حقوق وحريات

غضب ضد ترحيل تركيا شابا إلى مصر.. ودعوات لتحقيق رسمي

لا يزال الغموض يسيطر على ملابسات قيام السلطات التركية بترحيل شابا مصريا محكوما عليه بالإعدام إلى بلاده- فيسبوك

لا يزال الغموض يسيطر على ملابسات قيام السلطات التركية بترحيل شاب مصري محكوم عليه بالإعدام إلى بلاده، وسط سخط وقلق في أوساط الجاليات المصرية والعربية بتركيا، وتبادل للتساؤلات والتبريرات والاتهامات حول ملابسات الواقعة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.


ودعا الكاتب والمحلل السياسي التركي سعيد الحاج، السلطات التركية إلى إجراء تحقيق شامل مع كافة الأطراف المسؤولة عن الحادث، والإعلان عن نتائج التحقيق بشكل كامل وشفاف.


وقال الحاج عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "القضية ليست واضحة بكل تفاصيلها، لكن ما يبدو مما هو متاح حتى اللحظة أنه ليس هناك سياسة تركية جديدة بالتعاون الأمني مع السيسي وتسليمه المصريين حتى الآن".


وتابع: "ما حصل هو نتيجة تجمع عدة أخطاء و(عك) من عدة أطراف، طرف الشاب ومن ساعده، وطرف المصريين/الإخوان الذين يتابعون هذا النوع من القضايا، والطرف التركي".


وحث الكاتب التركي الأطراف الثلاثة إلى تقديم كل ما لديها من معلومات ووثائق وتفسيرات لما حصل للجهات التي تتبع لها، ووضع آليات أكثر وضوحاً وشفافية وسلامة لملف الشباب المصري الذي هم في أوضاع مشابهة، لتأمينهم بطريقة واضحة ومضمونة وشبه رسمية وتجنب تكرار هذا السيناريو لا قدر الله في المستقبل مع أي شاب آخر.

 

اقرأ أيضا: السلطات التركية تشكل لجنة تحقيق بحادثة ترحيل الشاب المصري

 

وتداول مصريون وحقوقيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، روايات متضاربة ومتناقضة بشأن ملابسات ترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ حسين إلى مصر، وكان قد جاء إلى تركيا من مقديشو بتأشيرة "مخالفة".


وأكد الكاتب التركي أن القصص المتداولة تتقاطع في زوايا وتتناقض في وزايا أخرى، مما يصعب على المرء أن يخرج بقصة متكاملة وواضحة لفهم ما حصل تماماً، لافتا إلى أنه من الأمور التي تجمع عليها جميع الروايات ومن مطلعين على القصة، ما يلي:


-أن الشاب أتى لتركيا من الصومال، بعد أن قدم على فيزا إلكترونية (هي لا تحق له أصلاً كمصري ولا يمكنه دخول تركيا بها) وتذكرة من مقديشو للقاهرة عبر (ترانزيت) إسطنبول.


- فعل الشاب ذلك بالتنسيق مع أشخاص في مقديشو واسطنبول.


- كانت الخطة تقضي بأن لا يركب الشاب طائرة القاهرة و"يفوتها"، ثم يحاول دخول تركيا، إما عبر التنسيق أو دفع مبلغ من المال.


- لأسباب غير واضحة (قد تكون نصب أو تغير الموظف أو أي شي ء آخر)، لم يستطع الشاب الدخول والضابط رفض قبول المال، فأوقِفَ الشاب.


- في هذه الحالات، أي بعد تصنيف المسافر على أنه ممن لا يحق لهم الدخول إلى البلاد، إما أن يعاد المسافر من حيث أتى (وهذا الغالب) أو أن يستمر إلى وجهته التي قطع التذكرة لها.


- في بيان منسوب للشرطة التركية في مطار إسطنبول (لا أستطيع الجزم بصحتها من عدمه) مذكور "أن الشاب رفض العودة إلى الصومال ولذلك فقد قطعت له تذكرة أخرى وسفّر إلى القاهرة. (هناك مواقع ذكرت ان الصومال رفضت استقباله، ولا أظن ذلك، لكن ليس لدي معلومة).


- أحد قيادات الإخوان في تركيا أبلغ عن الشاب (متأخراً حسيب راويته، لكن قبل ترحيله)، لكنه كان لا يعرفه، ولا يعرف حتى أنه إخوان.


- هذا القيادي اتصل بالجهات التي ينسق معها في العادة، وحين سئل السؤال المعتاد: هذا الشاب ما خلفيته؟ أو يتبع من؟ أجاب القيادي: هو من الجهاد، بسبب اسم الخشص الذي أبلغه بقصة الشاب!!!


- بعد ذلك يبدو أن القيادي عرف أن الشاب من الإخوان وأعاد الاتصال، لكن لم يستطيعوا الوصول للشاب، واكتشفوا لاحقاً أنه رحل إلى القاهرة، وأصبح ضمن المختفين قسرياً، بكل ما يعنيه ذلك.


- وهناك كثيرون ذكروا أن بعض الشخصيات الإخوانية والمصرية أبلغت بوضع الشاب قبل ترحيله، لكن ذلك لم يحمه من الترحيل. (أهملوا؟ تأخروا؟ تجاهلوا؟ لم يستطيعوا؟).

 

وقال هيثم غنيم، وهو شاب مصري يقيم في تركيا عبر مقطع فيديو له على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" إن الشاب المصري البالغ من العمر 29 عاما، وكان يعمل مهندسا زراعيا بمدينة السادات بالمنوفية شمال القاهرة، وصل إلى مطار أتاتورك بإسطنبول في الساعة الثامنة صباح يوم 16 يناير، بجواز سفر مصري قادماً من العاصمة مقديشو، وحاملا لتأشيرة إلكترونية تبين أنها غير صالحة.

 

وأوضح غنيم أن الشاب المصري قدم لأجهزة الأمن التركية ما يفيد أنه صدر ضده حكم بالإعدام في مصر، طالبا اللجوء السياسي، لافتا إلى أن السلطات التركية رفضت دخول الشاب المصري لأراضيها لعدم وجود ما يفيد منحه حق اللجوء السياسي، وقامت بإعادته على الطائرة المتجهة للقاهرة بعدما تبين لديها أنه لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.