سياسة عربية

بعد زيارة عباس للعراق.. خيبة أمل لدى اللاجئين الفلسطينيين

حضر الاقتصاد أثناء محادثات الرئيسين العراقي والفلسطيني وغابت هموم اللاجئين (موقع الرئاسة العراقية)

أعرب لاجئون فلسطينيون في العراق عن خيبة أملهم حيال الزيارة التي أداها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى العراق الأسبوع الماضي من دون أن يكلف نفسه الالتقاء بهم أو تحريك عدد من الملفات التي يعيشونها، وعلى رأسها ملف المعتقلين والمختطفين منهم في العراق.

ولم تفلح مناشدة عوائل المعتقلين والمختطفين الفلسطينيين للرئيس محمود عباس للسعي أثناء تواجده في بغداد من أجل الإفراج عنهم، كما أنه لم يتم التطرق أيضاً لمعاناة اللاجئين الفلسطينين في العراق منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا، حتى المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس العراقي برهم صالح لم يذكر اللاجئين الفلسطينيين في العراق ولا حتى بكلمة.

والتقى عباس بكل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ورئيس مجلس النواب ونواب بالبرلمان ورؤساء كتل برلمانية أمثال إياد علاوي ولكن دون جدوى تذكر، علماً أنه قد سبق وزار وفد من المجلس الوطني الفلسطيني قبل أسابيع معدودة من زيارة عباس للعراق (لجنة الصداقة بين البرلمان الفلسطيني والعراقي) والتي قال عنها عمران الخطيب رئيس لجنة "الأخوة البرلمانية" في المجلس الوطني الفلسطيني، إنها ناقشت العلاقة التاريخية بين العراق وفلسطين ودعم العراق لصمود الشعب الفلسطيني واستعراض اللقاءات التي قام بها الوفد دون التطرق لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق.

السؤال الذي يطرحه اللاجئون الفلسطينيين في العراق: ما هو دور نجل الرئيس عباس (ياسر) وما هي الصفة التي جاء بها مع والده؟

الجواب: هو رجل أعمال جاء للاستثمار في العراق من خلال إعادة الإعمار وشركات النفط، وهذا ما جاء على لسان الرئيس عباس، أنه عرض الخبرة والشركات الفلسطينية لمساعدة العراق في إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب. 

وأضاف: "الفلسطينيون على استعداد للمساعدة في إعادة بناء العراق، الذي عانى من خسائر مادية كبيرة في صراعات مسلّحة على مدى السنوات الـ17 الماضية، مع الخبرة والشركات الفلسطينية".

سمير عويس عضو لجنة الصداقة بين البرلمانين الفلسطيني والعراقي، والمطّلع على جولة عباس ولقائه بالمسؤولين العراقيين، يقول إن "زيارة عباس لبغداد كانت هامة، وبحث خلالها الكثير من الملفات الاقتصادية والملفات المشتركة بين البلدين، إضافة إلى ملفات سياسية تتعلق بالمنطقة والعلاقات الثنائية".

كما عرض على نظيره شراء النفط العراقي وإيصاله إلى الضفة الغربية عبر ذات الأنابيب التي يورّد فيها العراق النفط إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وبنفس السعر الذي يستورده به الأردن.

 

إقرأ أيضا: العراق يجرد اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم وامتيازاتهم

إذن هي زيارة تجارية من الرئيس، الذي يقول لاجئون فلسطينيون في العراق، إنه لم يبال بأوضاع أبناء شعبه في العراق ولم يكلف نفسه بزيارة أي مجمع فلسطيني في العاصمة بغداد ولم يلتق باللاجئين ليسمع منهم معاناتهم، فقد فضل مصالح عائلته على أبناء شعبه.

وأشار نشطاء فلسطينيون في العراق، إلى أن الرئيس محمود عباس وحاشيته، يزورون العراق منذ 2003 ولم يصل أحد من مسؤولي عباس أي تجمع فلسطيني للاجئين ولقاء أبنائه.

وقالت اللاجئة الفلسطينية في العراق أم أحمد لـ "عربي21"، إنها كانت تأمل أن يفعل الرئيس شيئا للمعتقلين والمختطفين ولو لمرة واحدة، لكنه لم يكلف نفسه ويتحدث عن معاناة فلسطينيي العراق.

أما بالنسبة للاجئ الشاب أحمد فقال لـ "عربي21": "عندنا مثل يقول (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)، هذا حال رئيسنا عباس".

أما اللاجئ أبو خطاب فتساءل في حديث لـ "عربي21" عن صفة نجل الرئيس عباس (ياسر) بالزيارة ليرد عليه الإعلامي الفلسطيني محمد العبد الله: "إن نجل الرئيس هو رجل أعمال معروف ولديه عدة مشاريع استثمارية بعدة دول"، وهنا ضحك أبو خطاب قائلاً وصلت الفكرة "جاي يسستثمر براسنا".

وكان اللاجئون الفلسطينيون يأملون أن يناقش الرئيس عباس مع الحكومة العراقية ومسؤوليها النقاط التالية: 

ـ أن يكون هناك نص واضح وصريح ينظم حياة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وأن لا يُتركوا لمزاج الموظفين.

ـ إعادة التعامل معهم تعاملا قانونيا كلاجئين لهم من الحقوق كما كان سابقاً وإلغاء شمولهم بالقوانين الصادرة مؤخرا والتي كانت مجحفة بحقهم.

ـ موضوع المعتقلين الفلسطينيين في السجون العراقية والإيفاء بما تم الوعد به من قبل في زيارات سابقة ومن خلال مخاطبات المسؤولين.

ورافق الرئيس الرئيس عباس في زيارته إلى العراق رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية محمد مصطفى، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وياسر عباس.

 

إقرأ أيضا: اللاجئون الفلسطينيون في العراق ينشدون الأمان