تيار يزداد تمددا وانتشارا في الفراغات الموجودة بين سلطة عسكرية مستبدة فاشلة ومعارضة قدمت ما استطاعت وفق ظروفها وإمكاناتها وطرق تفكيرها ونمط إدارتها، وكليهما وصل إلى طريق مسدود.
فالسلطة لا تملك إلا إدارة عشوائية لمعاش الناس وثروات الوطن ما يهدد المواطن والوطن، والمعارضة نفد رصيدها الإبداعي والابتكاري للخروج من النفق المظلم التي دخلت فيه نتاج أفكارها وممارساتها وتعاطيها مع ثورة يناير وتوابعها. السلطة تتفنن في الإهدار والتبديد، والمعارضة ليس لديها إلا إعادة التدوير دون جديد.
تيار وطني جديد يحرك الماء الراكد ويغير قواعد اللعبة السياسية بين السلطة والمعارضة، لتكون الشراكة بديلا للضيافة والاستضافة.
تيار وطني شامل، لكل ألوان الطيف السياسي ولتبقى المرجعيات في نطاق حقوق التعبير والتفكير والاعتقاد.
تيار متكامل جامع، يسعى لتمكين المجتمع من حقوقه الدستورية والإنسانية والحياة بصورة حضارية تليق به وبإنسانيته، ولا يسعى للتمكن من المجتمع ليسيّره وفقا لرؤيته.
تيار يتوافق مع مكوناته حول منظومات القيم المجتمعية التي تؤسس لبناء مجتمعي وحضاري يمكّن الإنسان من ممارسة حقوقه ويقوم بواجباته.
تيار يؤمن بحقوق الناس في التعبير والتفكير والممارسة، دون وصاية أو توجيه، سوى منظومات القيم التي تعتمدها المجتمعات كأسس الحياة والحركة والعلاقات.
تيار ينطلق من احتياجات الواقع ليحقق طموحات المستقبل، معتبرا تاريخ ورصيد من سبقوه ومن يعاصروه.
تيار عام وليس تنظيما خاصا، وإن كان من الطبيعي أن يفرز منصات متعددة تعبر عن احتياجات الحاضر وطموحات المستقبل وتنتج مشروعا وطنيا جديدا.
تيار يعتبر دين الناس أحد مكونات الشخصية الإنسانية والعلاقات المجتمعية، ولا يعتبر الدين هو المكون الوحيد للحياة، ولا يعمد على إخراج الدين من الحياة.
تيار يرى أن تغيير السلطة أو إصلاحها وتنوير الشعب وتطويره وجهان لعملة واحدة، وأن كليهما مرتبط بالآخر.
تيار يؤمن أن منظومة القيم الشخصية في العلم والعمل والعلاقات والممارسات بحاجة لإعادة نظر وترتيب وتطوير.
تيار يستوعب الجميع ويؤمن بحقوقه فيحميها ولا يفرط فيها، ويؤمن بحقوق الآخرين فيدعمها ويبقيها.
تيار يعتمد العلمية والمنهجية في التفكير والتدبير وتقدير المواقف وإدارة المشاهد، ولا يغامر بحياة الناس ومصالحهم.
تيار تغلب عليه شبابية التكوين وثورية التفكير وحضارية الممارسة والسلوك، ويكون حاضنة شعبية واعية وراقية لكل دعاة التغيير والتطوير أشخاصا وكيانات.
تيار وجد فعليا في بدايات سبعينيات القرن الماضي في الجامعات بين الطلاب والمصانع والشركات، بين العمال وبين القليل من النخبة الفكرية والسياسية على خلفية هزيمة العام 67 وتوابعها، لكنه أصبح شلالا هادرا خلال أقل من عقد واحد؛ أفرز الصحوة الإسلامية في مصر وبلدان المنطقة، لكنها صحوة لم تنضج ولم ترشد، فكان منها الخير كل الخير في جماعات الاعتدال والوسطية والبناء والخدمة، أيضا كان منها الشر كل الشر في جماعات العنف والتشدد والغلو والتكفير والتدمير.
العسكر وثورة يناير.. قراءة جديدة لمشهد قديم
10 سنوات على يناير.. المكاسب المنسية