تستعد درعا للدخول بمرحلة عسكرية جديدة، عنوانها كما يبدو زيادة الحضور العسكري الروسي، قطعا للطريق على تمدد المليشيات الإيرانية.
وما يرجح ذلك، إعلان القيادي بـ"الفيلق الخامس" بدرعا، والقيادي السابق في فصائل المعارضة أحمد العودة، عن نيته تشكيل "جيش موحد" لضبط الأمن في المحافظة، وحمايتها وكل سوريا.
جاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها العودة قبل يومين، أثناء تشييع المقاتلين التسعة الذين قضوا قي تفجير استهدف حافلة عسكرية تابعة لـ"الفيلق الخامس" بريف درعا الشرقي، من دون أن يقدم العودة مزيدا من التفاصيل.
وتزامن حديث عودة مع تصاعد النقمة الشعبية على تنامي دور المليشيات الإيرانية في جنوب سوريا، وسط اتهامات من قبل الأهالي للمليشيات بالوقوف خلف التفجير الأخير، والاغتيالات التي تشهدها درعا، والتي غالبا ما يكون ضحاياها من المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة.
الفيلق الخامس بمواجهة إيران
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، الدكتور نصر فروان، إن الجنوب السوري بات مسرحا لتفاعلات متناقضة، ربما تقوده إلى صراع قد تمتد رقعته، فإيران تقيد الوجود العسكري والأمني الروسي وتهدد إسرائيل وتضغط على الأردن.
اقرأ أيضا: مظاهرة ضد النظام بدرعا بعد مقتل عناصر من "الفيلق الخامس"
وأضاف لـ"عربي21"، أن روسيا كانت قد تعهدت لإسرائيل بإخراج القوات الإيرانية من الجنوب السوري، لذلك أثارت التعزيزات العسكرية للميليشيات وتلك التابعة لقوات نظام الأسد بذرائع واهية منها هجوم مسلحين على حواجز للنظام، جدلا واسعا بشأن تلك الحوادث وتوقيتها وهوية الفاعل، وارتباط ذلك بأطراف الصراع المسلح (إسرائيل وإيران وروسيا) والتي تدور في مناطق مشاطرة للجولان السوري المحتل.
وأوضح، أن إيران استغلت التوترات الأخيرة لتدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، من المليشيات و"حزب الله" اللبناني، والتشكيلات العسكرية في جيش النظام الموالية لها (فرقة رابعة، وخامسة، وقوات خاصة، والمخابرات الجوية).
واعتبر أن الهدف من كل ذلك، هو تعزيز الوجود الإيراني في المنطقة وزيادة التصعيد ضد إسرائيل عملا باستراتيحية الهروب للإمام، موضحا "التحركات العسكرية الإيرانية في الجنوب السوري مرتبطة بالظروف السيئة التي تعيشها إيران على كل الأصعدة".
ورأى فروان، أن روسيا لن تسمح بهذا التحرك وغير راضية عنه، لكنها لن تواجهه بشكل مباشر، وإنما غالبا ستقوم بتكليف ذراعها في المنطقة (الفيلق الخامس) بالتصدي للوجود الإيراني بدعم لوجستي روسي وربما تغطية جوية إسرائيلية، على حد قوله.
ومضى بقوله: "بشكل عام، يعيش الجنوب السوري الآن على صفيح ساخن، وربما نشهد تطورات دراماتيكية في غاية الخطورة، نظرا لتعدد الأطراف المتصارعة الإقليمية والدولية وتشابك المصالح".
ومتفقا مع فروان، قال الناشط الإعلامي محمد عساكره، من درعا، إن إعلان العودة جاء على خلفية التفجير الذي استهدف الحافلة التي كانت تقل عناصر من الرافضين لقتال المعارضة في الشمال السوري.
وأَضاف لـ"عربي21"، "الدلائل كلها تشير إلى وقوف مليشيات إيرانية خلف التفجير، والتشكيل الجديد سيكون حكما ضد إيران ومصالحها في الجنوب السوري".
وحسب عساكره، فإن الوقت لا زال مبكرا حول الجزم بهوية التشكيل الجديد المدعوم روسيا، وقال: "لا يُعرف بعد، إن كان التشكيل سيرفع علم الثورة السورية، أو النظام السوري".
اقرأ أيضا: الفرقة الرابعة تتجهز.. هل يبدأ النظام عملا عسكريا بدرعا؟
أحمد العودة
ويُعرف العودة بأنه عرّاب اتفاق "التسوية" في الجنوب، الذي أدى إلى سيطرة النظام السوري على كامل الجنوب السوري في صيف العام 2018.
وكان العودة يقود فصيل "شباب السنة"، وبعد تنفيذ اتفاق الجنوب، وقع خيار روسيا عليه لقيادة الفيلق الخامس التابع لها في الجنوب، الذي ضم عددا كبيرا من المقاتلين السابقين في فصائل المعارضة.
ويتحدر العودة من مدينة "بصرى الشام" بريف درعا، وتربطه قرابة بالنائب السابق لرئيس "هيئة التفاوض"، خالد المحاميد.