تابعنا بكل الحب والاعتزاز، وقائع افتتاح مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي لهذا العام، والذي سيظل هو المهرجان الرائد والأول في المنطقة
برغم كل الصعوبات والمنغصات التي حاصرته من قبل وما زالت تحاصره، ولكنه في كل مرة
يزداد بهاء وسحرا وقيمة، ولكن تابعت أيضا بمزيد من الأسى واقعتين سببتا لي حزنا
وغضبا شديدين، وأثارتا في نفسي بعضا من الأسئلة.
الواقعة الأولى هي منع الفنانة هند عاكف من الدخول لمشاهدة
حفل الافتتاح، لأنها لا تملك دعوة الافتتاح، وبالطبع القاعدة هي من لا يحصل على دعوة الافتتاح
غير مسموح له بالدخول، ولكن ما حدث أو ما شاهدناه على وسائل التواصل الاجتماعي من
منعها من قبل مسؤولي المهرجان بكل عنف وصراخها هي بالمقابل، يعد مشهدا حزينا بكل
أسف.
وبرغم تسليمنا باحترام القواعد، إلا أن هذا الشكل المهين
الذي ظهرت فيه كل الأطراف، لا يليق حقيقة بمهرجان بحجم وقيمة وتاريخ مهرجان
القاهرة، ولا أبالغ حينما أحمّل كل الأطراف تبعات هذا الخطأ المعيب، الذي كنت
أتمنى أن تتم معالجته بكياسة وهدوء، بما يحفظ للجميع ماء الوجه.
أما الواقعة الثانية هي منع الفنان الكبير محيي إسماعيل
من الدخول أيضا لذات السبب، ولقد تعفف محيي -مع حفظ الألقاب- عن الدخول، وآثر
الاختلاء بنفسه والتهام الزلابية.
ولا شك أن بعضا من الشباب كانوا متابعين لهذه الواقعة المؤسفة
فاتجهوا إلى محيي، ليتبادلوا أطراف الحديث، وبعد الانتهاء انسحب محيي في هدوء وانصرف.
ولكن تظل الواقعتان تلقيان بظلال كثيفة على أسلوب ووعي
إدارة المهرجان لهذا العام، وكان من المفترض أن تتحلى بضبط النفس والحكمة والحصافة
في مثل هذه المواقف.
ولعلي تحضرني هنا أمثلة كثيرة أيام كاتبنا الكبير سعد
الدين وهبة أثناء فترة رئاسته لمهرجان القاهرة، فلم يشكُ أحد من مسألة الدعوات، بل
كانت الدعوات تصل للجميع بلا تمييز في المكانة الفنية لأحد على أحد.
ولكن هذا الخلط المؤسف لأقدار الفنانين والعصف بهم خارج
هذا العرس السينمائي، بحجة احترام القواعد؛ فأي قواعد هذه تمنع فنانا بحجم وتاريخ
محيي إسماعيل من الدخول؟ فهذا تعسف غير مقبول ولا معقول.
على أية حال، أتمنى أن يتم تدارك مثل هذه الأمور،
فمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولد كبيرا، وهكذا نتمنى لإدارته الحالية أن تكون
على نفس المستوى من الرقي والحكمة.