صحافة دولية

FP: لهذا فإن المسؤول عن وباء كورونا هو رئيس الصين وحزبه

فورين بوليسي: يجب محاسبة رئيس الصين وحزبه الشيوعي لانتشار وباء كورونا- جيتي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا لأستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج تاون، بول ميلر، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار أكثر من مرة إلى "الفيروس الصيني" عندما تحدث عن جائحة كورونا

 

ويشير ميلر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "العديد من منتقديه يصرون على أن ذلك عنصري، مرددين بذلك الخطاب الصيني الرسمي، وغيرهم، مثل السيناتورة كيلي لوفلري، يقولون يجب علينا ألا نسيس الأزمة بتوجيه اللوم لجهة ما، لكن علينا التركيز على التعاون معا في حربنا المشتركة ضد مرض عالمي لا يميز بين الناس ولا يعرف الحدود".

 

ويعلق الكاتب قائلا، إن "هذا كلام فارغ، فالأزمة في أصلها سياسية لأنها كانت جزئيا بسبب سياسيين فاشلين وشريرين وفاسدين، فإهمال البعد السياسي لفيروس كورونا هو طريقة ممتازة لضمان وقوعه مرة أخرى، وإن كنا لا نريد جائحة أخرى يجب علينا أن نحاسب السياسيين المسؤولين عن جعله أسوأ، وأهمهم رئيس الصين شي جين بينغ، فهو لم يصنع فيروس كورونا، لكن أخطاء حكومته مسؤولة بشكل مباشر عن تفشيه في العالم دون أي سيطرة، بكل ما حمل ذلك من تداعيات للشعوب والاقتصاد في أنحاء العالم".

 

ويرى ميلر أن "الجوائح العالمية ليست قوة عمياء للطبيعة مستقلة عن الدور البشري، إنها فشل في الحكم ويمكن مقارنتها مع المجاعات، فيقول الاختصاصي الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل، أمارتيا سن في كتابه Development as Freedom إن المجاعات تحدث بشكل مبدئي ليس بسبب غياب الغذاء، لكن بسبب غياب المعلومات عن الغذاء، مضافة إليه مشكلة نقله، فهناك من ناحية نظرية ما يكفي من الطعام على هذا الكوكب ليطعم كل من يعيش عليه، فإن كنت تعرف أين هو الغذاء وأين يعيش الجائعون وتمكنت من إيصال أحدهما إلى الآخر، لن يموت الناس جوعا، وذلك هو سبب عدم وجود مجاعات في ديمقراطيات السوق الحرة التي تسمح بحرية تدفق المعلومات".

 

ويجد الكاتب أنه "بموجب المنطق ذاته، فإنه لا تقع جائحة عالمية كل مرة يتم فيها اكتشاف مسبب جديد للمرض، ويحدث هذا عند غياب المعلومات الدقيقة عن مسبب المرض، وفشل الخدمات العامة الأساسية، وفي هذه الحالة، فشل تنظيم الأغذية والأسواق لمنع نقل مسببات الأمراض، والفشل في وقف المواصلات والسيطرة على التحرك عندما انتشر، وعندما تقوم السلطات بتنظيم الصحة العامة، وتشارك المعلومات حول مسبب المرض، وتتعاون للسيطرة على حركته، يتم احتواء الأمراض وتصبح الجوائح غير محتملة الحدوث". 

 

ويبين ميلر أن "هذه مشكلات في الحكم وليست في العلم، وعلى الحكومات أن تتصرف بصفتها مسؤولة عن الصحة العامة، ويجب عليها أن ترحب بالشفافية، وتكون مستعدة لمشاركة المعلومات (حتى عن فشلها وجهلها)، وتأمر هياكلها البيروقراطية بالتعاون معا، ومع منظمات الصحة الدولية، ومع الدول الأجنبية، والحكم الجيد يتجاوب مع مطالب الشعب ويكافئ التدفق الحر للمعلومات، بما في ذلك الأخبار السيئة، ويكافئ التعاون لأجل الصالح العام، حتى عندما يتعارض ذلك مع المصالح الشخصية الضيقة للبيروقراطية، والحكم السيئ يفعل العكس".

