صحافة دولية

MEE: تصاعد المخاوف بشأن سياسية ليبية خطفها مؤيدو حفتر

مخاوف من وفاة سهام سرقيوة التي خطفها مؤيدون لحفتر- ميدل إيست آي

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، يقول فيه إن شقيق سياسية ليبية معروفة انتقدت الجنرال خليفة حفتر، قال إن شقيقته التي اختفت ليست على قيد الحياة، قائلا في تصريحات للموقع: "لا أعتقد أن شقيقتي على قيد الحياة". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عائلة سهام سرقيوة تعتقد أنها قتلت بعد ساعات من المقابلة التلفزيونية التي قدمتها، وانتقدت فيها هجوم خليفة حفتر على العاصمة طرابلس

 

ويلفت الموقع إلى أنه لم يسمع من سهام النائبة في مجلس النواب في شرق ليبيا منذ 17 تموز/ يوليو، وذلك عندما جرها أشخاص ملثمون مرتبطون بالجيش الوطني الليبي التابع لحفتر من بيتها في بنغازي، مشيرا إلى أن الجنود قاموا باعتقالها بعدما انتقدت المسار الذي يسير فيه حفتر، وهو الرصيد السابق لـ"سي آي إيه"، للسيطرة على البلاد. 

 

ويفيد التقرير بأن الملثمين أطلقوا النار على زوجها علي، الذي أصيب في ساقه، وهو يحاول مقاومة المهاجمين، فيما ضرب ابنها فادي (16 عاما) ضربا مبرحا، وبقي أسبوعين في المستشفى. 

 

ويورد الموقع نقلا عن شقيق النائبة، آدم سرقيوة، قوله: "مضى شهران على اختفائها ولم نسمع شيئا عن مكانها"، وأضاف: "لا أعتقد أن شقيقتي ما تزال على قيد الحياة، ونعتقد أنها قتلت في الليلة التي اختطفتها فيها قوات حفتر". 

 

وينوه التقرير إلى أن النائبة سهام كانت من بين عدد من النواب الذين حثوا حفتر على وقف هجومه ضد الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، مشيرا إلى أن حفتر أعلن في نيسان/ أبريل عن هجوم لـ"تنظيف" العاصمة ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، في عملية قتل فيها ألف شخص، وشردت 120 ألف شخص. 

 

ويذكر الموقع أن سهام تحدثت قبل اعتقالها لقناة "الحدث"، وانتقدت الهجوم على طرابلس، الذي خرب جهود التسوية التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة، ودعت سرقيوة، التي تحمل دكتوراة في علم النفس من جامعة لندن، الأطراف المتنازعة للتصالح وإنشاء حكومة وحدة وطنية. 

 

ويشير التقرير إلى أن سهام ردت على سؤال من المذيعة حول داعمي حكومة الوفاق الوطنية، الذين وصفتهم بالإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة، قائلة: "ألا يوجد هناك متطرفون على الطرف الآخر يدعمون الجيش الوطني الليبي؟ وحتى المتطرفون في الجانب الآخر لهم الحق في المشاركة". 

 

وينقل الموقع عن شهود عيان، قولهم إن الخاطفين استخدموا سيارات عسكرية، ووجدت بعد العملية عبارة "أولياء الدم" مكتوبة على جدران منزلها الداخلية، وهي مليشيا مرتبطة بالجيش الوطني الليبي ممن قتل أقارب أفرادها في القتال في مدينة بنغازي، واتهمت منذ تأسيسها في عام 2014 الجماعات المرتبطة بطرابلس بقتل أفراد قبيلتهم، مع أنهم أنفسهم متهمون بانتهاكات، بحسب منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل خارج القانون والنهب وحرق الممتلكات. 

 

وبحسب التقرير، فإن بعض أفراد هذه الجماعة من جماعة سلفية تتبع أفكار السلفي السعودي ربيع المدخلي، وترى في حكم حفتر أمرا يجب طاعته.

 

ويلفت الموقع إلى أن المتحدث باسم حكومة حفتر في بنغازي طارق الخراز، نفى أي علاقة لحكومته في اختفائها، قائلا إن التحقيق مستمر لتحديد مكانها. 

 

ويورد التقرير نقلا عن آدم سرقيوة، قوله إن "العناصر المؤيدة لحفتر والقنوات التلفزيونية يقولون إنهم ليسوا مسؤولين عن اختفائها، بل قالوا إنه تم الإفراج عنها، ولا صحة لهذه المزاعم كلها"، واتهم الجيش الوطني الليبي بأنه "يمارس لعبة معنا ومع المجتمع الدولي".

 

وقال آدم للموقع: "في الوقت ذاته، هناك اختفاء مستمر للناشطين السياسيين الذين تكتشف جثثهم في الشوارع بعد أيام من اختفائهم، في إشارة تحذير لليبيين بعدم مساءلة سلطة حفتر، وهذه هي حال شقيقتي". 

 

وينوه الموقع إلى أنه بعد حوالي ثلاثة شهور من اختفائها، فإنه لا توجد أي جهة أعلنت مسؤوليتها عن اختطافها، وقالت عائلتها وسكان في الحي الذي تعيش فيه إن الشعارات التي دهنت على جدار بيتها، مثل "لا تتجاوزي خط الجيش"، هي اعتراف بدور الجيش الوطني في اختفائها. 

 

وينقل التقرير عن نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "أمنستي"، ماغدلينا مغربي، قولها: "يبدو أن سرقيوة تعرضت لهجوم بسبب تعبيرها وبشكل سلمي عن موقف ناقد للعملية التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي ضد طرابلس"، ودعت الجيش الوطني الذي يسيطر على بنغازي للتأكد من الإفراج الفوري عنها، وتجنب الهجوم على المدنيين. 

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن سرقيوة هي واحدة من عدة نساء ليبيات، تم استهدافهن وتهديدهن بالقتل والتحرش الجنسي في المناطق الخاضعة لحفتر، فيما تم قتل ثلاث سياسيات منذ عام 2014، واحدة منهن هي سلوى بوقعيقيص.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)