من يحكم الصين؟

يسيطر على مفاصل الدولة ويتحكم في حياة الصينيين.. إليك كل ما تريد معرفته عن الحزب الشيوعي الصيني وسياساته الاقتصادية في هذا التقرير.

يسيطر على مفاصل الدولة كما يحتكر السلطة السياسية ويتحكم في حياة الصينيين بقبضة من حديد، فيما عَقد مؤخرا مؤتمره العشرين والذي انتهى بفوز شي جين بينغ بولاية ثالثة، فماذا تعرف عن الحزب الشيوعي في الصين؟

 

النشأة

 

بعد انتصار الثورة البلشفية الروسية، تمدد الفكر الشيوعي شرقا حتى بلغ الصين، فمثلّت أفكار العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات بالتساوي على الشعوب اللبنة الأولى في تأسيس الحزب الشيوعي الصيني
بمدينة شنغهاي سنة 1921.

وإثر الحرب العالمية الثانية وانسحاب القوات اليابانية من الصين، دخلت البلاد في حرب أهلية بين
الحزب الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ والقوات الموالية لحزب الكومنتانغ الحاكم آنذاك، لتنتهي بهزيمة القوميين ووصول الحزب الشيوعي إلى دفّة الحكم سنة 1949 وتأسيس جمهورية الصين الشعبية
التي أصبح ماو رئيسا لها وقائدا لجيش التحرير الشعبي فيها.


الأيديولوجيا

 

ويعتبر الحزب الشيوعي نفسه، في طليعة الطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني عامة، حيث يقوم الحزب على المركزية الديمقراطية متبنيا الأفكار الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية "دينغ شياو بينغ" والاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

 

اقرأ أيضا:  استقالات غضبا من السيسي


السياسات الاقتصادية للحزب الشيوعي


وبعد وصول الحزب إلى الحكم مطلع الخمسينات، وضع ماو تسي تونغ خطة لتحويل الصين من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي حديث في خمس سنوات فقط، بين عامي 1958 و1960.


وأطلق ماو على الخطة إسم "القفزة الكبيرة إلى الأمام"، حيث نُقل ملايين الصينيين إلى تعاونيات زراعية يقطنون ويزرعون بشكل جماعي دون السماح لهم بتملك الأراضي، فيما نقل آخرون للعمل في المصانع لخفض الحاجة إلى استيراد الحديد، بنيت أفران داخل التعاونيات لصهر المعادن وتحويلها إلى صلب.

 

وفي سنواتها الأولى، تسببت خطة ماو في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية على مر التاريخ والتي باتت تعرف بمجاعة الصين الكبرى التي أودت بحياة عشرات الملايين بسبب سياسات "القفزة الكبيرة إلى الأمام" التي انعكست سلبا على العاملين في التعاونيات الزراعية وعادت عليهم بالفناء والهلاك ما أدّى لإلغاء الخطة قبل نهاية السنوات الخمس.

 

وبعد وفاة ماو تسي تونغ، شهدت الصين طفرة كبيرة مع صعود دينغ شياو بينغ للحكم وانتهاجه سياسات اقتصادية إصلاحية سنة 1978 بأدوات رأسمالية أطلت منها الصين على نافذة العالم وفتحت عبرها أبواب التجارة الحرة.


وبحلول عام 1992، أعلن الحزب الشيوعي تبني اقتصاد السوق ونتيجة هذه السياسات ارتفع حجم صادرات الصين وانخفض معدل الفقر من 90 بالمائة سنة 1981 إلى 2 بالمائة سنة 2013 لتصبح الصين اليوم ثاني أقوى اقتصاد في العالم.


برأيك هل سيقود الحزب الشيوعي برئاسة شي جين بينغ الصين لتسيّد العالم؟