سياسة عربية

حراك أممي لاستئناف مسار برلين.. "الأعلى الليبي" يشترط

القائمة بأعمال البعثة الأممية في ليبيا عقدت لقاء مع المشري وبحثت معه سبل استئناف الحوار- مجلس الدولة

تقود البعثة الأممية لدى ليبيا مساعي حثيثة لاستئناف الحوار السياسي المتوقف في البلاد، مدفوعة بانخفاض وتيرة الأعمال العسكرية، عقب تمكن حكومة الوفاق الليبية من طرد قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر من الغرب الليبي بالكامل.


ويستند التحرك الأممي إلى مخرجات مؤتمر برلين الذي عقد في كانون الثاني/ يناير الماضي والذي يدعو بالأساس إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتفعيل المسار السياسي.


وفي هذا السياق بحثت ستيفاني ويليامز، الرئيسة المؤقتة للبعثة الأممية، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ونائبيه، ومقرر المجلس، ورئيس لجنة حواره، سبل استئناف الحوار السياسي، وذلك بعد وقت قصير من اجتماع ويليامز بالرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون في محاولة لتنسيق جهود إحياء المسار السياسي.

 

بدوره، يتمسك المجلس الأعلى للدولة باستبعاد حفتر من أي حوار، كشرط لمشاركته في أي مفاوضات سياسية مع أطراف الصراع في البلاد.


وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، قال عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، إن المجلس لديه ثوابت عدة في ما يتعلق باستئناف الحوار، أبرزها أن الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات عام 2015 هو المرجعية لأي حوار، ورفض عسكرة الدولة.


وأضاف: "بعد العدوان على العاصمة تمسكنا بثابت آخر وهو رفض مشاركة حفتر في أي حوار وبأي شكل، وهذا الموقف يتبناه المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج".

 

وفي أكثر من مناسبة، جدد السراج رفضه الجلوس للحوار مع حفتر، ودعا إلى وقف دعمه دوليا من قبل دول عربية وأجنبية.

 

اقرأ أيضا: WP: كيف تحوّلت ليبيا إلى ساحة تنافس دولي على الزعامة؟

وشدد على أن الانتصارات الأخيرة للجيش، وسيطرته على كامل المنطقة الغربية، "تعزز موقفنا الرافض لمشاركة حفتر في أي حوار، مدعما بما تم رصده من جرائم ضد الإنسانية التي ستحول دون توليه لأي منصب فضلا عن عدم اعتباره طرفا في أي حوار".


ولفت كرموس إلى أن أساس الجلوس للحوار "يرتكز على حقن دماء الليبيين والحفاظ على مقدراتهم"، متابعا:  "إذا تهيأت الظروف لعقد حوار يشمل الأطراف السياسية والمؤسسات والنخب، بما يضمن مدنية الدولة والتداول السلمي على السلطة مع استبعاد الانقلابيين ومؤيديهم، فإن هذا سيكون نصرا يضاف إلى النصر العسكري الذي تحقق على أرض الواقع".


وبموازاة التحرك الأممي، أجريت خلال الساعات القليلة الماضية العديد من الاتصالات على مستوى القادة بين العديد من الدول بشأن التطورات في ليبيا، وسط مخاوف من تحولها إلى ساحة حرب إقليمية، مع تلويح النظام المصري بالتدخل عسكريا دعما لحليفه خليفة حفتر.


وفي أحدث اتصال، بحث ترامب مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، "سبل خفض التصعيد والتوتر"، بحسب ما أفادت به "جود ديري"، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان صادر عنها.

وكان الرئيس الأمريكي قد أجرى الاثنين اتصالين هاتفيين مماثلين مع كل من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.

 

اقرأ أيضا: حراك دولي كثيف بشأن ليبيا.. وطرابلس تحذر القاهرة

 
بدوره، بحث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التطورات في ليبيا وسوريا، والخطوات الرامية لتطوير العلاقات الثنائية.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، بأن أردوغان وميركل تناولا خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، المستجدات الأخيرة في ليبيا وسوريا، دون تفاصيل تذكر.

 

ويواصل الجيش الليبي حشد قواته تمهيدا لاستعادة مدينتي سرت والجفرة، وسط تأكيد للجهوزية التامة، وانتظار للأوامر بالتحرك.

وكان المتحدث باسم قوات "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، قد قال لـ"عربي21" في وقت سابق إن قوات الجيش تنتظر إشارة البدء للتقدم باتجاه سرت، بعدما أكملت كافة التجهيزات والتحضيرات اللازمة للعملية.


وأضاف المجعي أن الهجوم متوقع أن ينطلق في "أي لحظة"، مشيرا إلى أن الأيام القليلة القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت على كافة الأصعدة.