نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي يوجين روبنسون، انتقد فيه بشدة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وقال في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن وجه جونسون، وهويته الحقيقية، بأنه "المهرج بوجو" (وهو قاتل أمريكي متسلسل كان يتنكر بشكل مهرج).
وأكد تقرير رسمي صدر الاثنين، أنه بينما تم تقييد البريطانيين بقيود صارمة في مواجهة جائحة كوفيد-19، حيث بقوا محصورين إلى حد كبير في منازلهم ومُنعوا من التجمعات الاجتماعية، كان جونسون وموظفوه في 10 داونينغ ستريت يقيمون حفلات سادتها الخمور. فمن الواضح أن جونسون يعتبر أن القواعد للمغفلين، وفق تعبير كاتب المقال.
وقال التقرير الذي أعدته الموظفة الحكومية الكبيرة، سو غراي: "على خلفية الوباء، عندما طلبت الحكومة من المواطنين قبول قيود كبيرة على حياتهم، فإنه يصعب تبرير بعض السلوكيات المحيطة بهذه التجمعات. على الأقل، تمثل بعض التجمعات المعنية إخفاقا خطيرا في مراعاة ليس فقط المعايير العالية المتوقعة من أولئك الذين يعملون في قلب الحكومة ولكن أيضا المعايير المتوقعة من جميع المواطنين البريطانيين في ذلك الوقت".
اقرأ أيضا: جونسون يعتذر أمام البرلمان ويرفض الاستقالة من منصبه
وأدرجت غراي 16 حدثا بين أيار/ مايو 2020 ونيسان/ أبريل 2021. وأصدرت التقرير المبدئي يوم الاثنين، مع حذف معظم التفاصيل حتى لا تتدخل في تحقيق جنائي منفصل في التجمعات تجريه شرطة العاصمة في لندن.
وقال المقال إن الفضيحة، التي يطلق عليها حتما "بارتيغيت"، ستكون محرجة للغاية لجونسون -لو كان أقل تهريجا وأكثر قابلية للإحراج. وقال للبرلمان بعد وقت قصير من نشر التقرير: "أولا، أريد أن أقول 'آسف'"، لكنه قاوم بتحد دعوات إلى الاستقالة، سبق أن وصلت داخل حزبه المحافظ.
وليصبح رئيسا للوزراء، فقد طعن جونسون بسلفه رئيسة الوزراء المحافظة، تيريزا ماي، في ظهرها، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفق المقال.
وفي مجلس العموم، كان عليها رد الجميل، وقالت لجونسون إنه إما أنه "لم يقرأ القواعد، أو لم يفهم ما تعنيه ولم يفهم الآخرون من حوله، أو أنهم لا يعتقدون أن القواعد تنطبق على رقم 10. أي من ذلك هو الصحيح؟".
وكان جونسون قد نفى لأسابيع أن أي قواعد للوباء قد تم كسرها، وطمأن البرلمان بشكل قاطع في وقت ما بأنه لم تتم إقامة أي حفلات في داونينغ ستريت في يوم محدد هو 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، إلا أنه اعترف لاحقا، وقدم اعتذارا أمام البرلمان.
وطالب كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض باستقالة جونسون. لكنه لن يفعل ذلك بالطبع. وأشار ستارمر، إلى جونسون بأنه "رجل يخلو من الحياء".
في الواقع، هذه قراءة عادلة لسجله. فقد بدأ حياته المهنية كصحفي وفصلته صحيفة التايمز اللندنية بسبب اختلاقه اقتباسا. ولم يكن هدفه كمراسل إخبار القراء بالحقيقة، بل أن يجعل نفسه نجما، بحسب كاتب المقال.
وقال روبنسون: "قد فعل جونسون ذلك من خلال اللعب على عواطف "إنجلترا الصغيرة" من أولئك المشككين في أهمية عضوية الاتحاد الأوروبي. بحلول الوقت الذي تنهار فيه إحدى قصصه تحت المجهر، مثل ادعائه السخيف حول مخطط لهدم مقر الاتحاد الأوروبي. وقد يكون قد بدأ بحبك قصته الكاذبة التالية".
وبصفته عمدة لندن، ارتدى شخصية المهرج المحبوب والمعزز -الشعر الأشعث المتعمد والابتسامة الجاهزة دائما. وعندما رأى، في البرلمان، فرصة لاستخدام مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كموصل إلى السلطة، استولى عليها.
اقرأ أيضا: الغارديان: تقرير غراي حول "حفلات جونسون" لا معنى له
وبينما كانت ماي المحاصرة تبذل قصارى جهدها للتفاوض على رحيل بريطاني منظم من الاتحاد الأوروبي، جعل جونسون حياتها بائسة، ووضعها في نهاية المطاف في موقف لا يمكن الدفاع عنه.
وأضاف أن جونسون "حصل على ما يريد -أصبح رئيسا للوزراء- ونجح في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. والبريطانيون لم يروا أيا من الفوائد الموعودة، قد طمسها الأداء غير المنتظم لحكومته في مكافحة الوباء. وهو ما تجاوزته الآن فضيحة بارتيغيت".
وختم بالقول: "نجح جونسون دائما في البقاء متقدما على القانون. يمكنه الاستمرار في الهروب من الحقائق، ولكن يبدو أنه لم يتبق له مكان للاختباء".
أفغان يعلقون على فضيحة جونسون: "الحيوانات لها قيمة أكبر منا"
أتلانتك: على جونسون تذكر أن مصلحة بلاده تدعوه للرحيل
الغارديان: تواطؤ جونسون بحرب اليمن أسوأ من فضيحة الحفلات