ملفات وتقارير

بعد إشادته بـ"الممر".. السيسي يحشد فناني مصر لدعم الجيش

دعا متابعون مؤيدون لنظام الانقلاب المصري لإنتاج مزيد من الأعمال الفنية حول بطولات الجيش المصري- الصفحة الرسمية

إثر إشادة رئيس الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، بفيلم "الممر" الذي عرض قبل أيام بالذكرى الـ46 لحرب أكتوبر 1973، كدراما عسكرية عن الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف؛ يتسابق نجوم السينما والدراما المصريون وكبار المنتجين في تقديم أعمال مماثلة.


وقام السيسي بتكريم أبطال فيلم "الممر"، الأحد الماضي، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ويسعد أبطال الفيلم للجزء الثاني منه، حيث يقوم المخرج شريف عرفة بإعداد السيناريو، ومن المحتمل بدء تصويره في 2020.


ومن المنتظر أيضا أن يقدم الممثل محمد إمام، العام المقبل، فيلما عن قائد "المجموعة 39 قتال صاعقة" بحرب أكتوبر، "إبراهيم الرفاعي"، حسبما نشر إمام عبر حسابه بإنستغرام.

 

اقرأ أيضا: هل ينجح فيلم "الممر" في تبييض وجه المؤسسة العسكرية بمصر؟


ودراميا يقوم الممثل أحمد السقا، بالتحضير لمسلسل عن أحد أبطال أكتوبر، يعرض بالموسم الرمضاني المقبل، ولكن في سرية تامة حسب موقع "الدستور" المحلي.


ويقدم الممثل أمير كرارة، مسلسل "الاختيار"، في رمضان المقبل، عن قصة ضابط الصاعقة "أحمد المنسي"، الذي قتل في سيناء منتصف 2017؛ وفق ما كتبه كرارة، بـ"فيسبوك".


وفي الوقت الذي تدفع فيه نقابة المهن التمثيلية، لإنتاج عدد من الأعمال الوطنية حول الجيش؛ وضعت وزارة الثقافة خطة لإنتاج عدد من الأفلام التسجيلية عن بطولات الجيش المصري.


كشف المستور


وفي تعليقها على تلك الأعمال، قالت بطلة مسلسل "نقرة ودحديرة"، الفنانة إلهام عبداللاه، إن "ما يحدث من استغلال العسكر للفن ليس بالجديد، واحقاقا للحق هم نجحوا بجدارة في اختيار تلك الوسيلة، وكنت أتمنى أن نواجههم بنفس السلاح الأكثر تأثيرا بالمجتمع".


عبداللاه، أشارت بحديثها لـ"عربي21"، إلى حجم سيطرة الجيش وأجهزة المخابرات على كافة المؤسسات الفنية، سعيا "لتشويه الإخوان المسلمين والمعارضة بشكل عام"، موضحة أن الأمر "لم يتوقف على الأغاني وبرامج التوك شو وانتقل للدراما والسينما، وحتى الرقابة التي فرضها السيسي، على الصناعة فلم يعد يخلو مسلسل ولا فيلم من تلميع للجيش والشرطة".


وتعتقد الفنانة المعارضة من إسطنبول، أنه "بعد فضيحة السيسي، على يد الفنان محمد علي، وكشف المستور عنه وعن الجيش؛ كان لزاما عبر (الممر) وغيره من الأعمال عمل غسيل أدمغة وإعادة برمجة للشعب لتقبل العسكر، والزعم بأن هناك كواليس يعيشها ويتحملها الجيش لأجل الحفاظ على الوطن لا يعرفها الشعب، وهذه أكذوبة"، حسب قولها.

 

اقرأ أيضا: هل أذكى تواصل ضباط مع محمد علي مخاوف السيسي؟


وسخرت عبداللاه، من ظهور السيسي والمشير حسين طنطاوي، بتهنئة أبطال فيلم الممر، وقالت إن فيلم "إبراهيم الرفاعي"، والتجهيز لجزء ثان من "الممر"، ومسلسل "الاختيار"، والأفلام والمسلسلات التي تكتب الآن لشركات الإنتاج غير الأفلام التسجيلية التي وضعت خطتها وزارة الثقافة؛ كله لتبيض وجه السيسي ونظامه".


