صحافة إسرائيلية

خلافات إسرائيلية داخلية حول الاعتراف بـ"انقلاب" فنزويلا

قالت صحيفة معاريف إن "إسرائيل لم تعتد على اتخاذ مواقف علنية في تطورات دول أخرى داخلية"- جيتي

تفاعلت الأزمة السياسية الناشبة في فنزويلا داخل الأوساط الإسرائيلية، رغم ما يفصل البلدين من آلاف الكيلومترات، لكن الاعتراف الإسرائيلي بالانقلاب الذي شهدته كراكاس أثار نقاشا إسرائيليا داخليا حول مدى وجاهة هذه الخطوة أو خطئها.


ونقلت صحيفة معاريف في تقرير ترجمته "عربي21" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "أعلن بصورة رسمية دعم المعارضة الفنزويلية في هذه الدولة الجنوب أمريكية ضد الرئيس نيكولاس مادورو، وبذلك تنضم إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أمريكا اللاتينية وأوروبا في هذه الخطوة، معترفة بالقيادة الفنزويلية الجديدة، ممثلة بزعيم المعاضة السابق خوان غوديو".


وأشارت الصحيفة أن "ماريا كورينا ماتشادو من قادة المعارضة الفنزويلية توجهت بالشكر إلى نتنياهو على هذه الخطوة، وأكدت أن فنزويلا تنوي تجديد علاقاتها مع إسرائيل".


وأكدت أن "الموقف الإسرائيلي بدعم الرئيس الفنزويلي الجديد جاء معاكسا لمواقف دول عظمى حول العالم عارضوا ما اعتبرته انقلابا على الديمقراطية مثل روسيا والصين وجنوب أفريقيا، واتهموا الولايات المتحدة بدعم الانقلاب، ورفضوا تمريره على مجلس الأمن الدولي".

 

اقرأ أيضا: ما خيارات "مادورو" بعد تزايد الدعم لزعيم المعارضة بفنزويلا؟


يانير كوزين مراسل صحيفة معاريف للشؤون السياسية نقل عن "أوساط أمنية إسرائيلية اعتراضها على خطوة نتنياهو للاعتراف بالمعارضة الفنزويلية خشية على الجالية اليهودية المقيمة هناك، المقدرة أعدادهم بالآلاف".

 

ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "قرار الاعتراف بالمعارضة زعيمة للبلاد في فنزويلا لم يكن سهلا على تل أبيب بسبب وجدود قرابة ستة آلف يهودي في فنزويلا، وربما يتضررون من هذا القرار الإسرائيلي، لكننا تابعنا تبعات هذه الخطوة، وأجرينا اتصالاتنا مع الجهات الدولية، وتناقشنا مع زعماء الجالية اليهودية في فنزويلا".


وقالت الصحيفة إن "إسرائيل لم تعتد على اتخاذ مواقف علنية في تطورات دول أخرى داخلية، لكنها هذه المرة اتخذت القرار الاستثنائي".


البروفيسور أرييه كاتسوفيتش خبير شؤون أمريكا اللاتينية في قسم العلاقات الدولية بالجامعة العبرية قال إننا "أمام قرار سهل لدى دوائر صنع القرار في إسرائيل، فقد سبق لفنزويلا زمن الرئيس السابق هوغو تشافيز أن قطعت علاقاتها معنا عام 2009 على خلفية حرب غزة الأولى الرصاص المصبوب، ومن الواضح أن إسرائيل تتضامن مع أي بديل لنظام الحكم القائم في كراكاس، بحيث قد تسفر هذه الخطة عن تجديد علاقاتها مع تل أبيب".

 

اقرأ أيضا: النائب العام الفنزويلي يعلن عن إجراءات ضد زعيم المعارضة


وأضاف أن "التوقع الإسرائيلي أن تنحو فنزويلا في قادم الأيام في خارطتها السياسية نحو الوسط أو اليمين بدل خطها اليساري القائم حاليا".


وأشار إلى أن "علاقات إسرائيل مع فنزويلا تشافيز كانت مقطوعة، وفي عهد فنزويلا مادورو لم تكن هناك علاقات، ولذلك فإن أي بديل لهما سيكون أفضل لإسرائيل، كما أنه على الصعيد الدولي فإن قرار إسرائيل بدعم المعارضة الفنزويلية منطقي، فالصورة العالمية تذهب نحو هذا الاتجاه، ما يجعلني أدعم هذه الخطوة من قبلنا".


وختم بالقول إن "إسرائيل بهذا القرار الداعم للمعارضة الفنزويلية تحسم خياراتها مع الجانب الدولي الذي تشعر نفسها جزءا منه من العالم، بعكس الدول الأخرى التي ما زالت تدعم مادورو مثل الصين وتركيا وإيران وروسيا، وهذه الخطوة قد تجعلنا أكثر حسما لموقعنا في الكرة الأرضية، بجانب من نقف، وفي مواجهة من".