قضايا وآراء

المرابطون في مواجهة أساطير نتنياهو حول القدس

1300x600

مشهد المئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح وهي تطلق النار والغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين المسلمين في المسجد الأقصى المبارك لمنعهم من التعرض لأكثر من 1200 مستوطن جاؤوا لاقتحام المسجد الأقصى واستفزازهم في أكثر الأوقات حساسية للمسلمين و هي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقد كانوا يرقصون وهم رافعو الأعلام (قبل ذلك و بعده) هاتفين بـ"الموت للعرب"، لم يسعف أو يدعم مزاعم نتنياهو في خطابه أمس بمناسبة ذكرى 52 لاحتلال القدس الشرقية، والذي أكد فيه وأعاد مقولاته التوراتية التي أسست لسياسة إسرائيل الاستيطانية و الإحلالية . 


لقد أظهر الفلسطينيون بحرصهم و إصرارهم على مواجهة قوات أعتى جيش في الشرق الأوسط من أجل حماية مسجدهم الأقصى المبارك، مدى هشاشة وتداعي مقولات "عودة و سيادة شعب الله المختار القادم من المنفى إلى وطنه العتيق على أرض الميعاد"، ففلسطين لها أهلها منذ آلاف السنين و ما زالوا باقين حول الأقصى المبارك يدافعون عنه من المحتل الأجنبي المستوطن الغاشم عبر العصور، و الذي لا يمكنه الدخول إلا بعد مواجهات وتظاهرات كبيرة يستخدم فيها الفلسطيني ما تيسر له من قوة كالكراسي التي "يقدسها الزعماء" والأحذية وبعض الحجارة أمام ترسانة هائلة من السلاح و التكنولوجيا الأمريكية .


ولتبرير فشله في فرض وقائع احتلاله على عقول و نفوس و مواقف الفلسطينيين، استحضر نتنياهو في خطابه ما أصبح معروفا في السنوات الأخيرة من نجاحه في فرض مواقفه التوراتية حول القدس وفلسطين على بعض قادة العرب الذين وصفهم بأنهم باتوا يدركون و يؤمنون بأحقية المستوطنون اليهود بأرض ميعادهم و بـ"أورشليم"، و لا يبتعد هذا عما نشرته أمس صحيفة نيويورك تايمز من تحقيق حول مبادرة أحد كبار زعماء الخليج واقتراحه على كوشنير الأفكار المؤسسة لخطة القرن، التي تتلخص بالنسبة له بالكرسي وضرب الإخوان وإيران مقابل كل مقدسات المسلمين و قضاياهم في فلسطين .


كما استخدم نتنياهو إنجاز إسرائيل القديم و منذ اعتراف بريطانيا بأحقية اليهود في فلسطين بناء على مرجعية دينية خاطئة لا تتعلق بالقوانين و القرارات الدولية، هذا الإنجاز المزعوم الذي تلقى دفعة هائلة باعتراف ترامب مقولات نتنياهو التوراتية و إعلانه القدس عاصمة لدولة اليهود، استخدمه نتنياهو لتعزيز شرعية سياساته الاستيطانية العنصرية في القدس . 


لقد نجح الفلسطينيون وعلى رأسهم المرابطون في القدس ومن خلال بقائهم على أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم منذ مئات بل آلاف السنين، ودفاعهم عن مسجدهم الأقصى المبارك من إحباط محاولات نتنياهو والمطبعين وترامب في حسم الصراع حول القدس و فلسطين . 


و المعركة ما زالت مستمرة .. و النصر دوما للمستضعف المقاوم


الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع