صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي محبط من برود السلام مع مصر ويشيد بالعلاقات الأمنية

السفير: المصالح الاقتصادية بين مصر وإسرائيل تتفوق على الاعتبارات السياسية

قال دبلوماسي إسرائيلي إن "مرور أربعين عاما على اتفاق كامب ديفيد مع مصر يشكل حدثا يلفت الأنظار في إسرائيل، وهي تحيي ذكراه السنوية بحلقات النقاش والمحاضرات والمؤتمرات واللقاءات وكتابة المقالات، نظرا لأهمية الاتفاق مع مصر، وتنشغل هذه الفعاليات في التعرف إلى إيجابيات الاتفاق وسلبياته، وماذا حصل خلف الكواليس في المفاوضات المصرية الإسرائيلية، وكيف وصلنا لحظة التوقيع التاريخية".


وأضاف يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21": "بحثت خلال مطالعتي اليومية للصحافة المصرية عن حدث واحد يحيي هذه المناسبة التاريخية في القاهرة فلم أجد، بالكاد هناك خبر متواضع يتحدث عن هذه الذكرى التي تعدّ الأولى بين إسرائيل ومصر، الدولة العربية الأكبر في المنطقة".

 

وأكد ليفانون، الذي يعمل باحثا في معهد هرتسيليا متعدد المجالات، أن "هذا الاتفاق هو الأهم بين الدولتين، واليوم تحيي القاهرة وتل أبيب مرور أربعين عاما من السلام، مقابل ثلاثين عاما من الحروب والعداء، تخللتها خمس حروب، وهذه هي قوة اتفاق كامب ديفيد، وتحوله كنزا استراتيجيا للدولتين، ولذلك فهما تحافظان عليه، واستطاع الصمود أمام هزات إقليمية، وثورات وانقلابات عاشتها مصر".

 

وأوضح أن "اتفاق كامب ديفيد وضع الأسس المهمة لتطبيع علاقات الدولتين في جميع المجالات، ويمكن اعتباره نموذجا يحتذى لاتفاقات مستقبلية مع دول عربية أخرى في المنطقة، وفي حال تم التشويش على الأمور، فإن معظم بنود الاتفاق لم تجد طريقها للتنفيذ على الأرض، فالعلاقات التجارية لم يستغلها الجانبان بما فيه الكفاية، والعلاقات الثقافية والفنية تقريبا غير قائمة، وحركة السياح في الجانبين متواضعة جدا".

 

وأضاف أن "الإعلام المصري ما زال معاديا لإسرائيل، وليس هناك تعاون أكاديمي بين جامعات البلدين، والكتب الدراسية تواصل تصوير إسرائيل بدلالات سلبية".

 

واستدرك بالقول إن "هناك جوانب إيجابية يبنى عليها بين القاهرة وتل أبيب، فالاتفاق التجاري الثلاثي "الكويز" الموقع عام 2009 بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، وتمكين المصانع المصرية للتصدير للولايات المتحدة دون ضرائب، وفتح أبواب التجارة بصورة جزئية مع إسرائيل، كما يتيح الاتفاق لآلاف العمال المصريين وقرابة 680 مصنع مصري للمشاركة فيه، ويحقق مدخولات مالية للخزينة المصرية بملايين الدولارات".

 

وأشار إلى أن "المصالح الاقتصادية بين مصر وإسرائيل تتفوق على الاعتبارات السياسية، كما تم التوقيع على اتفاق لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر لمدة عشر سنوات، في حين أن العلاقات الأمنية لم تكن في تاريخها وصلت هذا المستوى من العمق والتنسيق وتبادل المعلومات".

 

وختم بالقول إن "الملحق العسكري لاتفاق كامب ديفيد حصل عليه مؤخرا تغيير بموافقة إسرائيل، بموجبه يدخل عشرون ألف جندي مصري إلى سيناء قرب الحدود الإسرائيلية لمحاربة لجماعات المسلحة، وهكذا فإن أربعين عاما من اتفاق كامب ديفيد، وفي ظل جمود العلاقات الثنائية، فإن مفتاح الدفء التدريجي في علاقات الدولتين يبدأ من التعليم على السلام وحث وسائل الإعلام على ذلك".