صحافة دولية

واشنطن بوست: تبرئة ترامب لا توقف الكونغرس عن محاسبته

واشنطن بوست: يجب ألا يسمح لرئيس بمحاولة استخدام سلطاته لتقويض الديمقراطية- جيتي

علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "لم تنته بعد ويجب على الكونغرس محاسبة ترامب"، على قرار مجلس الشيوخ تبرئة الرئيس دونالد ترامب من تهم إساءة استخدام السلطة، وإعاقة عمل الكونغرس فيما يتعلق بالفضيحة الأوكرانية. 

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا الأربعاء لتبرئة ترامب من التهم الموجهة إليه، ادعوا بأن الرئيس تأدب من خلال المحاكمة التي قام بها مجلس النواب له. 

 

وتعلق الصحيفة قائلة: "لكننا نشك في ذلك، فلو كانوا يعرفون أكثر لعلموا أن ترامب لم يعبر فقط وبوقاحة عن عدم توبته عن محاولة ابتزاز أوكرانيا لمساعدته في حملته الانتخابية، بل إنه سيتعامل مع قرار مجلس الشيوخ على أنه تأكيد ورخصة لأعمال غير مناسبة، ما يجعل من المفروض على أعضاء الكونغرس المسؤولين، الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، عمل ما يمكنهم لحماية نزاهة انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، وكذلك الدستور".

 

وتشير الافتتاحية إلى أن "الخطوة الأولى لعمل هذا هي من خلال التوصل إلى اتفاق توافقي في مجلس الشيوخ لا يعمل على عزل الرئيس فقط، بل يتحدى الأعضاء الجمهوريين الذين ناقشوا بأن ليس فيما قام به خرق للدستور أو كرامة منصب الرئاسة، ولو فعلوا وصوتوا فإن هذا سيكون رادعا له عن القيام بأعمال أخرى، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن هناك سببا يدعو الناخب الأمريكي للنظر في إعادة انتخابهم هذا العام".

 

وترى الصحيفة أن "قرارا بإجماع الحزبين سيكون كافيا لردع الرئيس عن القول إن (لا شيء خاطئا فيما عمله) وبأن الاتهامات التي وجهت إليه كانت (زائفة)، وفي مجلس النواب قام النواب بالتحقيق في أفعال ترامب في أوكرانيا، الذي يجب أن يستمر، فهناك الكثير لم يتم الكشف عنه، بما في ذلك حصوله على خدمات من الحكومة السابقة في الفترة ما بين 2017- 2018، وقد يكون من صالح العامة الاستماع عن محاولات البيت الأبيض الضغط على الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي". 

 

وتلفت الافتتاحية إلى أن مجلس النواب طالب المستشار السابق للأمن القومي، جون بولتون، بتقديم شهادة مع وثائق تتعلق بتعليق الدعم الأمريكي عن الحكومة الأوكرانية، و"لو اقتضى الأمر معارك في المحكمة للحصول على هذه الوثائق فإنه يجب خوضها". 

 

وتجد الصحيفة أن "من المهم أن يمارس الكونغرس سلطته الرقابية على الفرع التنفيذي في الحكم، وإلا فسيرفض ترامب التعاون مع الكونغرس فيما تبقى له من فترة في الحكم، أي تحييد الفرع الرقابي المساوي للتنفيذي في الحكم، ويجب على المشرعين والإعلام والمسؤولين الوطنيين أن يكونوا على يقظة تامة من محاولات ترامب تخريب الديمقراطية، فقد دعا ترامب أوكرانيا والصين علنا للتحقيق في نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن، وقال إنه سيقبل أي معلومات عنه". 

 

وتقول الافتتاحية: "لا شيء يمنعنا من التفكير بأن روسيا والسعودية، اللتين فضلتا فوزه، قد تحاولان مرة ثانية مساعدته على الفوز كما في عام 2016، ولو ظهرت معلومات عن تدخل كهذا فيجب ألا يتردد الكونغرس في التحقيق". 

 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "أنصار الرئيس يشيرون إلى أن محاكمته ارتدت عكسا على من اتهموه، وأنها زادت من فرص فوزه، ولو كان هذا صحيحا فيجب ألا يكون ذلك حاجزا للكونغرس عن التحقيق، فالدرس من القضية الأوكرانية هو أنه يجب ألا يسمح لرئيس بمحاولة استخدام سلطاته لتقويض الديمقراطية".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)