يؤكد تقرير لمعهد واشنطن، أن
سوريا ستبقى ساحة حرب في المستقبل القريب؛ لأن
أي جهة لا تتمتع بالقوة الكافية لتحقيق انتصار شامل، ولأن نظام الأسد أفسد العملية
الدبلوماسية.
ويسلط التقرير الضوء على منطقة شمال شرق سوريا ومستقبلها في ظل الأوضاع
الحالية، وعدم حسم الأمور في كامل سوريا.
ورغم ما يبدو أنه جنوح نحو تقسيم وحدة سوريا، إلا أن معدي التقرير يتناولون الإجراءات
الإنسانية والتجارية والأمنية اللازمة لتحقيق الاستقرار في شمال شرق البلاد، ومنع تنظيم
الدولة ونظام الأسد من بسط نفوذهما هناك.
تقول جينيفر كافاريلا، وهي زميلة لشؤون الأمن القومي في "معهد دراسة الحرب"، وزميلة زائرة في "معهد الأمن القومي" بـ "جامعة جورج ميسون؛ إنه ليست
هناك طريقة مباشرة لحل النزاع في سوريا، مما يترك المنطقة في حالة عدم يقين كبيرة بشأن
مستقبلها الاقتصادي.
وتؤكد كافاريلا أن مسألة اختيار واشنطن لشركائها هناك هو مسألة أساسية.
وتزعم كافاريلا أن ما يقرب من 900 عسكري أمريكي في سوريا إنجازات رائعة في
الأراضي التي يعملون فيها، من بينها الضغط المستمر على فلول تنظيم الدولة في الشرق.
لذلك؛ فهي تعتقد أن مسألة الانسحاب الأمريكي من هناك ضارة جدا، حيث إن "قوات
سوريا الديمقراطية" تواجه ضغوطا شديدة، وهي لن تتمكّن من مواصلة ما تفعله في
حال انسحاب الولايات المتحدة.
وتقترح كافاريلا توفير المزيد من الوجود المدني الأمريكي وليس فقط العسكري.
في المقابل، تقترح كافاريلا اللجوء إلى تركيا في حالة العجز عن الحفاظ على
الآلية الدولية العابرة للحدود لتقديم المساعدات للمنطقة.
من جهته، يعتقد ساشا غوش-سيمينوف وهو المدير التنفيذي لشركة "People Demand Change Inc" التي تركز على مراقبة وتقييم المساعدات الإنسانية
وبرامج التنمية في الشرق الأوسط، أن الحرب تسببت بتراجع كبير في الروابط التقليدية
بين المراكز الاقتصادية المحلية.
ويقول ساشا؛ إن الطرق المتاحة للتجارة تميل إلى المرور عبر مناطق ريفية ذات
كثافة سكانية منخفضة، حيث يمكن لتنظيم الدولة وقوات نظام الأسد استغلال المسافرين.
وغالبا ما يؤدي هذا التدخل إلى إعاقة تقديم الخدمات، مما يؤدي بدوره إلى حالة استياء.
ويرى ساشا أن "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" شهدت تغييرات
هيكلية جذرية، حيث انتقلت من الكانتونات لتصبح تنظيما على غرار المحافظات. ودأبت السلطات
على دمج الأراضي بشكل انتقائي، مستندة في قراراتها إلى ظروف مختلفة. وقد نشأ نسيج
ترابطي مهم بين الرقة وكوباني والحسكة، لكن حلول الوسط السياسية أدت إلى مزيد من الاستقلال
الذاتي لدير الزور.
ومن جانب الأمم المتحدة، برز الكثير من الشركاء لمواجهة الأزمة الإنسانية
الحادة، يقول ساشا. لكن جائحة فيروس كورونا لا تزال تسبب مشاكل كبيرة.
ويتفق ساشا مع كافاريلا بشأن أهمية الوجود الأمريكي في المنطقة، ويقول
إنه أجل تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار على نطاق أوسع، لأنه من الضروري توفير الحماية للقوات
الأمريكية. لذلك تتمتع واشنطن بميزة التحكم بتوقيت هذه العملية. على سبيل المثال، إذا
التزمت بإبقاء قواتها العسكرية في المنطقة لمدة خمس سنوات، فحينئذٍ ستضطر الجهات
الفاعلة كافة إلى العمل ضمن هذه الحسابات وقد تلتزم بعضها باستثمارات ملموسة ردا على
ذلك. وبالمثل، يمكن للوكالات الأمريكية الالتزام داخليا بأنواع محددة من البرامج تمتد
على مدى خمس سنوات.