سياسة عربية

هل يساند الحشد الشعبي العراقي "قسد" والتحالف معارك "هجين"؟

تشهد بلدات هجين والباغوز بريف دير الزور، اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة- الأناضول

شكك محللون وخبراء عسكريون بالأنباء التي تتحدث عن دراسة الحكومة العراقية لخيار مشاركة القوات الخاصة في المعارك التي تخوضها "قوات سوريا الديمقراطية- قسد" مدعومة بالتحالف، ضد تنظيم الدولة في مناطق من ريف دير الزور الشرقي.


وكانت وسائل إعلام عربية، قد أشارت نقلا عن مسؤول عراقي عسكري، أن العراق يدرس خيارات عدة للتعامل مع التهديدات التي يشكلها التنظيم على حدوده في منطقة هجين والباغوز، في الضفة الشرقية لنهر الفرات.


وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال لـ"عربي21"، إن تغيير اسم "الحشد الشيعي" الذي شارك فعليا في أكثر من مرة بالتنسيق مع "قسد" في قتال التنظيم داخل الأراضي السورية إلى "الوحدات الخاصة"، لا ينفي حقيقة ما يجري على الأرض.


وأضاف أن "مليشيات "الحشد الشيعي" مشاركة في العمليات أصلا، وهذا الأمر معروف للجميع، وليس من دواع للمراوغة".


ومتفقا مع رحال، قال المحلل العسكري العقيد أديب عليوي، إن الظن بأن القوات العراقية غير مشاركة في معارك التنظيم داخل سوريا، اعتقاد غير مجانب للصواب.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: هل سيخسر تنظيم الدولة آخر معاقله بالعراق وسوريا؟


وأضاف عليوي أن العراق من خلال الحديث عن استعداده إرسال قوات خاصة إلى منطقة تقع تحت النفوذ الأمريكي، يعطي انطباعا بأن الحشد الشعبي العراقي يريد الاستفادة من تعثر المعارك، وحاجة الولايات المتحدة للمزيد من القوات في قتال التنظيم، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم جدية "قسد" في قتال التنظيم.


وقال عليوي لـ"عربي21" إن الفحوى من هذه التصريحات الولايات المتحدة وليس قتال التنظيم، ويبدو أن الحكومة العراقية الجديدة تبحث عن تقديم أوراق اعتماد جديدة لدى واشنطن، أو تبحث عن تحقيق إنجاز سياسي.


ولفت عليوي إلى عدم جدية كل الأطراف التي تقاتل التنظيم في حربها على الأخيرة، بدءا من التحالف إلى المليشيات الكردية التي تكتفي بزج العرب من أبناء العشائر في مواجهة هجمات التنظيم الانتحارية إلى النظام وحتى روسيا، وقال: "حتى الآن لم تضع قسد كل ثقلها في قتال التنظيم بريف دير الزور الشرقي".


وبحسب عليوي، حتى الآن، لا يبدو أن الولايات المتحدة بصدد السماح للحشد الشعبي العراقي بالتوغل داخل الأراضي السورية، وتحديدا في منطقة "الجزيرة" المنطقة التي تعد من مناطق النفوذ الأمريكية شرقي نهر الفرات، لكن إعلان قسد في وقت سابق عن وقفها القتال احتجاجا على تعرض مواقع تابعة لها للقصف التركي، قد يرغم الولايات المتحدة على القبول بمشاركة الحشد الشعبي في قتال التنظيم.


يذكر أن قياديا عسكريا في الحشد العراقي، أعلن قبل أسبوع عن استعداد الحشد المشاركة في قتال التنظيم داخل الأراضي السورية.


هذا وتشهد بلدات هجين والباغوز بريف دير الزور، اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم "داعش"، وسط مجازر بحق المدنيين ترتكبها طائرات التحالف، منذ بدء الهجوم قبل شهرين، الهجوم الذي بدأته قسد في العاشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، من دون أن تحقق تقدما واضحا للآن.