وتعتقد الفنانة إلهام، أن "السيسي ونظامه يقومون بالتغطية بالأفلام والمسلسلات والبرامج على نهبه وعائلته ثروات مصر وبيع أراضيها، بينما ينتشر المرض والجهل والفقر والتهجير لأهالي المناطق الحدودية بل وقتلهم بطائرات هي ملك للشعب".


وختمت قائلة إن ما يحدث هو "لتلميع صورة الجنود والضباط المصريين الذين يقومون بدور غير دورهم الحقيقي، وترسيخا للصورة الزائفة التي ينشرها النظام إعلاميا".


قادة البيزنس


وفي تعليقه، قال الرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة بمصر سعد عبدالرحمن، إن "التعاطف مع الجيش كمؤسسة وطنية قائم، وانتقاد الحاكم والاختلاف مع سياساته ليس انتقادا أو اختلافا مع الجيش".


وأضاف لـ"عربي21": "لا أعتقد أن فيلم (الممر) وغيره يعني العودة إلى مرحلة مؤسسة السينما ودعم الدولة للسينما كما كان في الستينيات، فهذا أمر خارج سياسة الدولة الاقتصادية التي تسير وفق شروط صندوق النقد الدولي".


ويعتقد عبدالرحمن، أنه "يمكن تكرار الأمر مع أفلام من نفس العينة لتحسين الصورة التي اهتزت لدى الجمهور، لا أقصد بها صورة الجيش كمؤسسة وطنية؛ ولكن أقصد بها صورة بعض القيادات التي صار ارتباطها بالبيزنس يتعارض مع العقيدة القتالية أو على الأقل يخدش من صلابة تلك العقيدة".


وفي رؤيته السياسية، قال المتحدث باسم حزب الأصالة، حاتم أبوزيد، إن صناعة أفلام ومسلسلات جديدة على طريقة فيلم "الممر": "هي حالة لصناعة وهم بطولة فارغة سواء من خلال بطولات حقيقية أو كاذبة".


وفي حديثه لـ"عربي21"، شبه السياسي المصري "تلك الحالة بتلك التي صنعتها المخابرات المصرية من خلال الأعمال السنيمائية في الوقت الذي كانت بطولات المخابرات تتم على الشعب المصري فقط بالتجسس عليه، وفشلت في أن يكون لها عميل ذو قيمة"، مستشهدا بقول الكاتب الصحفي الراحل حسنين هيكل عام 2008، ببرنامجه التلفزيوني (مع هيكل)".


واستبعد الباحث والسياسي المصري، أن يكون هدف النظام من تلك الأعمال الفنية استعادة الوعي الوطني، معتقدا أنها "عملية تغييب للوعي حتى يتمكنوا من استباحة ما تبقى والتفريط بالوطن، عبر الترويج لوطنيتهم بتلك الأعمال".


وأشار أبوزيد، إلى أن ذلك السيل من الأعمال الفنية "هي فرصة جيدة لتنهب فرق الممثلين والقائمين على تلك الأعمال من ثروات الوطن؛ ثم يخرجوا يدجلون على الناس أنهم يخدمون الوطن ويضحون لأجله".


لن ينجح

 
وقال وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب السابق، جمال حشمت: "لقد كانت مظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، زلزال قوض بنيان الخوف والهيبة المزيفة للسيسي ونظامه".


وأضاف بحديثه لـ"عربي21"، أن "ما نشاهده الآن حتى من أداء له ولحكومته هي ردود أفعال في محاولة لإصلاح الصورة الذهنية له ولنظامه وسيكلفه الكثير؛ لكنه لن ينجح بترميم ما تحطم أو ستر ما انكشف أو إصلاح ما فسد".


وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعا متابعون مؤيدون للنظام العسكري الحاكم لإنتاج مزيد من الأعمال الفنية حول بطولات الجيش المصري، ولزرع الوطنية لدى الشباب.