سياسة عربية

مسلسل الاغتيالات في الشمال السوري يطل مجددا.. من وراءه؟

اتهامات للروس بتحريك خلايا داخل الشمال الخارج عن سيطرة النظام- جيتي

أطلّ مسلسل الاغتيالات بحق النشطاء والمشاركين في الثورة بمناطق الشمال السوري مجددا اليوم بعد اغتيال الناشطين رائد الفارس وحمود الجنيد في مدينة كفر نبل بمحافظة إدلب ما يثير تساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراءها.

 

وتعرض الناشطان الفارس والجنيد اليوم الجمعة لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين يستقلون سيارة بعد صلاة الجمعه فأردوهما قتيلين قبل أن يلوذوا بالفرار.

وبحسب مصادر المعارضة السورية فإن الناشط الفارس يعد من أبرز شخصيات الحراك السلمي في الشمال ولمع نجمه خلال سنوات الثورة عبر اللافتات البسيطة الساخرة التي يرسمها بيده وتحمل رسائل سياسية ضد النظام وحلفائه.

 

إقرأ أيضا: اغتيال ناشطين سوريين بارزين بالرصاص في إدلب

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في إحصائية سابقة إن "مسلسل الاغتيالات في ريف إدلب وريفي حلب وحماة ارتفع إلى نحو 251 شخصا".

وأشارت إحصائية المرصد إلى أن القتلى بينهم مدنيون وأطفال وشخصيات فصائلية ونشطاء وجرى اغتيالهم بواسطة عبوات ناسفة أو إطلاق النار أو الاختطاف ثم القتل وإلقاء الجثث في مواقع متعددة.

 

روسيا وأذرعها


الباحث والكاتب السوري سعد وفائي قال إن الفترة المقبلة "ربما تشهد عمليات أكبر نظرا لتعدد الأهداف من وراء الاغتيال مع الأخذ بعين الاعتبار لحالة عدم الاستقرار الأمني في الشمال السوري".

ولفت وفائي لـ"عربي21" أن الاغتيالات نشطت في الآونة الأخيرة بحق "الشخصيات المعارضة المؤثرة في الساحة والتي تتصادم مع مصالح روسيا وإيران والنظام بطبيعة الحال".

وأضاف: "أغلب الظن أن المخابرات الروسية هي من يحرك الاغتيالات بحق النشطاء ليس لأن مخابرات الأسد قاصرة عن هذا الفعل فهي تملك خبرة كبيرة فيه وسبق أن مارسته حتى خارج سوريا لكن رسم الخارطة السياسية للحسم بسوريا يجري في موسكو وهذا يقتضي التخلص من كل من يشكل عقبة أمامها".

وأوضح أن الروس "يملكون أذرعا وخلايا نائمة في كافة مناطق المعارضة تحركها وفقا للمسار المنوي الدفع به وإزاحة كل من يمكن أن يؤثر عليه".

وشدد وفائي على أن الاغتيالات "لن تقتصر على الداخل بل ربما تطال شخصيات معارضة في الخارج".

ورأى أن "نوعية الشخص تكشف الجهة التي تقف وراء اغتيال وما جرى اليوم ليس بعيدا عن يد الروس والنظام" لافتا إلى أنه "سبق أن نفذت عمليات استدراج للمعارضين من الخارج وقام نظام الأسد باغتيالهم والتخلص منهم".

وفي المقابل لم يستبعد أن تقع عمليات اغتيال على "خلفيات مصلحية وثارات عائلية باستغلال حالة عدم استتباب الأمن في مناطق الشمال الأمر الذي يتطلب حرصا أكبر من النشطاء على سلامتهم الذاتية بسبب الفوضى النسبية".وفق وصفه

 

أطراف متعددة


من جانبه قال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان إن عمليات الاغتيال التي تجري امتداد لما قام به النظام السوري منذ اليوم الأول لانطلاق الحراك السلمي المطالب بإسقاطه.

وأوضح رمضان لـ"عربي21أن استهداف "العناصر الفاعلة في الداخل بدأ منذ 2011 وفي الوقت الذي أفرج فيه النظام عن كل المعتقلين المتهمين بما يسمى الإرهاب ممن تسلمهم من الولايات المتحدة كان يختطف نشطاء الحراك السلمي ويعذبهم ويقتلع أظافرهم ويقتلهم ثم يتخلص من جثث عبر حرقها".

وأضاف: "الدفع باتجاه معين نحو عسكرة الثورة كان واضحا لأن الخطورة تكمن في الحراك السلمي وتغيير القناعات في ظل قدرته على إنهاء أي حركة عسكرية".

 

اقرأ أيضا: مسلسل الاغتيالات ومحاولات تنفيذها يتواصل في ريف إدلب

 

وأشار رمضان إلى أن ما حصل اليوم مع الناشطين الفارس والجنيد "ليس الأول ولذلك أسباب منها تداخل المناطق المحررة مع مناطق النظام وهناك حركة تنقل للأسر والعوائل مما يسهل على خلايا النظام التسلل والحركة".

وعلى الرغم من اتهامه النظام بتنفيذ الاغتيالات قال السياسي السوري إن "هناك منظمات إرهابية داخل تلك المناطق تستهدف نشطاء الثورة السلميين بسبب تبنيهم أطروحات الحرية والكرامة وإنشاء دولة مدنية كما هي أهداف الثورة".

ولفت إلى "سلسلة مضايقات تعرض لها النشطاء سابقا سواء بالخطف أو التعذيب والتهديد بسبب النشاطات السلمية".