سياسة عربية

أنقرة تتابع ما يجري بالسودان وتسعى لتثبيت اتفاقية "سواكن"

يحذر خبراء ومختصون من أن تفقد تركيا حضورها في السودان- غوغل

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا تحدثت فيه عن متابعة أنقرة عن كثب لما يجري في السودان من أحداث بعد رحيل عمر البشير، وذلك من أجل تثبيت اتفاقية جزيرة سواكن.

وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إن الانقلاب الذي وقع في السودان أحدث معادلات جديدة في المنطقة.

 

ويُحذر خبراء ومختصون من أن تفقد تركيا حضورها في السودان، ويرون أن عليها التحرك بصورة دبلوماسية مع الوضع الجديد، من أجل تثبيت اتفاقية جزيرة سواكن، التي وقعها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس السوداني السابق، عمر البشير.

وأضافت الصحيفة أن تركيا عملت على تأسيس ما أسمته "مثلث السلام" من خلال قواعدها العسكرية في قطر، والصومال، بالإضافة لجزيرة سواكن في السودان.

ولا تزال تركيا تبذل جهودها الاستثمارية في جزيرة سواكن السودانية، وتسعى لتأسيس قاعدة عسكرية فيها من أجل حمايتها ومن أجل جلب السلام للمنطقة، كما فعلت في كل من قطر والصومال.

وأكدت الصحيفة أن تركيا تواصل العمل من أجل ترميم ميناء سواكن، وغيره من المشاريع الخاصة هناك حتى تدخل حيّز الخدمة، كما تعتبر تركيا جزيرة سواكن الضلع الثالث لمثلّثها الممتد من الصومال وقطر وصولا لجزيرة سواكن.

 

اقرأ أيضا: "العسكري" بالسودان يعيد تشكيل هيئة الأركان ويعين رئيسا لها

وأوضحت الصحيفة أن تركيا تحاول جاهدة من أجل استمرار استقرار الأوضاع في السودان، لا سيما وأنها تحظى بدعم كبير من الشعب السوداني، وذلك من أجل المحافظة على تواجدها في جزيرة سواكن، وإبقاء نفوذها في وجه التطورات التي تحصل في السودان وليبيا وبقية دول المنطقة.

واعتبرت الصحيفة أن ما يجري في السودان هو تغيير "تحت السيطرة" للحُكم، حيث بدأت عملية التغيير من خلال انتفاضة الشعب السوداني في وجه عمر البشير، الذي اضطر في نهاية المطاف لبدء عملية تقديم استقالته، وصولا لتغيير اليد المسيطرة على الحُكم. وقد ظهر الفارق واضحا بين ثورات الربيع العربي التي حصلت في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وبين ما حصل في السودان، حيث تصرف الشعب السوداني بمسؤولية كبيرة.


ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن ما يجري في السودان إلى الآن هو انتقال سلمي للسلطة، ولكن يجب الحذر ممن قد يضع العصي في الدواليب، وعلى تركيا التصرف بحكمة كبيرة في التعامل مع التطورات الحاصلة في السودان، لأن استمرار عمل تركيا في جزيرة سواكن مهم جدا من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للبلدين.

 

وفي الواقع، ستحصل الخرطوم على عوائد مالية كبيرة من خلال تحويل الجزيرة لمركز سياحي هام، وإعادة تنشيط الميناء البحري الخاص بها.

واعتبرت الصحيفة أن عمل تركيا على إنشاء البنية التحتية لقاعدة عسكرية في جزيرة سواكن، يمثل امتدادا لطريق السلام الذي تسعى تركيا لتأسيسه، والذي يمتد من أفريقيا وحتى الخليج، ومن البحر الأحمر حتى البحر المتوسط، وصولا لشواطئ المحيط الهندي.

 

وتهدف تركيا من خلال ذلك إلى قطع الطريق على القوى الاستعمارية التي نهبت خيرات المنطقة وشعوبها المظلومة.

فضلا عن ذلك، تهدف تركيا من خلال مشروعها في جزيرة سواكن، إلى تحويل الجزيرة من الخراب الذي تشهده الآن، إلى مركز ثقافي وسياحي هام في السودان، بالإضافة لترميم الميناء الخاص بها وإعادته للحياة مجددا، الأمر الذي سيُحيي الجزيرة ويجعلها أيضا مركزا تجاريا هاما سيعود بأموال طائلة على ميزانية الدولة السودانية.

 

اقرأ أيضا: تركيا تباشر بتحويل "سواكن" السودانية إلى مركز سياحي‎

وأضافت الصحيفة أن تركيا تسعى إلى تأسيس قاعدة بحرية، التي قد تضم أيضا قوات برية وجوية، حيث لم تتضح حتى الآن خطة القوات المسلحة التركية المتعلقة بالقاعدة العسكرية، وستكون مهمة هذه القاعدة العسكرية في المرحلة الأولى تقديم الدعم اللوجستي لعمليات الترميم في الجزيرة، وضمان الأمن فيها.

 

كما ستكون القاعدة البحرية مخصصة لاستضافة السفن المدنية والعسكرية، وذلك من أجل تحويلها مبدئيا لقاعدة لوجستية تُسهل عملية الترميم وإعادة الإعمار في الجزيرة.

واختتمت الصحيفة بالتذكير بأن اتفاقية جزيرة سواكن وقعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوداني السابق عمر البشير، والتي يمنح فيها السودان الحق لتركيا لإعادة ترميم الجزيرة وإحيائها من جديد.