ما زال الجيش الليبي يشن هجومه على مدينة سرت في إطار عملية "دروب النصر" التي أطلقها قبل نحو 10 أيام، دون أن يتمكن من حسم المعركة حتى الآن، بعكس ما حصل في مدن ترهونة، والساحل الغربي للبلاد مؤخرا، والتي سقطت جميعها في وقت قياسي.
وتعتبر سرت (450 كلم شرقي طرابلس) مدينة استراتيجية، كونها تقع في المنتصف بين عاصمة البلاد طرابلس وعاصمة إقليم برقة في الشرق بنغازي (ألف كلم شرقي طرابلس).
الهلال النفطي
وسيطرة الجيش الليبي على سرت يجعل الطريق أمامها مفتوحا للسيطرة على الموانئ النفطية، ومنطقة الهلال النفطي، إذ لا يبعد أقرب ميناء نفطي (السدرة) عنها سوى 150 كلم، ولعل هذا أحد أسباب صعوبة المعركة فيها، واستماتة حفتر، ومن خلفه روسيا وداعميه في القتال العنيف للحيلولة دون سقوط المدينة.
وفي هذا السياق، قال الجيش الليبي، الأحد، إن المرتزقة الروس، قاموا بزرع الألغام داخل منازل مدينة سرت لـ"عرقلة تقدم قوات الجيش".
اقرأ أيضا: "سرت الليبية" تقف خلف تأجيل وفد روسيا زيارته لتركيا.. تفاصيل
وأضاف الناطق باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة العميد الهادي دراه، في تصريح له: "مصادرنا من داخل مدينة سرت، تؤكد قيام المرتزقة الروس بزرع الألغام داخل منازل المدينة وخارجها، إضافة إلى تلغيم منطقة غربي سرت بالكامل لعرقلة تقدم قوات عملية دروب النصر".
خطوط حمر روسية
وكان نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق نقل عن مسؤولين روس قولهم خلال زيارته الأخيرة لموسكو، إن "سرت خطر أحمر لا يجب الاقتراب منه".
وكرد على وجود "خطوط حمر" روسية في سرت، أكد رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج أن المعركة متواصلة، في حين شدد آمر غرفة عمليات تحرير سرت والجفرة العميد إبراهيم بيت المال الأحد بالقول، "لا نعترف بأي خطوط حمر في تحرير المدن الليبية، وسنحرر سرت و الجفرة كونها مدنا ليبية، ولا يتحكم فيها روسيا أو غيرها".
شاهد | آمر غرفة عمليات تحرير وتأمين سرت والجفرة العميد إبراهيم بيت المال: لا نعترف بأي خطوط
من جهته، قال الخبير العسكري عادل عبد الكافي، إن "معركة سرت تعدت جغرافية المكان لتصبح صراع نفوذ بين روسيا وحلف الناتو الذي لن يسمح بوجود روسيا عسكريا في مناطق لتهديده علي البحر المتوسط".
اقرأ أيضا: "الفاغنر" يعودون إلى الواجهة.. ويفخخون المنازل في سرت
ورأى في حديث خاص لـ"عربي21 " أن مناطق سرت والجفرة كانت دائما إشكالياتها الأرض المكشوفة، والتي تحتاج إلى غطاء جوي نوعي يمهد الطريق للتقدم البري، وأن التفوق الجوي بالمظلة الصاروخية هو العنصر الأساسي للسيطرة عليها"، مشددا على أن "الغطاء الجوي أصبح متوفرا بكفاءة لاقتحامها من قبل الجيش الليبي، وأن سقوطها يعني السيطرة على الحقول النفطية والتي ستتساقط كأحجار الدومينو".
التفرغ لجبهة واحدة
وتوقع الخبير العسكري، وهو عقيد طيار سابق في الجيش الليبي، "أن تشهد معركة سرت صراعا جويا هو الأعنف منذ بدء المعارك، باعتبار أن الروس يلعبون بورقتهم الأخيرة في النقطة الفاصلة الحاسمة بسرت الجفرة".
وأكد أن المعركة في المحصلة محسومة لصالح الجيش الليبي والقوة المساندة، وذلك بعد انتقالهم لاستراتيجية التفرغ لجبهة واحدة.
وكان الجيش الليبي أحرز مؤخرا انتصارات عدة شملت تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرقي العاصمة)، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الليبي، عن إطلاق عملية "دروب النصر" لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة.
وتنازع مليشيا حفتر، منذ سنوات، الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
بعد تصاعد التحرك الروسي.. هل غيّرت أمريكا سياستها في ليبيا؟
هذه أبرز تطورات عمليات "الوفاق" ضد حفتر خلال شهرين
ما تأثير انسحاب "المرتزقة الروس" على حفتر بهذا التوقيت؟