أدى مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني صباح السبت، صلاة عيد الأضحى المبارك في مختلف المدن والمناطق في فلسطين المحتلة.
بهجة العيد في الأقصى
وفي القدس المحتلة، ووسط صيحات التكبير التي انطلقت في شوارعها وأزقتها، أدى الآلاف من المصلين ممن تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك صلاة عيد الأضحى، رغم تواجد قوات الاحتلال في شوارع القدس وخاصة في البلدة القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى، بحسب ما أفادت به لـ"عربي21" المقدسية "أم حسن" التي وصلت مع عائلتها إلى المسجد الأقصى.
وأدى حوالي 150 ألف مصلٍ، السبت، صلاة عيد الأضحى في رحاب المسجد الأقصى، وفق بيان لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
وتوافد المصلون على المسجد منذ صلاة الفجر، ورددوا تكبيرات العيد أثناء دخولهم وخروجهم من أبوابه.
ووزع مصلون حلوى على الموجودين في ساحات المسجد وعند أبوابه مع تبادل التهاني بحلول العيد. ووزع شباب هدايا على الأطفال الذين قدموا مع عائلاتهم لأداء صلاة العيد.
العيد في غزة
وفي قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما، أدت العائلات الفلسطينية التي خرجت أفواجا صلاة العيد في العديد من المصليات الخارجية في العراء، وسط أجواء من السعادة وتبادل التهاني بحلول العيد السعيد.
وفي المصلى الذي حضرته "عربي21"، تناول الخطيب الشيخ إبراهيم الأسطل، فضائل وآداب العيد ونحر الأضحية، داعيا من تمكن من الأضحية أن يتصدق بجزء منها إلى الأرحام والفقراء والمساكين.
وفور الانتهاء من صلاة العيد، شرعت الكثير من العائلات الفلسطينية في ذبح الأضاحي، وإهداء جزء منها إلى الأقارب والأرحام والعائلات المستورة، مع استثمار أبناء الشعب الفلسطيني مناسبة العيد من أجل تفقد وزيارة عائلات الأسرى والشهداء والجرحى، خاصة مع اشتداد الحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر.
وعن أهم الاستعدادات لتسهيل وضبط عمليات ذبح الأضاحي، أوضح حسن عزام، مدير عام الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، أن طواقم الوزارة عملت على التأكد من سلامة الأضاحي المستوردة، عبر توفر شهادات صحية وفحص الحيوانات بمجرد دخولها من المعبر وإجراء فحوصات مخبرية، إضافة إلى متابعة دوائر الخدمات البيطرية في المديريات الخمس في محافظات القطاع للحيوانات في الأحواش.
ولفت في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أنه "تم العمل على تجهيز مسالخ مؤقتة فقط لفترة العيد، منتشرة في مختلف مناطق القطاع، وهناك أكثر من 150 مسلخا، إضافة لمسالخ البلدية المتوفرة في أربع محافظات".
ونوّه عزام، إلى أنه "جرى العمل أيضا لضمان توفر الشروط الصحية لعمليات الذبح وتخزين اللحوم بشكل سليم وتبريدها في تلك المسالخ، خاصة للجمعيات التي لديها مشاريع خيرية في هذا الجانب"، مضيفا أنه توفرت إمكانية فحص الحيوان صحيا قبيل الذبح عبر الطبيب المتواجد في المكان.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة عملت منذ أشهر على الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، من خلال ضمان توفير الكميات المطلوبة من الأضاحي في القطاع، وبالتالي منح التصاريح اللازمة للتجار من أجل استيراد ما يلزم، مع ضمان وجود كمية احتياط من الأضاحي.
وذكر مدير عام الخدمات البيطرية، أن توقعات الوزارة رجحت استهلاك نحو 18 ألفا من العجول والأبقار إضافة إلى 23 ألفا من الأغنام في الموسم الحالي لعيد الفطر، وتم فعليا توفير 22 ألفا من العجول والأبقار و 28 ألفا من الأغنام، وهذا ساهم في زيادة العرض ومنع استغلال بعض التجار حاجة المواطنين ورفع الأسعار.
وأفاد بأنه تم العمل على توسعة وزيادة عدد التجار الراغبين في استيراد الأضاحي وتسهيل عملية الاستيراد، وهذا "ساهم في اعتدال الأسعار خاصة في ظل ارتفاع سعر الأعلاف".
صلاة العيد في الابراهيمي
وأدى نحو ثلاثة آلاف فلسطيني، السبت، صلاة عيد الأضحى في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وسط عراقيل وإجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.
وقال حفظي أبو اسنينة وهو أحد أئمة المسجد الإبراهيمي، لوسائل الإعلام، إن السلطات الإسرائيلية فتحت مرافق المسجد كافة أمام المصلين وسط إجراءات أمنية.
وشددت قوات إسرائيلية من إجراءات التفتيش على مداخل المسجد، حيث دققت في بطاقات الهوية الخاصة بالمصلين.
وقال أبو اسنينة إن "الإجراءات الإسرائيلية على الحواجز أعاقت وصول عشرات المصلين وأدت إلى تأخرهم عن صلاة العيد".
ومنذ عام 1994، قَسَّمَت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليا.
ويفتح المسجد أبوابه بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام، وهي أيام الجمعة من شهر رمضان وليلة 27 منه وفي عيدي الفطر والأضحى وذكرى ليلة الإسراء والمعراج والمولد النبوي ورأس السنة الهجرية.
ويقع المسجد في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وهي خاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة.