صحافة دولية

صحيفة روسية: ابن سلمان غير مرحب به في أي مكان

ابن سلمان زار تونس الثلاثاء في زيارة قصيرة ثم توجه إلى الأرجنتين- جيتي

نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الجولة الخارجية التي يقوم بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، المشتبه بتورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تونس، مهد الربيع العربي، انتفضت ضد زيارة ولي العهد. في الأثناء، لا زالت المزيد من المتاعب تنتظر ولي العهد في الأرجنتين، أين سيحل للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، لا سيما في ظل استمرار مطالبة نشطاء حقوق الإنسان السلطات الأرجنتينية باحتجازه وتقديمه للعدالة.

وأضافت الصحيفة أن مئات المواطنين التونسيين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على زيارة محمد بن سلمان، الذي وصل إلى العاصمة التونسية يوم الثلاثاء.

 

من جانبها، صرحت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن زيارة الأمير السعودي إلى تونس "إهانة للثورة وقيمها". واتهم الصحفيون محمد بن سلمان بانتهاك حرية التعبير، معلنين عزمهم على مقاضاته في المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب العديد

 

من الجرائم في اليمن ضمن الحرب التي تقودها الرياض. وتعد تونس أول بلد عربي تكتسب فيه الاحتجاجات ضد السلطة الملكية السعودية زخما كبيرا.

ونقلت الصحيفة عن يوسف الشريف، وهو معلق ومستشار تونسي في شؤون السياسة في شمال أفريقيا، أن العديد من الجهات التونسية المعارضة لبعضها البعض احتجت على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأفاد الشريف أن "هذه الزيارة جاءت في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة لم تشهدها البلاد منذ سنة 2013، حيث أن الرئيس وحاشيته في خلاف تام مع قيادة حزب حركة النهضة.

 

وتعتبر المملكة من الجهات التي تكن العداء للأحزاب الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر أو حركة النهضة في تونس. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر استضافة الأمير في تونس بمثابة تحد لحركة النهضة".

 

اقرأ أيضا: ابن سلمان يغادر تونس إلى الأرجنتين لحضور قمة العشرين

وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي إلى مصر، قوبلت برفض الشعب المصري أيضا. وعشية تواجده بالقاهرة، نشر حوالي 100 صحفي مصري رسالة مفادها أن النظام السعودي جاهل بالقيم الإنسانية، بما في ذلك الحق في الحياة. كما ناشد الصحفيون العالم أجمع بضرورة إدانة الرياض.

 

ومع ذلك، يرى الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط، فاسيلي كوزنيتسوف، أن الاحتجاجات في تونس لن تنتشر إلى بلدان أخرى ولن تؤثر على الوضع في المنطقة. وأضاف كوزنيتسوف أن "الهجمات المعادية لمحمد بن سلمان مصدرها خصومه السياسيون في الداخل. كما أن هناك دولا مؤيدة للمملكة العربية في المنطقة".

وبالإضافة إلى مصر وتونس، زار الأمير السعودي الإمارات العربية المتحدة والبحرين. ومن المقرر أن يزور الجزائر وموريتانيا في مطلع كانون الأول/ ديسمبر. علاوة على ذلك، سيشارك الأمير في قمة مجموعة العشرين التي ستنطلق نهاية الأسبوع الجاري في بوينس آيرس.

ونقلت الصحيفة عن صحيفة "كلارين" الأرجنتينية، أن المدعي العام الأرجنتيني تلقى طلبا من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يؤكد ضرورة احتجاز محمد بن سلمان بسبب تورطه في قضية خاشقجي، وارتكابه لجرائم في اليمن. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إمكانية الاجتماع مع محمد بن سلمان في إطار مجموعة العشرين، بالإضافة إلى ممثلين عن رؤساء كل من روسيا وتركيا. من جهتها، تهتم الرياض بإثبات أن فضيحة قتل خاشقجي لم تقوض موقف ولي العهد على الساحة الدولية.

 

اقرأ أيضا: هل يسعى ابن سلمان إلى تلميع صورته خلال جولته الأخيرة؟

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى الصورة التي نشرها موقع وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، والتي تجسد اللقاء الذي جمع والد ملك إسبانيا الحالي، خوان كارلوس الأول، بمحمد بن سلمان في أبو ظبي، الأمر الذي اعتبره العديد من السياسيين الإسبانيين إهانة لإسبانيا ومواطنيها.