 

ويقول الكاتب: "ليس غريبا ألا تحب الحكومات الديكتاتورية، مثل حكومة الصين، أن تشارك المعلومات حول جهلها، ولا تحب التعاون مع حكومات أخرى، وكما حاججت دانيالا بليتكا مؤخرا، فإن (همَّ "شي جين بينغ" الرئيسي، لم يكن الأرواح المهددة ولا احتواء الفيروس، لكن سمعة الدولة وسمعته وموقع (الصين) في سلسلة الإمداد العالمي وقبضته على السلطة)، وبالمقارنة، فإن (الحكام الديمقراطيين لا يخشون المعلومات ولذلك يستطيعون الحكم على فعالية جهودهم، ويمكنهم تعديلها، ويمكنهم التجاوب مع تدفق الأخبار بطريقة تحقق أفضل نتائج في إنقاذ الأرواح)، وقامت بليتكا وغيرها بتسجيل كيف كذب الزعماء الصينيون وحاولوا تغطية ظهور فيروس كورونا في كانون الأول/ ديسمبر وفي كانون الثاني/ يناير لئلا يقعوا في الإحراج".

 

ويستدرك ميلر بأن "المشكلة أعمق من ذلك؛ لأن الحكومة الصينية غير مسؤولة أمام شعبها، ولم تقلق أبدا في مراقبة سلامة ونظافة الأغذية وأسواق الأغذية بشكل فعال، وهو ما بدأت به أمريكا والديمقراطيات المتطورة بسبب ضغط العامة والإعلام منذ قرن، ولا يواجه صناع القرار الصيني الناخبين، وهذا هو السبب مثلا بأنه لم تكن هناك إصلاحات مهمة ولا مساءلة بعد فضيحة 2008 عندما مرض عشرات آلاف الرضع، واحتاجوا الذهاب إلى المستشفى بسبب إرضاعهم حليبا ملوثا". 

 

ويقول الكاتب: "ببساطة، فإن الحكومة الصينية لا تبالي بالشعب الصيني، ولذلك فهي تهمل الأسواق، حيث الأغذية قذرة وتحمل الأمراض (وليس بسبب مشكلات في الثقافة الصينية، بالرغم مما يعتقد السيناتور جون كورنيم)، وتلك الأسواق قتلت الآن آلاف المواطنين الصينيين، بالإضافة إلى أنه تبين أنها تشكل أكبر تهديد للأمن القومي والاقتصاد الأمريكي وغيره من الدول في 2020، ومن الواضح أن الحكومة الصينية كذبت متعمدة في أواخر عام 2019 وهو ما أدى بشكل مباشر إلى خلق جائحة عالمية، ووفاة آلاف الأشخاص، وانهيار اقتصادي على مستوى العالم، وهم يستحقون اللوم والمحاسبة على ذلك".

 

ويستدرك ميلر بأن "سجل الحكومة الصينية في الأزمة الأخيرة لا يمثل سوى قمة جبل الجليد، فالحكومة ذاتها مسؤولة عن الإبادة الجماعية ضد شعب الإيغور، وانتهاك القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي، وسرقة الملكيات الفكرية بالجملة، والتجسس السايبري على أمريكا وحلفائها، وأسوأ سجل كان في تلويث البيئة في العالم، واختراع الدولة الشمولية القائمة على المراقبة باستخدام التكنولوجيا". 

 

ويقول الكاتب، "إنها الحكومة الصينية، وليست الأسواق الرطبة، هي أكثر مؤسسات العالم مرضا وفسادا، وهي أقوى مؤسسة في العالم تعارض كل يوم حرية الإنسان وكرامة الإنسان وازدهاره، فهل كان مفاجئا أن تساعد على وقوع أزمة عالمية ستقتل الآلاف، وتتسبب بمرض الملايين وتفقر البلايين؟".

 

ويجد ميلر أنه "بغض النظر عن تسمية الفيروس (أنا أميل لتسميته بعد الحزب الشيوعي الصيني وإطلاق اسم (CCP virus) عليه)، فلوم الصين ليس هو الذي يسيس جائحة كوفيد-19، لأن الجائحة هي سياسية، والبعد السياسي لهذه الأزمة يعني أن علينا السعي للمحاسبة لمنع تكررها، والمحاسبة تعني توجيه اللوم إلى من يستحقه".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "مع أن صناع القرار الأمريكيين أساؤوا التعامل وفاقموا من الأزمة نتيجة لذلك، -خاصة من خلال بيانات ترامب المتكررة والكاذبة والتباطؤ-، إلا أن الحكومة الصينية هي المسؤولة بشكل مباشر أكثر لفشلها الذي تسبب الآن بمعاناة لا يمكن وصفها، وانهيار اقتصادي على مستوى العالم، فكذبها وفشلها يجب أن يدفعا السياسيين وصناع القرار وأصحاب الأعمال في أنحاء العالم لإعادة النظر في استعدادهم للتعامل أو التجارة مع الصين، حتى تثبت أنها لاعب عالمي مسؤول". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)