ملفات وتقارير

لماذا نشرت روسيا قوات موالية لها في محيط إدلب السورية؟

قال باحث سياسي إن دفع موسكو بالفيلق الخامس ينزع قرار الحرب من إيران- أرشيفية

تواصل روسيا نشر قوات موالية لها على طول الخطوط المتقدمة المحاذية لخطوط التماس مع المعارضة في ريف حماة الغربي، حسبما أفادت مصادر محلية.


وفي مسعى من موسكو لتمكين الفيلق الخامس المشكل من المقاتلين السابقين في فصائل "المصالحات" بالجنوب في محيط إدلب، عمدت إلى إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية من الفيلق ذاته مؤخرا، وذلك بعد أن أرغمت قوات "الفرقة الرابعة" على الانسحاب تدريجيا من هذه المناطق، بعد اشتباكات محدودة معها في منطقة سهل الغاب بريف حماة.


والفيلق الخامس، هو تشكيل تابع للنظام السوري مدعوم من روسيا ويعتمد على المقاتلين المتطوعين وتحديدا عناصر "المصالحات"، شكلته الأخيرة في الجنوب السوري بعد فرضها "التسوية" على الفصائل.


وتطفو على السطح تساؤلات حول الغرض من نشر هذا الفيلق على تخوم إدلب.


وبهذا الصدد، رأى الصحفي خليل السامح الموجود في إدلب، أن روسيا لها أهداف عدة، في مقدمتها تقليم أظافر إيران في هذه المنطقة، المشمولة بالاتفاق التركي-الروسي في "سوتشي".


وأوضح السامح لـ"عربي21" أن اتفاق سوتشي الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في أيلول/ سبتمبر 2017، ينص على إشراف روسيا بشكل كامل على المنطقة العازلة، من خلال تسليم الفيلق الخامس الإشراف العسكري على المنطقة من جهة مناطق سيطرة النظام.

 

اقرأ أيضا: طعمة لـ"عربي21": سببان ساعدا على تقدم الأسد ميدانيا (شاهد)


وقال السامح إن "اتساع سيطرة المليشيات الإيرانية وقوات النظام الموالية لها كالفرقة الرابعة، يشكل مبعث قلق لروسيا، وتحديدا لجهة خرق اتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري".


ولفت إلى أن "نوعية المقاتلين في الفيلق الخامس تختلف تماما عن نوعية مقاتلي المليشيات الإيرانية، لأن عناصر الأخيرة يقاتلون عن عقيدة، أما عناصر الفصائل السابقين الذين صالحوا النظام برعاية روسية، فهدفهم الأول هو الارتزاق، وعدم ملاحقتهم من قبل نظام الأسد"، على حد تعبيره.


وبحسب السامح فإن كل ذلك، يعطي انطباعا بأن روسيا ما زالت عازمة على المضي في تطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في إدلب، على خلاف إيران التي تريد خرق هذا الاتفاق، وشن عمليات عسكرية كبيرة في إدلب.


بدوره، رأى الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد أن روسيا تعمل على مجاراة إيران من خلال حديثها إعلاميا عن دعمها عملية عسكرية ضد مناطق المعارضة في إدلب، بينما سياستها على الأرض تؤكد عكس ذلك.


وأوضح لـ"عربي21"، أن "دفع موسكو بالفيلق الخامس الذي يتكون في الغالب من عناصر المصالحات، إلى الخطوط المتقدمة ينزع قرار الحرب من إيران، ويحجم من دور مليشياتها الرافضة للاتفاق في إدلب"، مضيفا أن "عناصر الفيلق الخامس تلقوا شبه تطمينات باستبعاد خوض معارك عسكرية مع فصائل المعارضة بإدلب، وذلك قبل موافقتهم على الانتقال إلى الشمال السوري".


وبموازاة ذلك، أشار الباحث إلى الاشتباكات التي سبقت انتشار الفيلق الخامس مع الفرقة الرابعة في سهل الغاب، وقال: "من الواضح أن اعتراض الفرقة الرابعة المدعومة إيرانيا على تسليم مواقعها للفيلق الخامس، يعني أن إيران مدركة تماما للخطة الروسية".


وبالتزامن مع ذلك، تشهد مناطق المعارضة تحركات عسكرية تركية، حيث كشفت مصادر محلية عن اعتزام تركيا تشكيل نقاط مراقبة جديدة، لتسريع تثبيت وقف إطلاق النار المهدد بالانهيار بفعل الخروقات المستمرة من جانب قوات النظام.