صحافة إسرائيلية

صحفي إسرائيلي يكشف تفاصيل لقاءات عباس مع الوفود اليهودية

خوجي: أبو مازن يتفاخر بلقاءاته مع الإسرائيليين ويسمح بنشرها

قال كاتب إسرائيلي إنه "رافق ستة إسرائيليين في طريقهم الثلاثاء الماضي مساء، من تل أبيب إلى رام الله، حيث وصلوا جميعا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في المقاطعة، وكان بانتظارهم "شاب صغير" عمره 84 عاما، اسمه محمود عباس- أبو مازن، واستضافهم في مقره". 

 

وأضاف جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، بمقاله في صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"ـ أن "من بين الحضور كانت أرملة وأبناء عائلة الباحث والأديب اليهودي شمعون بلاس الذي توفي قبل ستة أشهر، في حين استضاف عباس الأسبوع الماضي عائلة الأديب اليهودي يتسحاق بار-موشيه، وكلاهما أديب يهودي يكتب بالعربية".

 

وأشار خوجي، وهو محرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، إلى أنه "خلال ساعة ونصف، جلس عباس مع عائلة بلاس، وأبلغهم أن لديه أصدقاء يهود شرقيين كثر ممن يسمون السفارديم، ونطق هاتين الكلمتين بالعبرية، وأشاد كثيرا في الجلسة باليهود القادمين من الدول العربية، واعتبرهم جسرا للسلام مع الفلسطينيين، كما أنه يحب الاشكنازيم أيضا". 

 

وأوضح أن "أبو مازن بدا مستيقظا متنبها، يتمتع بذاكرة قوية، تحدث أنه في بلدة صفد مسقط رأسه كان لأبيه صديق يهودي مقرب، وقبل 15 عاما عاد إلى زيارة صفد، والتقى ابن ذلك اليهودي صديق والده، مشيرا إلى أنه ليس لدينا موقف ضد اليهود واليهودية، وليس لدينا اعتراض ضد دولة إسرائيل، نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجانب إسرائيل، مقاومتنا ضد الاحتلال". 

 

وأكد أنها "ليست المرة الأولى التي أرى فيها رئيس السلطة الفلسطينية بهذه الظروف، فقد دأب على استضافة العديد من الإسرائيليين: صحفيين، ورجال أعمال، وطلاب، ونشطاء سياسيين، ولديه طاقم خاص للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي، ويعمل على مراجعة كل زيارة، وهي لجنة بدأت العمل منذ سبع سنوات، واستضافت المقاطعة منذ ذلك الوقت عشرات آلاف الإسرائيليين". 

 

وقال: "أبو مازن يتفاخر بلقاءاته مع الإسرائيليين، ويسمح بنشرها، لكنه في هذا اليوم تباهى أنه يعرف الموسيقار زاين يحزكيلي اليهودي المتدين الذي يغني بالعربية".

 

وأوضح أنه "قبل ثلاث سنوات في إحدى الزيارات إلى المقاطعة ليهود من أصول عراقية غنى أمام عباس المغني اليهودي العراقي صبري عاشور، وغنى لمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وناظم غزالي، كانت نصف ساعة نادرة من الغناء، حتى أن هذا الصالون الرئاسي الذي يستضيف الرؤساء والزعماء، ويشهد نقاشات خطيرة، تحول فجأة إلى قصر ألف ليلة وليلة".

 

وأشار إلى أنه "منذ ذلك الوقت طرأت تغيرات جوهرية على عباس، فقد وصل الرئيس دونالد ترامب، وقلص مساعداته للفلسطينيين بصورة خطيرة، والمصريون ابتعدوا عنه، وتقاربوا مع حماس، ومشاكله الصحية أثرت عليه، والموضوع السياسي لم يشهد أي تقدم يذكر، والقضية الفلسطينية فقدت الكثير من تأثيرها في المنطقة العربية". 

 

وكشف خوجي أن "عباس في لقاء الثلاثاء الأخير اشتكى أمام ضيوفه اليهود بأنه لم يحظ بعقد أي قمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ تسع سنوات، رغم أنني عرضت عليه اللقاء عشرين مرة، دون أن أنجح في ذلك". 

 

وختم بالقول إن "عباس أوضح لنا أنه في ظل عدم حصول السلام مع الحكومة الإسرائيلية، فإننا نجري سلاما مع المجتمع الإسرائيلي، وهذا يحصل بفعل هذه الزيارات من الوفود الإسرائيلية المتلاحقة، التي يرى فيها عباس داعية للسلام، ويحاول أن يسوق لديها نظرته لحل الدولتين على حدود 1967".