حقوق وحريات

أسرة أبي بكر تكشف لـ"عربي21" ملابسات إعدامه بمصر (صور)

شقيقة أبي بكر: "مات صابرا وثابتا لم يبدل ولم يغير وعلى طريق الحق الذي ارتضاه"- عربي21

قالت أسرة أبي بكر السيد عبد المجيد محمد علي، أحد الشباب الشهداء التسعة، الذين نفذت فيهم السلطات المصرية حكم الإعدام، إنها على يقين من القصاص الإلهي عاجلا أم آجلا، وإنه مات واقفا لا راكعا.

ونفذت سلطات الانقلاب العسكري في مصر، الأربعاء، حكم الإعدام بحق 9 معتقلين من رافضي الانقلاب، في قضية ما يعرف بـ"اغتيال النائب العام"، هشام بركات، رغم مناشدات المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بإيقافها.

احتجاز الجثامين

وكشفت شقيقة أبو بكر، الدكتورة هند السيد لـ"عربي21" أن أسرته لم تتسلم جثمان الشهيد حتى الآن، مؤكدة أن "الأمن المصري يماطل في تسليم جثامين باقي الشباب، وأخبرونا أن التسليم سيكون، الجمعة، أو السبت، دون مبرر".

وقالت إن "أبا بكر هو الأخ الأصغر في الأسرة، من مواليد محافظة الشرقية، مركز الإبراهيمية، ولد في شهر أيلول/ سبتمبر 1993 (25 عاما)".

وبشأن ملابسات اعتقاله، أردفت: "اعتقل أبو بكر في 25 شباط/ فبراير 2016، وهو طالب في السنة النهائية بكلية الهندسة قسم ميكانيا بجامعة الزقازيق (وسط الدلتا)".

وعن طبيعة شخصية أبي بكر أكدت شقيقته أنه "كان متميزا عن أقرانه بتحمله المسؤولية، وطموحه الكبير، وحبه لأسرته وأصدقائه وبلده، وكان ودودا لطيفا حتى مع الذين يختلفون معه في التفكير؛ كان في خدمة الجميع من حوله دون استثناء".

 

 

اقرأ أيضا: أجواء مؤثرة بتشييع الشبان الذين جرى إعدامهم بمصر (شاهد)

رحلة الإعدام

وأشارت إلى أن رحلة معاناة أبي بكر بدأت في اليوم الأول من اعتقاله، مضيفة أنه "عندما اعتقل تم إخفاؤه قسريا لمدة 15 يوما في أقبية أمن الدولة في الزقازيق، تعرض خلالها للضرب المبرح والتعذيب النفسي والبدني، ثم نقلوه إلى سجن العقرب المقيت، ومنع من الزيارة لمدة 7 أشهر".

وأوضحت أن "ظروف حبسه كانت سيئة وأنه كان محروما من كل شيء، لكنه لم يضعف ولم يهن، وبدأ رحلة حفظ القرآن الكريم، حتى حفظه كاملا عن ظهر قلب بالقراءات كلها"، مشيرة إلى أنه "كان في سجن العقرب في زنزانة انفرادية، ويعامل بشكل غير آدمي".

وبشأن رحلة الأسرة مع أحداث القضية، قالت: "أبوبكر حكم عليه في قضية النائب العام بالإعدام في تموز/ يوليو 2017 بعد نحو أقل من عام من بدء محاكمتهم في أيار/ مايو 2016، ورفضت محكمة النقض في تشرين الثاني/ نوفمبر طعون المتهمين وتم تثبيت الحكم عليه".

وأشارت إلى أن كل الحقوقيين والمحامين أجمعوا أن قضية النائب العام بها عوار قانوني، وخالية من الأدلة، وأن الاعترافات انتزعت تحت التعذيب والترهيب وهو ما أكده أبو بكر خلال جلسة المحاكمة التي رفض قاضيها الاستماع إليه أو توقيع الكشف عليه".

 

 

اقرأ أيضا: موجة غضب على نظام السيسي بعد إعدام تسعة معارضين

سخرية القاضي

وكان القاضي سخر من أبي بكر عندما اشتكى في إحدى جلسات محاكمته من إصابته بأمراض نفسية نتيجة التعذيب الشديد، والألم المبرح، وأجابه ربما أنه لا يعاني من أمراض نفسية بل تتلبسه بعض العفاريت، واعتبره البعض تعليقا يخلو من الإنسانية والرحمة من شخص يفترض أنه يمثل العدالة.

واستهجنت بقوة عدم توفير محاكمة عادلة لهم، قائلة: "لم تتم لهم محاكمة عادلة، وكان هناك التماس بعدم تنفيذ حكم الإعدام، ورغم ذلك تم التنفيذ دون البت فيه، وهذا مخالف للقانون، ولكنهم لا يعترفون بقانون إلا قانون الغاب".

وبشأن إذا ما كانوا يتصورون أن تُقدم سلطات الانقلاب على إعدامه، قالت: "كنا نتوقع أي شيء من هذا النظام المجرم الذي لا يرعى حرمات المصريين ولا يحافظ على دمائهم".

 

اقرأ أيضا: إعدامات جماعية.. هل يدفع الشباب ثمن الفشل الأمني للسيسي؟

مات واقفا

وأضافت أنه "مع بداية عام 2019، بدأ عام الأعدامات في مصر؛ لأن تكرار تنفيذ الإعدامات خلال فترة قصيرة جدا فإن دل على شيء فهو يدل على وحشية هذا النظام وإجرامه بحق المصريين".

وعن آخر زيارة لأسرته له، قالت شقيقته إن "آخر زيارة كانت من شهر عندما قامت والدتي بزيارته في سجن الزقازيق العمومي عندما كان يؤدي الامتحانات قبل ترحيله إلى سجن العقرب في عنبر التأديب".

وكشفت أن أبا بكر "كان لديه إحساس أن الحكم سيتم تنفيذه، ولذلك أعطى والدتنا وصيته في ورقة مطوية وطلب منها ألا تفتحها إلا إذا جاءهم خبر تنفيذ الحكم فيه".

واختتمت حديثها بالقول: "نحن صابرون، ونحسبه مات صابرا وثابتا لم يبدل ولم يغير، وعلى طريق الحق الذي ارتضاه ونسأل الله السير فيه من بعده، وأخي مات واقفا لم يمت منحنيا".

 

اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تدين الصمت الدولي على النهج الدموي للسيسي