوة أكشنار لضم حسين باش زعيم حزب
تركيا المستقلة المعارض إلى صفوفها، حالة الانقسام على الطاولة السداسية ما بين فريقين.
اقرأ أيضا: أردوغان يتصدر استطلاعات الرأي بتركيا.. وارتفاع شعبية حزبه
ويتشكل الفريق الأول من زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، وأحمد داود أوغلو رئيس حزب "المستقبل"، أما الفريق الثاني فيضم كليتشدار أوغلو، وعلي باباجان رئيس "الديمقراطية والتقدم"، وزعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، والحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.
وينتظر قادة الطاولة السداسية "التقويم الانتخابي"، وعندما تعلن عنه الهيئة العليا للانتخابات فسيجتمع الزعماء لتحديد "
المرشح المشترك"، وإذا تمكنوا من التوصل إلى حل وسط فإنهم في الأسبوع الذي يليه سيلتقون لتحديد القوائم البرلمانية.
تصاعد الخلافات بين "الشعب الجمهوري" و"الجيد"
ورغم منع كليتشدار أوغلو أعضاء حزبه من انتقاد أكشنار، فما زال "الشعب الجمهوري" يواصل استهدافها، وتتعرض زعيمة حزب الجيد لانتقادات أكثر من أردوغان وحزب "العدالة والتنمية".
ويشير الكاتب إلى أن القلق الذي ينتاب حزب الشعب الجمهوري، أن أكشنار التي قالت إنها لن تكون مرشحة للرئاسة، وضعت نفسها بموضع الزعيم الذي سيحدد "مرشح الرئاسة".
أما العامل الآخر الذي تسبب في قلق "الشعب الجمهوري"، فهو إبقاء رؤساء بلدية أنقرة وإسطنبول على الأجندة في سباق الرئاسة، وأحيانا تبدي أكشنار دعمها لإمام أوغلو، وأحيانا لمنصور يافاش.
وتهدف أكشنار لطرح أسماء إمام أوغلو ويافاش، لمنع ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة، وبهذا فهي الشكل تثير الإشكاليات داخل حزب الشعب الجمهوري.
وتابع سيلفي بأن الفريق الموالي لإمام أوغلو نشر شائعات بأن كليتشدار أوغلو قرر الانسحاب من سباق الترشح، ولكن هذا ليس صحيحا.
وأوضح أن قيادة "الشعب الجمهوري" أجمعت على ترشيح كليتشدار أوغلو للرئاسة، ولن يطرح إلا اسمه على طاولة المعارضة من الحزب.
وساهمت الانتقادات التي وجهت لكليتشدار أوغلو بسبب زيارته للولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، والحديث عن عدم إمكانية فوزه، في دفع إمام أوغلو للتحرك.
اقرأ أيضا: 7 إشكاليات أمام تحالف المعارضة بتركيا.. ماذا عن الحزب الحاكم؟
وكشف الكاتب التركي أنه رغم الحديث عن ترشح كليتشدار أوغلو، فقد ظهرت ثلاثة أسماء في أروقة حزب الشعب الجمهوري بشأن مرشح الرئاسة، وهم: إمام أوغلو، ويافاش، ولطفي سواش.
ويمر كليتشدار أوغلو بفترة حرجة بسبب "فيتو" أكشنار، والتحركات التي يبذلها إمام أوغلو ويافاش.
ويرى داعمو إمام أوغلو ويافاش، أن كليتشدار أوغلو قد يتخلى عن الترشح في اللحظة الأخيرة، لكن الصورة ليست كذلك على جبهة داعميه الذين يؤكدون أن زعيم حزب الشعب الجمهوري مصمم على الترشح.
ويشير داعموه إلى أن كليتشدار أوغلو إذا قرر الانسحاب من الترشح للرئاسة، فسيشهد الحزب انقسامات، وبهذا الحالة فإنه قد يخسر مقعد الزعامة.
ويتجه التوتر بين حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" نحو نقطة تهدد مستقبل الطاولة السداسية.
الكاتبة التركية كوبرا بار، في
تقرير على صحيفة "خبر ترك" قالت إن الطاولة السداسية أمامها ثلاث قضايا حرجة للغاية، يجب أن تتجاوزها قبل الانتخابات، وهي: "المرشح الرئاسي" و"بروتوكول الانتقال" و"بروتوكل الائتلاف".
وأضافت أنه غالبا ما يجري الحديث عن "المرشح الرئاسي"، لكن هذه المعضلة هي الأقل إشكالية بكثير من القضايا الأخرى.
تساؤلات بشأن عملية الانتقال
وتسعى الطاولة السداسية للتوافق بشأن "بروتوكول الانتقال" وسيناريوهات ما بعد الانتخابات، لكن تساؤلات تثار، أولها أنه "إذا فاز مرشحهم بالانتخابات، فما هي الصلاحيات التي سيمنحونها له؟".
والتساؤل الآخر: "إذا تمكنت الطاولة من الحصول على 360 نائبا في البرلمان، فمتى ستجري الاستفتاء على الانتقال إلى النظام البرلماني؟".
أما التساؤل الثالث: "هل سيستمر الرئيس الجديد بالنظام الرئاسي أم سيكون هناك قرار للجوء لصندوق الانتخابات مرة أخرى؟"، من أجل الانتقال إلى النظام البرلماني.
والسؤال الرابع: "إذا لم يحصلوا على الأغلبية البرلمانية، فهل سيستمرون في النظام الرئاسي؟".
وأكدت الكاتبة بار، أن الطاولة السداسية رغم نقاشاتها بشأن هذه القضايا الحرجة، فهي لم تتمكن من التوصل إلى نتيجة.
التوافق بشأن الائتلاف الحكومي
أما بالنسبة لـ"بروتوكول الائتلاف الحكومي"، فأشارت بار إلى أن الطاولة السداسية سيتعين عليها تقاسم الوزارات والمؤسسات البيروقرطية فيما بين مكوناتها إذا فازت في الانتخابات.
وتابعت بأن "التوتر الحقيقي" سيندلع في ذلك الوقت، متسائلة: "هل سيتولى باباجان إدارة الاقتصاد أم حزب الجيد؟".
اقرأ أيضا: هل تحقق المعارضة التركية أغلبية برلمانية في انتخابات 2023؟
والتساؤل الآخر: "هل عدد الوزارات الممنوحة سيكون بشكل متساو، أم بحسب أصوات الأحزاب؟".
والتساؤل الثالث: "ما هي الوعود التي سيقطعونها للشعب؟.. وما هي برامجهم بشأن السياسة الخارجية والصحة والتعليم والقضايا الأخرى؟".
وعلى عكس ما يعتقد الرأي العام، فإن القضية الأساسية التي سيختلف عليها أحزاب الطاولة السداسية لا تتعلق بـ"المرشح المشترك"، بل بتفاصيل عملية الانتقال والائتلاف الحكومي.