سياسة عربية

متظاهرو السودان يرفضون بيان بن عوف.. سرقة للثورة (شاهد)

وزير الدفاع السوداني أعلن عن "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بمكان آمن"- تويتر

هتف مئات آلاف السودانيين الخميس، ضد وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف بعد أقل من ساعة على تلاوته بيانا أعلن فيه "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن" في إشارة للرئيس عمر حسن البشير.


ونادى المعتصمون أمام مقرات الجيش السوداني بسقوط الوزير ابن عوف، وقالوا إنهم "لن يستبدلوا انقلابا بانقلاب".

 

وشهدت مدينة عطبرة شمال السودان احتجاجات ومحاصرة مقار أمنية قامت خلالها الشرطة بإطلاق الرصاص وسط أنباء عن سقوط مصابين.

 

اقرأ أيضا: وزير الدفاع السوداني يعلن اعتقال البشير وتعطيل الدستور

 

 

 

وأصدر تجمع المهنيين السودانيين يبانا باسم "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قال فيه إن "سلطات النظام نفذت انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها".


وأضاف: "يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان".

 

وأعلن التجمع رفض "ما ورد في بيان انقلابيي النظام هذا وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان مستمسكين بالميادين والطرقات التي حررناها عنوة واقتداراً حتى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة. هذا هو القول الفصل وموعدنا الشوارع التي لا تخون".

 

 

 

كما وجه تجمع المهنيين السودانيين، نداء إلى "ضباط الجيش"، دعاهم فيه إلى "التصدي لمحاولة سرقة الثورة، من قبل سدنة النظام".

 

وقال البيان: "نوجه نداء إلى جميع ضباط وضباط صف، وجنود الجيش السوداني الشرفاء، الذين انحازوا إلى الشعب السوداني، ودافعوا عن المعتصمين، إلى الوقوف مع الشعب ضد محاولة سرقة الثورة، من قبل سدنة النظام، لإعادة إنتاج ذات حواضن الفساد والقهر والظلم".

وأكد البيان ثقة الشعب في "وقوف ضباط الجيش صفا واحد من أجل الوطن، ومن أجل أن يعود الجيش المختطف إلى وضعه الطبيعي والرائد".

 

كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر في قيادة تجمع المهنيين السودانيين قوله إنهم "يرفضون بيان القوات المسلحة وندعو الثوار لمواصلة الاعتصام".

 

وذكر المصدر أن التجمع دعا المحتجين أيضا لمواصلة الاعتصام خارج وزارة الدفاع، وأضاف: "ندعو الثوار لمواصلة الاعتصام... بيان ابن عوف استنساخ جديد لنظام الإنقاذ...انرفض البيان بصورة كاملة".

 

انقلاب عسكري


وأعلن رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير علن "استمرار الاعتصام حتى تحقيق المطالب المشروعة للثورة".

 

من جانبها قالت نائبة رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، مريم الصادق المهدي، الخميس، إن النظام "نفذ انقلابا عسكريا".

وأضافت عقب إعلان بيان الجيش السوداني بعزل الرئيس عمر البشير، أن "النظام نفّذ انقلابًا عسكريًا، وما قاله وزير الدفاع، عوض بن عوف، يعبر عن توازنات داخل النظام".

وتابعت: "اللجنة الأمنية التي يترأسها بن عوف، قامت بعملية تزييف بواسطة أجهزة أمنية" بحسب قناة الجزيرة.

ودعت المهدي، الشعب إلى "استمرار التظاهر حتى تحقيق المطالب".

 

خيبة أمل شعبية

 

من جانبه قال الناشط الحقوقي والمجتمعي، لؤي المستشار: إن البيان الأول للجيش، "كان دون طموح السودانيين، وخيب آمالهم في اقتلاع النظام القديم بالكامل، بدلا من الاكتفاء بشخص الرئيس".

وأوضح المستشار لـ"عربي21"، أن المطلب الشعبي من الجيش، كان رعاية الفترة الانتقالية، لكن "خرج وزير الدفاع الذي لا يمتلك شعبية داخل الجيش، أو بين المواطنين ليعلن إنهاء حكم البشير، والإبقاء على رموز نظامه".

وأضاف: "المتظاهرون خرجوا من أجل سودان جديد، ليس فيه رموز الفساد القديمة، والجميع مل من تكرار الوجوه في المناصب المختلفة، والمرحلة الانتقالية، ووفق ما ظهر للآن فإن من سيرعاها هم من كانوا سببا في الأزمة".

وعلى صعيد تدخل الجيش، والتوقعات للفترة المقبلة، قال المستشار: "السودانيون ينظرون لجيشهم بطريقة إيجابية، وأن بمقدروه لعب دور مهم لاستقرار البلاد، لكن البيان تسبب بإحباط كبير، بعد أيام من الاعتصام أمام مقر قيادته، ودعوته للتدخل، خاصة أن بيانه لم يعلن صراحة القطيعة مع النظام القديم، وحل الحزب الحاكم، الذي كان سببا في الفساد، فضلا عن استمرار شخصيات قضائية، مارست الظلم".

وشدد على أن السودانيين، بانتظار البيان الثاني، الذي بموجبه سيتأسس المجلس الحكم الانتقالي"، معربا عن أمله في أن يتدارك المجلس العسكري أخطاء البيان الأول، وإلا "فإنه في حال الاصرار عليه سيعقد المشهد، وستدخل البلاد، في نفق مظلم، قد يصطدم فيه الجيش والشعب، للمرة الأولى منذ بدء الحراك".

وتساءل المستشار عن "كيفية تطبيق الجيش لحظر التجوال، في ظل ما تشهده البلاده من تظاهرات كبيرة، وتواجد للمواطنين في الشوارع بعد إزاحة البشير؟".

وأكد أن محاولة تطبيق حظر التجوال "عبر اللجوء للعنف والقوة، تنذر بما لا تحمد عقباه على صعيد العلاقة بين الشعب والجيش".