كشف تقرير لصحيفة "التايمز" أن حوالي 13 ألف مهاجر من تونس أبحروا بشكل غير شرعي إلى إيطاليا هذا العام، من بينهم 10 آلاف مواطن تونسي.
ونقلت الصحيفة شهادة أحد المهربين من ميناء صفاقس على بعد 200 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، حيث قال إن "الأمور سيئة للغاية، لدرجة أننا قد نحجز للجدات في العام المقبل"، في إشارة إلى أن الهجرة غير الشرعية باتت مغرية لكل الأعمار.
وأضاف المهرب الذي عرفته الصحيفة باسم أحمد: "الفقراء، الأغنياء، النساء الحوامل، الجميع يغادرون، وعملي ارتفع بنسبة 30-50 بالمئة منذ العام الماضي".
وفي السياق، قال المحلل في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، مات هربرت، لصحيفة "التايمز"، إن "عدد المغادرين هذا العام قد يتجاوز عام 2021، لذلك سنواصل التغلب على المستويات التي شهدناها في الربيع العربي".
وقال المهرب أحمد إنه نظم 20 رحلة بالقارب هذا الصيف إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية على بعد 144 كيلومتر فقط من سواحل تونس، مضيفا أنه "ما دام الناس في تونس محبطين للغاية، فإن هذه الأعمال فقط ستنمو".
وتمر البلاد بأزمة خطرة، أبرز ملامحها انخفاض النمو الاقتصادي (أقل من 3 بالمئة)، وارتفاع معدلات البطالة (ما يقرب من 40 بالمئة لدى الشباب)، وزيادة الفقر (نحو أربعة ملايين شخص)، وفقا لفرانس برس.
بعد عشر سنوات من العمل كمهرب للبشر في ميناء صفاقس التونسي، يقول أحمد إنه اشترى السيارات والدراجات النارية، وأسس شركة لغسل أرباحه، بعد أن جمع 15 ألف دولار من المدخرات.
وتابع: "كان بإمكاني أن أكسب الكثير لو كنت حشدت المزيد من الناس في القوارب دون الاهتمام حال موتهم، لكن ضميري وثقافتي لا يسمحان بذلك".
ويدعي أحمد أن أي مسافر يحجز من خلاله ويعيده خفر السواحل التونسي يحق له الحصول على رحلة أخرى مجانا، شرط ألّا يقدم اسمه للشرطة.
بصفته سمسارا، استأجر مهربين لقيادة القوارب نحو إيطاليا قبل التظاهر بأنهم من المهاجرين. وقال إنه عند الوصول "سيدخلون مركزا للمهاجرين في إيطاليا، ويقبلون العودة إلى الوطن، ويمكن أن يعودوا في غضون 15 يوما".
وأشار إلى أن المنافسين يملئون القوارب بالناس، بحيث يضعون 40 شخصا في قارب مخصص لتسعة أفراد فقط، دون أن يكون معهم قائد للرحلة.
وأوضح أحمد، 35 عاما، أنه يتلقى ما يصل إلى 6000 دينار تونسي (حوالي 1800 دولار) مقابل الرحلة التي يقودها أحد المهربين المتعاونين معه.
وأردف قائلا: "أنا وكالة سفر غير قانونية، وأقوم دائما باختبار القارب. إذا كان هناك خطر بنسبة 0.1 بالمئة، فأنا ألغي الرحلة. هذا كله يتعلق بتقديم خدمة، ولم أفقد أحدا الحمد لله".
وأضاف أن سمعته الطيبة تعني أن المزيد من الأمهات يعهدن بأطفالهن إليه، مستغلين قانونا إيطاليا يحظر إعادة القصر غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى شواطئها، كاشفا: "عرضت علي إحدى الأمهات مجوهراتها الذهبية لأخذ طفلها".
ووصلت موجة الهجرة إلى نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، والواعدين من لاعبي كرة القدم الذين يملكون فرصة لتحقيق مستقبل أفضل، لكنهم يفضلون المخاطرة في رحلة المتوسط نحو إيطاليا.
محمد علي شلبي، 18 عاما، حارس كرة قدم واعد بنادي الصفاقسي، استقل قاربا نحو أوروبا، على الرغم من أنه ينتمي للطبقة المتوسطة.
اقرأ أيضا: تونس: إحباط 17 محاولة هجرة غير شرعية وإنقاذ 255 مهاجرا
وقال شلبي لـ"التايمز" بعد وصوله إلى إيطاليا، حيث يأمل الآن أن يلعب لفريق إيطالي، "كنت أدعو الله طوال الرحلة، لكنني لم أكن خائفا".
إلى ذلك، نجحت مؤثرتان تونسيتان في تطبيق "تيك توك" هما: شيماء بن محمود، وصبا سعيدي، في الهجرة إلى إيطاليا وفرنسا على التوالي. قال المهرب أحمد: "منذ أن غادرت هاتان الفتاتان، تقوم الكثير من الفتيات الأخريات بنفس الشيء".
NYT: سياسيو تونس أضاعوا فرصا.. والتجربة الديمقراطية ماتت
مجلة: خطاب زوجة سعيّد الأخير يعيد "السيدة الرئيسة"
الغارديان: زعيمة "إخوان إيطاليا" رفضت جذور الفاشية لحزبها