سياسة عربية

شكوى لبنانية ضد الاحتلال بمجلس الأمن.. "ما يحصل اعتداء"

كان الجيش اللبناني رصد صباح الخميس أعمالا لجيش الاحتلال عند الحدود الجنوبية لبناء أجزاء من جدار إسمنتي- جيتي

أعلنت السلطات اللبنانية مساء الخميس، أنها قررت تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، اعتراضا على الخروقات الإسرائيلية، وتكثيف حراك لبنان الدبلوماسي مع دول مجلس الأمن لشرح موقف البلاد، بحسب بيان صادر عن المجلس الأعلى للدفاع اللبناني.


وطالب المجلس بـ"اجتماع طارئ للجنة الثلاثية (ممثل عسكري عن لبنان وعن إسرائيل وعن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل")؛ لبحث هذه الخروقات"، معتبرا أن "الخروقات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية اعتداء على البلاد".


يأتي ذلك بعد عقد الرئيس اللبناني ميشال عون اجتماعا طارئا في "قصر بعبدا" شرقي بيروت، بحضور رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية؛ لبحث الخروقات الإسرائيلية للحدود الجنوبية.


وكان الجيش اللبناني رصد صباح الخميس، أعمالا لجيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية لبناء أجزاء من جدار إسمنتي، قرب منطقة كفركلا الجنوبية على النقاط المتنازع عليها، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية.


وقال المجلس إن "ما يحصل على الحدود الجنوبية للبنان من قبل جيش العدو الإسرائيلي، هو اعتداء على الأراضي اللبنانية وخرق للقرار الدولي 1701"، مشددا على أن "لبنان سيستكمل مسار التفاوض لحل النزاعات الحدودية، وسيطل من اليونيفيل العاملة في جنوب البلاد تحمل مسؤولياتها في تنفيذ القرار الأممي والحفاظ على أمن الحدود".

 

اقرأ أيضا: عون يقر بتأثير مشاكل الإقليم على "الحل السياسي بلبنان"


وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم (1701)، الذي قضى بوقف "العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل بعد حرب تموز 2006".


وتضمن القرار انسحاب الاحتلال الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية، عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "اليونيفيل".


والخط الأزرق، هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى.


وفي أبريل/ نيسان 1996، وقع اتفاق "رسم الحدود" برعاية اليونيفيل، بألا يبني الطرف الإسرائيلي أي جزء من هذا الجدار في النقاط المتنازع عليها.


والخميس، عقد اجتماع عسكري ثلاثي، في موقع الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة الحدودية، بحضور ضباط من "يونيفيل" والجيشين اللبناني والإسرائيلي.


وركزت المناقشات، بحسب بيان لليونيفيل، على موضوع الأنفاق والأعمال الهندسية الجارية قرب الخط الأزرق"، وتطرقت المناقشات إلى "تعاون الأطراف مع اليونيفيل من أجل تنفيذ المهام المنوطة بها، والاستخدام الأمثل لآليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها البعثة للحفاظ على الهدوء السائد على الخط الأزرق".

 

اقرأ أيضا: ورقة إسرائيلية لتقييم "درع الشمال" بعد شهر على انطلاقتها


من جهته، قال الجيش اللبناني، في بيان، إن "الجانب اللبناني أدان (خلال الاجتماع الثلاثي) استمرار خروقات جيش العدو الإسرائيلي البرية والبحرية الجوية، التي تنتهك الخط الأزرق والقرار 1701 والسيادة اللبنانية، وتهدد باستئناف الأعمال العدائية".


وشدد على "ضرورة الانسحاب الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر"، لافتا إلى أنه "ناقش موضوع التنصت والتشويش على شبكة الاتصالات اللبنانية"، مطالبا بـ"التوقف الفوري عن إرسال رسائل التهديد إلى هواتف المواطنين اللبنانيين من قبل العدو الإسرائيلي".


وبشكل دوري، تعقد الاجتماعات الثلاثية بين كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والإسرائيلي واليونيفيل، تحت رعاية الأخيرة منذ نهاية حرب 2006، وتضم اليونيفيل حاليا حوالي 10 آلاف و500 جندي حفظ سلام يقومون بنحو 14 ألف نشاط عملياتي شهريا.