التقى
وفد من العلماء المسلمين برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل
هنية، من أجل مراجعة الحركة بشأن قرار العمل على استعادة العلاقات مع النظام
السوري، وقد وعد هنية ببحث رؤية العلماء وطرحها على المكتب السياسي للحركة في أقرب
اجتماع له.
جاء
ذلك في بيان أصدره وفد العلماء، السبت، ووصل "عربي21" نسخة منه، حول ما
دار في اجتماعهم، مؤخرا، مع قيادة المكتب السياسي لحركة "حماس" بمدينة
إسطنبول التركية.
وقال
البيان إن هذا الاجتماع جاء "إيمانا من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من
قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين، وسعيا للإسهام في القيام بحقها
وحق شعبها المجاهد، وحرصا منهم على حركة حماس ذات التاريخ الناصع والتجربة التي
ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد".
وأضاف:
"وتقديرا للرأي العام المشغول بقضية فلسطين، وما يجري لها من تطورات مهمة في
هذه الفترة من حياة الأمة؛ فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب
السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة
مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
وأردف:
"إننا نحيط الجميع علما أن الوفد العلمائي قد التقى قيادات الحركة من المكتب
السياسي، واستمع لحيثيات الموضوع ومسوغاته من وجهة نظرهم".
وتابع:
"بيّن مجمل الحضور من العلماء أن في هذا القرار (استعادة العلاقات مع النظام
السوري) مفاسد عظيمة، ولا تتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية، وهذا في نظر
الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره
العلماء".
وأشار
البيان إلى أن "العلماء في تواصل دائم انتظارا لرد قيادة حركة حماس ليقوموا بالواجب الشرعي
المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعا".
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": "حماس" تعمل لاستعادة علاقاتها بسوريا
ووقع
على البيان كل من رئيس هيئة علماء اليمن عبد المجيد الزنداني، ورئيس المجلس
الإسلامي السوري أسامة الرفاعي، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
علي القره داغي، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عصام أحمد البشير،
وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبد الحي يوسف، والأمين العام
لرابطة علماء المسلمين محمد عبد الكريم الشيخ، وأمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء
الليبية سامي الساعدي، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وصفي
عاشور أبو زيد.
وكان
القيادي في "حماس" خليل الحية، قد أكد في 28 حزيران/ يونيو الماضي صحة
الأنباء التي تحدثت عن قرار الحركة المتمثل في سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال
الحية في حوار لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، ردا على سؤال حول طبيعة
العلاقات الحالية مع النظام السوري، إن مؤسسات الحركة "أقرت السعي لاستعادة
العلاقة مع دمشق"، دون تفاصيل إضافية.
وأكد
مصدر فلسطيني، في تصريح سابق لـ"عربي21"، أن حركة "حماس" قررت
العمل على استعادة العلاقات مع نظام الأسد بعد قطيعة استمرت 10 أعوام، لافتا إلى
أنه جرى نقاش بشأن هذا الأمر داخل الأطر القيادية المختلفة للحركة.
وقُطعت
العلاقات بين "حماس" ونظام بشار الأسد في عام 2012، إثر اندلاع الثورة
السورية.
اعتقال قيادي بارز في "داعش" بعملية إنزال للتحالف بسوريا
أنس العبدة: هيئة التفاوض واجهت محاولات التطبيع مع الأسد