مقالات مختارة

مدرسة «التحدي 13»، تصويتا الجمعية العامة!

1300x600

كانون الأول قنطرة الانتقال من عام إلى آخر، وهذا العام يبدو مقنطرا بالمناسبات: السنوية 31 على اندلاع الانتفاضة الأولى؛ عامٌ واحد على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتصويتان في الجمعية العامة.


تبدو المناسبات مصادفات، لكن "مصادفة" هدم الاحتلال مدرسة "التحدي 13"، ومطالبة وزير خارجيتنا المحكمة الجنائية الدولية الإسراع في التحقيق بجرائم الاحتلال، تصادفت مع تقدم كبير، بدأ العام 2015، في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية، وآخر مواضيعها قرية الخان الأحمر، ومدرستها المهدّدة بالهدم.


لا أعرف ما هو رقم مدرسة الخان الأحمر في سلسلة "مدارس التحدي"، التي تقيمها السلطة وحدها أو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. لكن في يوم صدور تقرير أولي لمكتب المدعية العامة بنسودا في المحكمة الجنائية الدولية، هدمت جرافات الاحتلال مدرسة "التحدي 13"، شمال بلدة السموع، قبل يومين اثنين من تدشينها، بكلفة 40 ألف يورو من وزارة التربية والتعليم. المدرسة هي "كعبة" الأولاد بعد "كعبة" البيت.


فيما تدل الصور المنشورة عن "مدارس التحدي" يبدو لي أن جميعها، أو كلها، لتلاميذ في سن الدراسة الأساسية، أي التلاميذ الصغار، الذين يقطعون مسافات طويلة على أقدامهم إلى مدرستهم، شتاء وصيفا.


مثلا، مدرسة الأولاد في الخان الأحمر توفر على تلاميذها قطع مسافة طويلة سيرا على الأقدام إلى مدارس أريحا، أو مدارس القدس الشرقية.


مدرسة "التحدي 13" ذات الغرف الصفّية السبع، هُدمت دون سابق إنذار، وقبل يومين من افتتاحها. هذه جريمة متعمّدة، وهي جزء من الصراع على المنطقة (ج) أو على مساحة منها تعادل 7% في منطقة تشكل 60% من مساحة الضفة تريد إسرائيل إلحاقَها بها.


بعد هدم بعض "مدارس التحدي"، انتقل تلاميذها من تلقّي العلم في مدارس مسقوفة إلى الخيام، وأحيانا، إذا كان الجو صحوا، إلى "تحت السماء والطارق".


في القرارات الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن 2334، أن الاستيطان وهدم البيوت نوع من "جريمة حرب"، وهو آخر قرار امتنعت إدارة أوباما عن نقضه على غير جاري عادتها.


يتم الاستيطان وفق ثنائي جرافة ـ مستوطنة، ويتم إقامة بؤر استيطانية وفق ثنائي معسكر ـ بؤرة، أي يخلي الجيش مكانه لإقامة بؤرة: يذكرنا هذا بثنائية حرب الجيش الإسرائيلي ضد الجيوش العربية، أي طائرة ـ دبابة.


في الجمعية العامة جرت معركة دبلوماسية ـ سياسية للتحدي في تصويتها على قرارين متتابعين: الأول، مشروع قرار أمريكي لإدانة حركة حماس في إطلاقها مقذوفات صاروخية؛ الثاني مشروع قرار قدمته إيرلندا للتصويت على الحالة في فلسطين، وهذا بعد عام على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.


المشروع الأمريكي غير اعتيادي، لأن واشنطن قلّما تتحدى الشرعية الدولية في الجمعية العامة، لكنها تشكل مانعا ـ رادعا أمام مشاريع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن.


أيضا، قدمته ودافعت عنه المندوبة نيكي هايلي، كآخر نشاطاتها في وظيفتها. ليس قليلا أن يحرز المشروع غالبية 87 صوتا، وإن لم يحرز غالبية الثلثين اللازمة لإقراره.


أحرز مشروع القرار الإيرلندي 156 صوتا، أي غالبية الثلثين المطلوبة، بعد وقت قصير من فشل المشروع الأمريكي، وتبعته في اليوم التالي 8 تصويتات شاملة لصالح فلسطين، ويؤكد "حل الدولتين" وإنهاء الاحتلال، بما في ذلك القدس الشرقية، ودعم وكالة "الأونروا" ووضع حقوق الإنسان تحت الاحتلال،إلخ!


فلسطين لا تستطيع، هي أو غيرها، تحدي "الفيتو" الأمريكي في مجلس الأمن، لكن تستطيع تحدي الولايات المتحدة في الجمعية العامة، علما أن فلسطين أحرزت مكسبا مهما في الدورة الجارية للجمعية العامة، وهو انتخابها لرئاسة مجموعة الـ77 + الصين، وهي تضم 157 عضوا، وتستطيع بذلك أن تفوز في تصويت محتمل على بند "التحالف من أجل السلام"، الذي يتطلب أصوات ثلثي الأعضاء في الجمعية العامة لنقض "الفيتو" الأمريكي في مجلس الأمن.


تستحق الكويت شكرا فلسطينيا لدورها في تعطيل صدور قرار من الجمعية العامة لصالح المشروع الأمريكي ضد "حماس" لاشتراطها غالبية الثلثين، كما تستحق إيرلندا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، شكرا على مشروعها لصالح فلسطين. لكن معظم دول الاتحاد الأوروبي ترى أن "حماس" حركة إرهابية، كما ترى من جانب آخر أن الاحتلال والاستيطان في فلسطين غير شرعي.

هرولة السرولة


مات مصمم الأزياء الراقية الفرنسي، إيف سان لوران، بعد أن عبر عن حسرته: لو كنتُ أنا من اخترع بناطيل "الجينز" الأكثر شيوعا عالميا في "السرولة" للذكور والإناث، للصغار وللكبار في أربعة أركان المعمورة.


هل رأيتم المستشارة أنغيلا ميركل ترتدي الفستان أو التنورة (الجوب) بدلا من السروال. الآن، صارت الجيب الأخيرة من سروال "الجينز" المكان الأثير للفتيات المسرولات، لوضع جهاز الهاتف الذكي.


من قبل، أثارت الأديبة "جورج ساند" ثورة عندما ارتدت سروالا، بدل الفستان الأنثوي أو هذا "التايور" النسوي ذي القطعتين. إنها أنثى وأعطت لاسمها انتحالا ذكوريا، أي جورج بدل جورجيت مثلا. سروال الجينز لـ "اغسل والبس".

 

عن صحيفة الأيام الفلسطينية