صحافة إسرائيلية

تقدير: إيران تسابق الزمن بين إنتاج "النووي وسقوط النظام"

خامنئي إيران- وكالة فارس

قال كاتب إسرائيلي إن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن إيران تسابق الزمن نحو أمرين متناقضين: إما إنتاج القنبلة النووية، أو إسقاط النظام فيها؛ لأنه في حال نجحت بإنتاج القنبلة، فإن ذلك سيمنحها قبلة الحياة، ويعمل على الحفاظ على النظام، ومن شأنه تغيير المشهد الاستراتيجي العام في الشرق الأوسط". 


وأضاف بن كاسبيت في مقاله على موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21"، أن "التطورات الميدانية في المنطقة باتت متلاحقة، مفاجأة تتلوها مفاجأة، بالتزامن مع أن صناع القرار في تل أبيب ليسوا جديين كما كانوا في السابق، حتى أن العام المنصرم حفل بجملة مفاجآت كبيرة، وجاءت نهايته محمولة بالمفاجأة الأكبر من خلال الاغتيال الأمريكي لقاسم سليماني، الذي وقف خلف التمدد الإيراني في المنطقة بأسرها". 

 

وأكد كاسبيت، الصحفي الإسرائيلي ومذيع البرامج السياسية، أنه "فيما فاجأ الإيرانيون الأمريكان والسعوديين والإسرائيليين بمهاجمة منشآت النفط السعودية في أرامكو، وإسقاط الطائرة الأمريكية من دون طيار، فقد جاءت المفاجأة الأمريكية بنفس الوزن والحجم والثقل باغتيال سليماني، الذي أصاب الإيرانيين في صدمة لم يستفيقوا منها حتى الآن، ما سيجعل العام الجديد 2020 مليئا بمفاجآت لا أحد يعلمها حتى الآن".

 

وأوضح أن "التقدير الاستخباري العسكري الإسرائيلي السنوي، الذي صدر في الساعات الأخيرة، توقع أن العام الجاري سيشهد امتلاك إيران كميات إضافية من اليورانيوم المخصب، ما يوفر لها إنتاج قنبلة نووية واحدة، وهو ما سيدفع إيران لأن تواصل الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي، ما سيقضي عليه في النهاية؛ لأن الأوروبيين قد ينسحبون منه، ما قد يدفع إيران لمسابقة الزمن للإسراع في إنتاج تلك القنبلة".

 

وأشار كاسبيت، الذي يكتب في عدد من الصحف والمواقع الإسرائيلية، إلى أن "السؤال الإسرائيلي الذي لا تتوفر له إجابة هو: ماذا ستفعل إسرائيل في حال قامت إيران بخطة سرية تمكنها من تركيب رأس نووي في نهاية العام على صاروخ، ما سيعمل على تحويلها بين يوم وليلة إلى دولة نووية ذات حصانة؟".

 

وأضاف أن "هذا السؤال سيدفع جهاز الموساد للعمل بصورة مكثفة لتعقب أي جهود إيرانية في هذا المضمار، كما تم الكشف قبل عامين عن أرشيفها النووي في أبريل 2018، مع أنه رغم وجود هذا الخطر فإن هناك فرصة أمل وتفاؤل إسرائيلية تتمثل في الوضع الداخلي للنظام الإيراني، الذي ما زال يمتلك من أدوات السيطرة والنفوذ الشيء الكثير". 

 

وأشار إلى أن "الاستخبارات الإسرائيلية باتت تعتقد أن حالة الاستقرار داخل إيران آخذة في التزعزع، وهي تتراجع مع مرور الوقت، والتذمر الداخلي ماض في تناميه، ووجدنا مؤشراته تتصاعد منذ الأسبوع الماضي في المظاهرات الشعبية الواسعة في المدن الإيرانية، ولم تعد مقتصرة على مطالب اقتصادية اجتماعية معيشية، وإنما تطالب بإسقاط النظام كله عن بكرة أبيه، وترديد هتافات "الموت لخامنئي، والموت للدكتاتور". 

 

وأوضح أن "جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" لا يعلم بدقة مكان وزمان سقوط النظام الإيراني في حال خرجت الجموع الإيرانية بكثافة إلى الشوارع، ودخلت في مواجهات عارمة مع قوات الباسيج وباقي أجهزة الأمن المكلفة بحماية النظام، لكن بغض النظر عن الموعد المتوقع فإن العنوان بات مكتوبا على الجدار، وهو أن حصانة النظام الإيراني من التفكك الداخلي لم تعد محكمة كما كانت في السابق". 

 

وختم بالقول إن "كل هذه التطورات الإيرانية ستجعل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن إيران تخوض سباقا مع الزمن بين إنتاج القنبلة النووية من جهة، وسقوط النظام الإيراني من جهة أخرى، وأيهما يسبق الآخر".