ملفات وتقارير

إسرائيل تتحدث عن وحدة سرية لحزب الله بالجولان.. ما الهدف؟

عناصر من حزب الله في مناطق الجولان- الإعلام الحربي التابع للحزب

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الكشف عن إحدى الوحدات السرية ذات "القدرات الكبيرة" التابعة لحزب الله اللبناني، والتي تنشط في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي إن "محاولة حزب الله إقامة وتثبيت وحدة سرية تحت اسم "ملف الجولان" تتمتع بقدرات أكبر من الماضي، للعمل ضد إسرائيل انطلاقا من الشق السوري لهضبة الجولان".

وأوضح في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أنه "بعد فقد حزب الله شرعية بقائه العلني في سوريا، مع انتهاء الحرب فقد قررت قيادة المحور الشيعي، محاولة إعادة إنشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل وقت الحاجة تحت اسم ملف الجولان".

ونوه أدرعي، إلى أنه "يتم إنشاء الوحدة من خلال الاعتماد على أطر حزب الله الأخرى القائمة في سوريا ولبنان بالإضافة إلى بنية تحتية ووحدات في الجيش السوري وسكان سوريين في الشق السوري من هضبة الجولان".

وذكر أن من يرأس هذه الوحدة، "هو علي موسى عباس دقدوق؛ المعروف بأبي حسين ساجد"، موضحا أن "ساجد التحق بصفوف حزب الله عام 1983، وشغل عدة مناصب ومهام في منطقة جنوب لبنان، ومن ثم انتقل عام 2006 للعمل في العراق كمسؤول عمليات وحدة حزب الله هناك".

 

إقرأ أيضا: عون: امتداد حزب الله "الإقليمي" لا يؤثر على سياسة لبنان

ولفت المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن القوات الأمريكية اعتقلت ساجد عام 2007، بسبب مسؤوليته عن "خطف وقتل 5 جنود أمريكيين في كربلاء، ومن ثم تم الإفراج عنه بعد تدخل حزب الله أمام الحكومة العراقية، إضافة لنقص في الأدلة"، زاعما أنه "في صيف 2018 أرسل إلى سوريا بهدف إقامة وحدة ملف الجولان".

وحول آلية جمع المعلومات، بين أنه "يعتمد بتجميع المعلومات على مواقع قائمة وتابعة للجيش السوري، حيث يتواجد في هذه المواقع جنود سوريون إلى جانب عناصر من قيادة الجنوب التابعة لحزب الله في سوريا"، متوقعا أنه "سيتم استخدام هذه المواقع من قبل وحدة ملف الجولان السرية دون علم عناصر الجيش السوري".

وأشار إلى أن عددا من عناصر هذه الوحدة في الميدان انتموا سابقا إلى جماعات تورطت في الماضي بنشاطات في منطقة هضبة الجولان، تحت بنية سمير القنطار وجهاد مغنية المعروفة"، مؤكدا أن "عددا من هؤلاء العناصر تلقوا في الماضي تدريبات ودورات في مجال القنص وتفعيل قذائف من قبل حزب الله".

وأكد أدرعي، أن هذه الوحدة السرية "تحاول التموضع أمام إسرائيل تحت رعاية أحزاب وجمعيات مدنية سورية؛ من بينها الذراع العسكرية للحزب السوري القومي الاجتماعي المعروفة بـ"نسور الزوبعة" المكونة من مليشيات من طوائف مختلفة، وتتكون قوة الزوبعة في الجولان من 15 ناشطا يتم استخدامهم".

 

من جهته قال الخبير الأمني يوسي ميلمان، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "كشف وزارة الأمن عن وحدة "ملف الجولان" التابعة لحزب الله، في ظاهرة يساعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يريد إدارة حملته الانتخابية بأجندة أمنية؛ حيث يتم رسم صورة للتهديدات المستمرة لإسرائيل، ولكن توقيت الكشف لا يتعلق بالانتخابات".


وذكر أن "هناك ثلاثة أهداف لهذا الكشف؛ الأول: إحراج حزب الله وإظهار مدى نجاح المخابرات الإسرائيلية في اختراق ومعرفة ما يحدث هناك، والثاني: دق إسفين بين المنظمة الشيعية التي تديرها إيران وبشار الأسد، وأما الثالث: دفع روسيا للتحرك نحو الأسد من أجل منع حزب الله".


ونوه ميلمان، أن "هذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها حزب الله إقامة بنية تحتية على الجانب السوري من مرتفعات الجولان (المحتل)، ففي الحالتين السابقتين ترأس جهاد مغنية سمير القنطار تلك الشبكات، وقد تم القضاء على كليهما قبل بضع سنوات، مستغلين فوضى الحرب الأهلية في سوريا، ونسب ذلك إلى إسرائيل".

وأوضح أن "جهود حزب الله للعمل في المنطقة سرا، تهدف إلى إقامة بنية تحتية يمكن أن تستخدمها المنظمة حال اندلاع الحرب في لبنان، حيث سيكون لدى حزب الله وقائد قوة القدس الإيرانية الجنرال قاسم سليماني، القدرة على تحدي إسرائيل وفتح جبهة ثانية على مرتفعات الجولان".

وحول حديث المخابرات الإسرائيلية عن عدم معرفة الأسد بنشاط حزب الله، أكد الخبير الأمني أنه من "الصعب قبول هذا" وأضاف: "من المشكوك فيه أن الأسد لم يكن يعلم، ومن المشكوك فيه أيضا وجود أشياء مفقودة من أجهزة الأمن السورية".

 

ساحة غير ممنوعة

الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حزب الله اللبناني، الدكتور عبدو اللقيس، وصف المزاعم الإسرائيلية بـأنها "محاولة لرفع الروح المعنوية للجنود والمستوطنين، بعد الهزائم المتراكمة خلال السنوات الماضية".

وقال اللقيس لـ"عربي21" إن "ساحة الجولان، ليست من الساحات الممنوع على حزب الله والمقاومة العمل بها، والاجتهاد من خلالها لكسر أنف الاحتلال، كما حدث سابقا"، لكنه في المقابل أشار إلى أن التفاصيل الواردة في مزاعم الاحتلال، "لن تقوم المقاومة بإثباتها أو نفيها، وما إذا كانت حقيقية، أم لأغراض دعائية داخلية".

وبشأن ارتباط الكشف عن هذا النشاط، بالزيارة التي قام بها السيناتور ليندسي غراهام، أول أمس لهضبة الجولان، وتعهده أمام بنيامين نتنياهو، بإقناع ترامب للاعتراف بضم إسرائيل للجولان، أوضح اللقيس أن الاحتلال، "ليس بحاجة لذرائع من أجل تنفيذ اعتداءاته، وسبق له أن ضم الجولان عسكريا" مشددا على أن "الميدان هو الحاكم لسيطرة أي طرف على المكان والوقائع، بعيدا عن موافقة ترامب، من عدمها على احتلال إسرائيل للمنطقة".

ورأى أن الصراع الانتخابي الذي يخوضه نتنياهو، وملفات الفساد التي تكشف بين الحين والآخر، وهجمات المنافسين للحصول على مقاعد الكنيست من الليكود، "من أسباب الحديث عن نشاط لحزب الله في الجولان، وغيرها ومحاولة لرفع الرصيد الانتخابي كذلك".