سياسة دولية

توني بلير يخرج عن صمته ويحدد موقفه من مغادرة حزب العمال

يدافع بلير عن الإمارات والسعودية ويرتبط معهما بعقود استشارات - جيتي

في أول تعليق له منذ استقالة تسعة نواب من حزب العمال البريطاني، بعضهم موالون له، تحدث رئيس الوزراء البريطاني السابق والزعيم السابق للحزب، طوني بلير، عن موقفه من الاتهامات التي وجهها الأعضاء المستقيلون بتفشي "معاداة السامية" في الحزب في ظل قيادة جيرمي كوربين.


وقال بلير في مقابلة مع "بي بي سي" البريطانية؛ إنه "ينظر بقدر كبير من التعاطف مع ما يقوله ويفعله" هؤلاء النواب المستقيلون، وأنه على تواصل معهم، لكنه أكد أنه لم يسبق أن تحدث معهم عن انسحابهم، رغم وصفه إياهم بأنهم "شجعان".

 

اقرأ أيضا: ارتفاع عدد النواب المستقيلين من حزب العمال البريطاني إلى 8

 

اقرأ أيضا: استقالة 3 نائبات من حزب المحافظين على خلفية بريكست

 

وعن نفسه، أكد بلير أنه لن يستقيل من الحزب، رغم معارضته الشديدة لكوربين.

 

وقال: "أنا في حزب العمال منذ أكثر من 40 عاما، وقُدت الحزب لـ13 سنة، وقضيت أطول فترة لرئيس وزراء عمالي.. أنا مرتبط بعمق بحزب العمال".

لكن بلير عاد ليؤكد أنه "قلق جدا" بشأن المسار الذي يتخذه الحزب في ظل قيادته الحالية، وقال إن هذا الوضع لن يُسهم في "إعادة الحزب إلى طريق الفوز" في الانتخابات القادمة.

 

وعبّر عن دعمه لنائب رئيس الحزب، توم واتسون، قائلا إنه "أبدى قيادة حقيقية" في الفترة الماضية.

 

وكان واتسون قد تحدث في الأيام الماضية عن عدم رضاه عن الطريقة التي يتم فيها التعامل مع شكاوى المضايقات، ومعاداة السامية داخل الحزب، مبديا تأييده لشكاوى النواب المستقيلين، وبينهم يهود.

 

اقرأ أيضا: الحكومة البريطانية تدرس تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي

وأشار بلير إلى أن خلطة أقصى اليسار في حزب العمال، وأقصى اليمين المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حزب المحافظين؛ ستدفع إلى بروز قوى أخرى في الساحة السياسية، في إشارة على ما يبدو إلى "المجموعة المستقلة" التي ضمت 11 نائبا مستقيلين من حزبي العمال والمحافظين.

 

وتضم المجموعة ثمانية من العمال وثلاث نائبات من المحافظين المستقيلين، فيما استقال عضو تاسع من العمال لكنه لم ينضم للمجموعة.

وبينما تحدث النواب المستقيلون من حزب العمال عن سيطرة أقصى اليسار على الحزب، وفشل قيادة الحزب في معالجة ملف "بريكست"، وخصوصا بشأن الدعوة لاستفتاء جديد في بريطانيا، إلى جانب قضية "معادة السامية"، اتهمت النائبات المحافظات المؤيدين للانفصال التام عن الاتحاد الأوروبي بتسيير الحزب وفق أجندتهم.

 

ورغم اتهام كوربين المؤيد للفلسطينين؛ بمعاداة السامية، فقد تلقى رسالة دعم وقعها أكثر من 200 عضو يهودي من الحزب، يعبرون فيها عن دعمهم له.

 

اقرأ أيضا: شخصيات يهودية بارزة تدعم كوربن بعد استقالة نواب من حزبه

 

وتحدث مساعدون لكوربين الشهر الماضي، عن توجه زعيم الحزب لتأييد استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ إذا لم تعلن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تأجيل الانسحاب لتجنب الخروج من دون صفقة، وهو ما تتجه إليه ماي بإعطاء البرلمان سلطة تحديد الخيارات.

 

ويشار إلى أن بلير مؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، كما يتحدث عن إمكانية إلغاء تفعيل "البند 50" من قانون الاتحاد الأوروبي (الخاص بالانسحاب) من طرف بريطانيا بمفردها، وهو ما أيدته محكمة العدل الأوروبية، أو الدعوة لاستفتاء ثان.

 

وما يزال رئيس الوزراء السابق، يتمتع بنفوذ في الحزب، وخصوصا بين من يعرفون باسم "البليريين" (Blairists)، نسبة إليه.

 

ويقول محللون إن بلير أحدث تغييرات جذرية في مبادئ وسياسات حزب العمال، بعيدا عن اليسار، حتى استطاع الفوز بالانتخابات عام عام 1997، بعد عقود من حكم المحافظين، حيث برز ما عُرف باسم "حزب العمال الجديد".

 

وتولى بلير رئاسة الحزب بين عامي 1994 و2007، بينما تولى رئاسة الوزراء بين 1997 و2007.

 

وعلاوة عن قضايا معاداة السامية وبريكست، يختلف كوربين مع بلير في علاقة الأخير بدول مثل السعودية والإمارات اللتين يرتبط معهما بعقود استشارات وعلاقات عامة، هذا إلى جانب علاقاته القوية مع نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، وإسرائيل.

 

اقرأ أيضا: إكسبرس: مساءلة لدور المال السعودي في موقف بلير من إيران

اقرأ أيضا: كوربين: على بريطانيا إدانة جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين

 

اقرأ أيضا: اعتداء على زعيم "العمال البريطاني" أثناء زيارته مسجدا (فيديو)