مقالات مختارة

ترامب.. ومنطق «الدفاع المشترك»

1300x600

يوم الاثنين الماضي، دافع «الجمهوريون» في مجلس النواب عن الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بالتحقيق بشأن العزل، ووصفوا علامته التجارية للعلاقات الدولية بأنها «نهج في الدبلوماسية يعطي الأولوية لمصالح الشعب الأمريكي الواسع، وليس نخبة واشنطن فقط».
وفي يوم الثلاثاء الماضي ومن خلال عدة تفاعلات امتدت لأكثر من ساعتين، ألقى ترامب بالناتو في حالة من الفوضى، وعارض إدارته في مناسبات عديدة وساهم في تراجع سوق الأسهم.
وبدأ كل شيء عندما كان سكان واشنطن نائمين، حيث أشار ترامب في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عقدت في لندن إلى أن الاتفاق التجاري مع الصين –الذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه يحرز تقدما كبيرا، لدرجة أن «المرحلة الأولى» سيتم توقيعها هذا الشهر– ربما لا يكون وشيكا.
وقال ترامب «بصورة ما، أفضل فكرة الانتظار لما بعد الانتخابات فيما يتعلق بالاتفاق مع الصين، لكنهم يريدون إبرام الصفقة الآن، وسنرى ما إذا كان الاتفاق سيكون صحيحا». وأضاف، عند الضغط عليه «لا يوجد موعد محدد للانتهاء من المفاوضات التجارية مع الصين».
ويبدو أن هذا هو السبب في تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بأكثر من 400 نقطة عند فتح الأسواق. وقال ترامب، الذي كثيرا ما يبرز دور البورصة عندما تبدو جيدة بالنسبة له، إنه لا يهتم كثيرا بذلك.
كما زعم بشكل مشكوك فيه، قائلا «إنني لا أتابع سوق الأسهم».
وطلب من ترامب أيضا أن يرد على وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للناتو بأنه «ميت دماغيا»، حيث قال ترامب إن هذا وصف «مهين».
لا يهم، على ما يبدو، أن ترامب نفسه وصف «الناتو» ذات مرة بأنه «عفا عليه الزمن»، واتهم مرارا وتكرارا دوله الأعضاء بأنها لا تساهم ماليا بشكل أكبر في الحلف. وفي تخبط آخر يذكرنا بتعليقات ترامب القديمة عن «الناتو»، سُئل ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن عضو في الحلف حال تعرضه للهجوم، حتى وإن كانت متأخرة في مدفوعاتها الدفاعية، رفض ترامب التعليق.
وقال «كما تعلمون، سنناقش هذا اليوم، وهو سؤال مهم للغاية». وأردف «هذا يعتمد أيضا على تعريفكم لكلمة متأخرة». وفي وقت لاحق، سُئل ترامب ما إذا كانت كندا متأخرة في الدفع، وقال إنها «متأخرة بعض الشيء».
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها ترامب إلى أن الولايات المتحدة لن تلتزم تماما بالجزء المتعلق بـ «الدفاع المشترك» في المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، الذي ينص على أن جميع الدول الأعضاء ستتعامل مع الهجوم على حليف لـ«الناتو» باعتباره هجوما عليها. في منتصف عام 2017، أثار ترامب ضجة من خلال رفض تأكيد «المادة الخامسة» في خطاب ألقاه أمام اجتماع لحلف شمال الأطلسي. وقد فعل ذلك في النهاية، لكنه بعد ذلك أشار إلى أنه قد لا يكون من المجدي الدفاع عن حليف صغير لـ«الناتو» مثل جمهورية الجبل الأسود، لأن هذا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة. والآن يبدو أنه قد يريد إضافة تأكيد آخر على تأكيده السابق للمادة الخامسة.

 

 

(الاتحاد الإماراتية)