قال جنرال إسرائيلي إن "ردود
الفعل الإسرائيلية الإيجابية على الاتفاق مع الإمارات تشير إلى أننا أمام نقطة
تحول تاريخية في الصراع مع الفلسطينيين، ومنعطف استراتيجي في علاقات إسرائيل مع
العالم العربي".
وأضاف يوسي كوبرفاسر في مقاله على
المعهد المقدسي للشؤون العامة، ترجمته "عربي21"، أن "اتفاق إسرائيل
مع الإمارات يختلف عن نظرائه مع مصر والأردن والفلسطينيين، حيث أقامت معهم إسرائيل
علاقات باردة، بهدف انتزاع فوائد عملية منها، ولكن بفضل هذه الخطوة مع الإمارات،
تخطو إسرائيل خطوة كبيرة نحو أحد أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى، وهو الاندماج
في المنطقة".
وأشار كوبرفاسر، الرئيس الأسبق لشعبة
الأبحاث في الاستخبارات العسكرية-أمان، إلى أنها "المرة الأولى التي تقيم فيها
إسرائيل علاقات طبيعية مع دولة بارزة في المعسكر البراغماتي، بما يعكس الحيوية
التي تعلقها عناصر هذا المعسكر على العلاقات معها، والأهم أن الاتفاق أضر بشدة
بقدرة الفلسطينيين على ممارسة الضغط على إسرائيل للعودة لحدود 67".
وأوضح كوبرفاسر، المدير العام لوزارة
الشؤون الاستراتيجية، أن "الإماراتيين يخافون من فوز الديمقراطيين في
الانتخابات الأمريكية، ولذلك فهم بحاجة للاتكاء على إسرائيل التي يعتبرونها دولة
قوية تتجرأ على العمل ضد المتطرفين، كما أن دعم إدارة ترامب، سواء بتأجيل خطة
الضم، أو بيع أسلحة متطورة للإمارات، شجع أبو ظبي على السماح بالاختراق
الإسرائيلي، من أجل اغتنام الفرصة لإبقاء ترامب رئيسا، وزيادة فرص إعادة
انتخابه".
اقرأ أيضا: حماس تعلق على إلغاء الإمارات لقانون مقاطعة الاحتلال
وتوقع أن "الاتفاق مع الإمارات
سيؤدي لإقناع دول أخرى في المعسكر البراغماتي بإقامة علاقات طبيعية كاملة أو جزئية
مع إسرائيل حتى خلال فترة رئاسة ترامب الحالية، فالاتفاق السعودي بشأن الرحلات
الجوية المباشرة بين إسرائيل والإمارات على أراضيها مثال على التطبيع الجزئي
للعلاقات، ما يعني أن الفلسطينيين فقدوا إحدى أدوات نفوذهم الرئيسية، بمنع التطبيع
المعلن بين إسرائيل والدول العربية".
وزعم أن "اتفاق الإمارات آكل قدرة
حق النقض الفلسطيني بمنع حصول تغييرات بالمواقف العربية دون موافقتهم، رغم توفر
عدد من الأدوات المتبقية لديهم، مثل بعض دوائر الحزب الديمقراطي الأمريكي، والدعم
الأوروبي، والمعسكر الراديكالي في إيران وتركيا وقطر، دون إغفال حقيقة أن المعسكر
البراغماتي الربي لم يعد يعتبر نفسه معتمداً على الفلسطينيين عندما يعتني بمصالحه
الحيوية، ويضع قضيتهم بمرتبة منخفضة".
وأشار إلى أن "البراغماتيين سيحاولون
الاستفادة من التطبيع مع إسرائيل لتحصيل أسلحة متطورة من الولايات المتحدة،
ويتوقعون ألا تصمم إسرائيل بشكل مفرط على منعها، رغم معارضتها المعروفة لمبيعات
الأسلحة التي قد تعرض تفوقها العسكري النوعي للخطر، مع توفر المساعدة الإسرائيلية
الناعمة في مسائل الاستخبارات والاستشارات والتكنولوجيا العسكرية لتحسين أدائهم في
ساحات المواجهة مع خصومهم الداخليين".
وأكد أن "الساحة الرئيسية التي
يتبنى فيها البراغماتيون وجهات نظر من إسرائيل بعد اتفاق الإمارات هي التعامل مع
إيران، ووقف سعيها للهيمنة الإقليمية، وامتلاك أسلحة نووية، ويتوقعون أن تقنع
إسرائيل الولايات المتحدة بمواجهة إيران، خاصة إذا فاز بايدن في الانتخابات
المقبلة".
وأوضح أن "المثير للاهتمام في
اتفاق الإمارات يتعلق بمزاياه الاستراتيجية، وما إذا كان يبرر الثمن الذي دفعته
إسرائيل لتحقيقه، بتأجيل ضم الضفة الغربية وغور الأردن، مع أن الخطة لم تكن لترى
النور دون موافقة أمريكية، وبقاء تحفظات رئيس الوزراء البديل بيني غانتس ووزير
الخارجية غابي أشكنازي، وردود الفعل السلبية من هيئات عربية ودولية، خشية الإضرار
بإسرائيل والمصالح الأمريكية، وفرص إعادة انتخاب ترامب".
وأضاف أنه "لم يكن هناك منطق ولا إمكانية
لإسرائيل لممارسة خطة الضم دون دعم أمريكي، وبالتالي تم تأجيلها، وسقطت عمليا عن
الأجندة، ولعل إحدى الطرق لإقناع إسرائيل بالتخلي عنها هو الترويج للتطبيع،
وبالتالي أصبح التخلي عنها ذريعة تمكن جميع الأطراف، ومنها الإمارات، من اتخاذ
خطوة التطبيع المهمة، بتقديمها على أنها إنجاز للفلسطينيين، أي أن إسرائيل حققت
إنجازا استراتيجيا كبيرا مقابل ثمن وهمي".
وختم بالقول إنه "كان يمكن أن
يكون تحقيق خطة الضم إنجازا استراتيجيا أكبر، لكنها تطلبت أثمانا باهظة،
وبالتالي لا يمكن تحقيقها، وفي النهاية فإن المصلحة المشتركة لنا جميعا: إسرائيل
والإمارات والولايات المتحدة، هي تحسين فرص ترامب في إعادة انتخابه رئيسا، وتعزيز
المعسكر البراغماتي في المنطقة في مواجهة خصومه الراديكاليين".
مستشرق إسرائيلي يحذر من الاندفاع في التطبيع مع العرب
يهودي بالإمارات: عاملوني كالملوك ومنحوني أسماء عائلاتهم
معاريف: الإمارات تريد الخروج من الهامش.. هل يخدمها التطبيع؟