تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي مبرر للرئيس فلاديمير بوتين الذي تعهد في خطاب له بنزع الأسلحة من البلد الجار، في إشارة إلى أن أي حل سلمي للأزمة قد انتهى.
وأعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ لمدة 30 يوما، واستدعت جنود الاحتياط، ودعت المواطنين الأوكرانيين لمغادرة روسيا. وقال الاتحاد الأوروبي إنه يحضر لاستقبال اللاجئين الذين شردتهم الحرب.
وتحضر الأسواق المالية العالمية لفترة من التقلب؛ بسبب ما سينجم عن الحرب البرية والعقوبات ضد روسيا على الاقتصاد العالمي. ونتيجة لهذا، فقد قدم بوتين خطة ذكية في القيادة المدمرة، ما يجعل من الأهمية بمكان للرئيس جو بايدن والدول الأخرى الوقوف بحزم أمام التهديدات.
ومن الواضح أن بوتين يلعب لعبة طويلة، وعلى الغرب مواصلة التحضير، وتعلق الصحيفة بأن طموحاته التي كشف عنها مثيرة للقلق.
ورأت أن هجوم بوتين على أوكرانيا غير متعلق بطموحات حلف الناتو أو الأمن، بل يتعلق برهابه من الأجانب وفكرته الإمبريالية والمضللة، التي ترى في أوكرانيا جزءا لا يتجزأ من روسيا، يجعل من استقلالها نوعا من الحظ، وحكامها مغتصبون.
اقرأ أيضا: اجتياح روسي لأوكرانيا وتدمير مطارات وسقوط طائرات و"طوارئ"
وترى الصحيفة أن اعترافه بدولتين انفصاليتين في أوكرانيا قد توسع من هذين الجيبين تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، بشكل يعني قطع جزء كبير من الأراضي الأوكرانية، والتي تضم الميناء المهم "ماريبول".
وتقول الصحيفة إن المقامرة الروسية محيرة جدا، فمهما كانت مواقف بوتين من علاقة أوكرانيا مع روسيا، ومهما كانت تظلماته التي يحملها ضد الغرب، والتعدي على ما يراه مجال التأثير الروسي، ومهما كان اعتقاده عن مكانة روسيا في أوروبا والعالم، فإن الغزو غير المبرر لبلد أوروبي هو إعلان غير مبرر للحرب من ناحية الحجم، وعلى قارة اعتقدت أن حربا كهذه لم تعد ممكنة.
ولو لم يكن لشيء آخر، فعلى بوتين التفكير بأثر ما يفعله على شعبه، الذي كذب عليه يوما بعد يوم، بشأن التهديدات والإهانات من أوكرانيا والغرب. وذكّرت الصحيفة بأن الحرب ستجلب أكياس الموتى إلى الوطن، وستدمر اقتصاد بلد عانى من الويلات خلال القرن الماضي والحكم الشمولي.
وترى الصحيفة أن بايدن قام بإدارة الأزمة بشدة وصبر وحسم ونزاهة، كاشفا بشكل مستمر عما تعرفه المخابرات الأمريكية عن خطط بوتين. وهو نهج جديد في إدارة الأزمة في عصر منصات التواصل الاجتماعي. وربما ساعدت طريقته على تقوية عزيمة الأوروبيين خلال عملية حشد القوات الغامضة التي استمرت عدة شهور.
وعلى بوتين النظر إلى أن هذا هو وجه العزيمة لأهم ديمقراطية وأقوى بلد في العالم. وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لقاء كان مرتبا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع. وفي رسالة للافروف، قال فيها بلينكن إن الدبلوماسية ستكون موجودة "لو استعدت روسيا لاتخاذ الخطوات الواضحة، وتقدم للمجتمع الدولي مستوى من الثقة على أنها جادة لخفض التوتر والعثور على حل دبلوماسي".
وأعلنت إدارة بايدن وحلفاء أمريكا في الناتو أن الدخول في حرب مع روسيا بشأن أوكرانيا لا يمكن التفكير به. وسيعاني الجيش الأوكراني الأضعف من القوات الروسية التداعيات الكبرى، مع أن بايدن حذر من أثر العقوبات ضد روسيا ستترك آثارا اقتصادية بعيدة المدى على أوروبا والولايات المتحدة، بدءا من ارتفاع أسعار الطاقة.
اقرأ أيضا: تنديد دولي واسع بغزو أوكرانيا.. وحزمة عقوبات جديدة ضد موسكو
وترى الصحيفة أنه من المهم الحفاظ على العصا والجزرة لردع روسيا. وربما شملت العقوبات اعتبار بوتين وجنرالاته مجرمي حرب وإصدار بلاغات للقبض عليهم حالة غادروا روسيا. ويمكن إضافة عدد من المصارف إلى قائمة العقوبات، وكذا حرمان روسيا من التكنولوجيا التي تحتاجها.
وستؤثر العقوبات على الغرب، وبخاصة ألمانيا، وسترد روسيا على العقوبات من خلال هجمات إلكترونية أو هز سوق الطاقة العالمي، ويجب قياس الثمن مع خطورة ما ارتكبته روسيا. وسيناقش المؤرخون والمحللون ولأمد طويل فيما إن كانت تظلمات بوتين صحيحة، وإن كانت الولايات المتحدة -والناتو- قد مارست لعبة متغطرسة عندما قررت توسيع الحلف، وإن كانت هذه الخطوات مست بالأمن الروسي.
وسيطرح نقاش أوسع حول ما يمكن لبايدن وحلفائه الغربيين عمله لتخفيف قلق بوتين. لكن الهجوم غير مبرر على بلد ضعيف. وللجواب عن سؤال بايدن الحزين، لم يعط أحد بوتين الحق للاستيلاء على أراضي بلد أو تقرير مصير جاره. وسيكون ثمن هذه الحرب رهيبا على أوكرانيا ومؤلما للغرب، وسيكلف روسيا ثمنا باهظا ويوقف التقدم. ويتحمل بوتين المسؤولية عن كل هذا.
مجلة: بوتين يحاول تكرار ما فعله صدام حسين بالكويت
NYT: هذه حرب بوتين.. ومواقف أمريكا والناتو ليست بريئة
ذي أتلانتك: بوتين يسعى لدفن الماضي وتشكيل الحاضر